أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2014
19473
التاريخ: 15-6-2016
15415
التاريخ: 19-09-2014
4573
التاريخ: 2-12-2015
4067
|
قال ابن رشيق : الاستعارة هي أفضل أنواع المجاز وأَوّل أبواب البديع ، وليس في حُلى الشعر أعجب منها ، وهي من محاسن الكلام إذا وقعت موقعها ونزلت موضعها (1) .
وهي من التوسع في الكلام والتفنّن فيه ، مفيضاً عليه ملامح الإدلال والاستدلال ، بما فيه من التشبيه والتخييل وروعة التمثيل .
وفي الاستعارة نوع من المبالغة القريبة ، فيها أناقة ولطف ، تُقرّب المعنى وتوضحه بما فيه من التشبيه والتمثيل ، وتكسوه جمالاً وروعةً بما فيه من التصوير والتخييل ، فكانت الاستعارة في الكلام أناقة في التصوير ، وإجادة في التعبير .
وقد حصر الشيخ عبد القاهر الجرجاني أسرار البلاغة ودلائل إعجاز البيان في فنون التشبيه والتمثيل وأنواع الاستعارة (2) .
قال : قد أجمع الجميع على أنّ الكناية أبلغ من الإفصاح ، والتعريض أوقع من التصريح ، وأنّ للاستعارة مزيّةً وفضلاً ، وأنّ المجاز أبداً أبلغ من الحقيقة .
قال : وأمّا الاستعارة فسبب ما ترى لها من المزيّة والفخامة أنّك إذا قلت : رأيت أسداً ، كنت قد تلطّفت لِما أردت إثباته له من فرط الشجاعة ، حتى جعلتها كالشيء الذي يجب له الثبوت والحصول ، وكالأمر الذي نُصب له دليل يقطع بوجوده ؛ وذلك أنّه إذا كان أسداً فواجب أن تكون له تلك الشجاعة العظيمة ، وكالمستحيل أو الممتنع أن يُعرّى عنها ، وإذا صرّحت بالتشبيه فقلت : رأيت رجلاً كالأسد كنت قد أثبتّها إثبات الشيء يترجّح بين أن يكون وبين أن لا يكون ، ولم يكن من حديث الوجوب في شيء .
قال : وحكم التمثيل والاستعارة سواء فإنّك إذا قلت : أراك تُقدّم رِجلاً وتُؤخّر أُخرى ، فأوجبت له الصورة التي يقطع معها بالتحيّر والتردّد ، كان أبلغ لا محالة من أن تجري على الظاهر ، فتقول : قد جعلت تتردّد في أمرك ، فأنت كمَن يقول : أخرج ولا أخرج ، فيقدّم رِجلاً ويؤخّر أُخرى (3) .
قال جلال الدين السيوطي : التشبيه من أعلى أنواع البلاغة وأشرفها ، واتّفق
البلغاء على أنّ الاستعارة أبلغ منه ؛ لأنّ الاستعارة مجاز والتشبيه حقيقة ، والمجاز أبلغ ، فإذاً الاستعارة أعلى مراتب الفصاحة .
وكذا الكناية أبلغ من التصريح ، والاستعارة أبلغ من الكناية ؛ لأنّه كالجامعة بين كناية الاستعارة .
وأبلغ أنواع الاستعارة ، التمثيلية ، كما يُؤخذ من الكشّاف . ويليها المكنية ، صرّح به الطيّبي ؛ لاشتمالها على المجاز العقلي ، والترشيحية أبلغ من المجرّدة والمطلقة ، والتخيّلية أبلغ من التحقيقية .
والمراد بالأبلغية إفادة زيادة تأكيد ومبالغة في كمال التشبيه (4) .
قلت : وجماع السرّ في فخامة الاستعارة ابتناؤها على التشبيه المطوي ، ففيها من كمال التشبيه أوفاها ، مع زيادة : تناسي التشبيه ، فكأنّه الحقيقة بعينها ، ولا سيّما المرشحة ، على ما يأتي . وهذا من المبالغة في التشبيه ما لا يكاد يخفى لطفها ودقّتها وظرافة حسنها وجمالها البديع ، إن وقعت موقعها ، كما شرطه ابن رشيق (5) .
وسنزيدك بياناً عند ذكر أنواعها ، وما لكلّ نوع من فضيلة وشرف .
____________________
(1) العمدة : ج1 ص268 باب 37 .
(2) فقد وضع كتابه ( أسرار البلاغة ) في ضروب التشبيه وأنواع الاستعارات فحسب .
(3) دلائل الإعجاز : ص48 و50 .
(4) معترك الأقران : ج1 ص284 .
(5) العمدة : ج1 ص268 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|