أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-6-2016
3602
التاريخ: 19-09-2014
4979
التاريخ: 5-11-2014
1865
التاريخ: 22-04-2015
2158
|
استخدم القرآن الكريم ألفاظا مختلفة في المعنى ، ولكنها جاءت في مواضع متشابهة ، واختص كل موضع بما يلائمه ويناسبه ومن هذه :
1. كلمتا : الإلقاء والقذف : فقد وردت كل من الكلمتين في سياق الجهاد ومحاربة الأعداء ، مسندتين الى الله تبارك وتعالى المنعم على عباده بهذا الرعب أكراما للمؤمنين ، ويأسا على أعدائهم ، ونسأله سبحانه ونحن في هذا الظرف ، الذي تألبت علينا فيه قوي المكر والبغي بقيادة أمريكا الباغية وحلفائها وعملائها ، نسأل الله أن يقذف في قلوبهم الرعب ، وأن يثبطهم ويثبتنا ، فهو سبحانه نعم المولى ونعم النصير ، قال تعالى في سورة الأنفال : {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} [الأنفال : 12] ، وقال في سورة الحشر {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ } [الأحزاب : 26]
ومن كان له ادنى اطلاع ومعرفة في قضايا اللغة يدرك ان كلمة (القذف) تعطي من الدلالة ، وتلقي من الظلال ما لا يوجد في كلمة (القاء).
فكلمة (القذف) إنما تستعمل لما فيه الشدة والقوة والضخامة ، ولهذا يقال (0هم بني خاذف وقاذف) ، فالخاذف : هو رمي الخذف ، وهي الحصاة الصغيرة ، أما القذف فلا يكون إلا بما كبر من الحجارة واشتد ضاربه فيه .
وحينما نقف أما النصين الكريمين نتسائل متدبرين ، لم جاءت كل كلمة في هذا المكان دون غيره ؟ والسياق كفيل بالإجابة على هذا التساؤل ، لذلك كان السياق أمرا لا بد منه لفهم الكتاب العزيز وتفسيره ، وإذا كانت اللغة والمأثور لا غناء عنهما لمفسر القرآن فإن السياق كذلك . وإليك بيان ما نحن بصدده :
الإلقاء جاءت في سورة الأنفال التي تحدثت عن غزوة بدر ، والتي كانت بين المسلمين وبين قريش ، وكان المشركون من أهل مكة يقفون ويتجمعون في ذلك الموضع ، لا يجدون ما يتحصنون به إلا تروسهم وأسلحتهم ، لكن كلمة (القذف) جاءت في سورة الحشر ، سورة بني النضير ، وهم الذي- كما حدثنا القرآن عنهم ؛ كانت لهم حصونهم المنيعة الحصينة ، والقرآن الكريم يحدثنا عن ذلك ، وهو يمتن على المؤمنين {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ } [الحشر : 2]
كانت كلمة الإلقاء إذن في مكانها المناسب ، وجاءت كلمة القذف حيث لا يصلح أن تستعمل كلمة الإلقاء ... وهكذا تتجلى لنا الكلمة القرآنية بهاء ورواء .
2. حاد وشاق هاتان كلمتان في كتاب الله ، استعملت كل واحدة منهما في موضع معين ، فقد استعملت الاولى في سياق الحديث عن المنافقين ، واستعملت الثانية ، في سياق الكافرين ، كما يشهد لذلك ما جاء في سورة براءة في سياق المجادلة {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [التوبة : 63] ، وفي سورة المجادلة {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [المجادلة : 5] {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ} [المجادلة : 20]
ووردت المشاقة حديثا عن الكافرين في قوله تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } [الأنفال : 13] في سورة الأنفال حديثا عن المشركين ، و {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الحشر : 4] في سورة الحشر حديثا عن اليهود .
والسؤال : لم اختصت كل كلمة بموضعها ؟ وللإجابة على ذلك تقول :
إن المشاقة أن يكون كل من الفريقين في شق غير الذي فيه الآخر ، ففيها معنى البعد ، أما المحادة : فليس فيها هذا المعنى ، إذا المتحادان يفصل أحدهم عن الآخر – اي علامة – توضع بين الفريقين كحد الأرض ، وهو ما فيها من علامات تميز بين الشركاء ، وهكذا المنافقون يدعون الإسلام بألسنتهم فتجري عليهم أحكامه الظاهرة وليس الكافرون كذلك ؛ لذا استعملت كلمة المشاقة في جانب الكافرين ، وكلمة المحادة في جانب المنافقين ؛ لأن المنافقين يدعون الإسلام بألسنتهم .
3. وهاتان كلمتان متجاورتان في سورة آل عمران : (الفعل والخلق)
إحداهما : في قصة زكريا عليه السلام : {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [آل عمران : 40]
والأخرى : في قصة مريم : {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ } [آل عمران : 47]
فلقد عبر بالفعل (يفعل ما يشاء) في الآية الأولى لأن لفظ الفعل غالبا ما يجري على قانون الأسباب المعروفة . وعبر بـ (الخلق) في الثانية (يخلق ما يشاء) ، فالخلق يجري في الإيجاد والإبداع . ولما كان إيجاد يحيى من زوجين كسائر الناس ، عبر عنه بالفعل . لكن إيجاد عيسى – عليه الصلاة والسلام – جرى على غير قانون الأسباب والمسببات فعبر عنه بالخلق (1).
_________________________
1. ولا ننسى ان قصة زكريا ذكر فيها الغلام ، وقصة مريم ذكر فيها الولد ، لأن قضية الولادة هي المعجزة ، أما ذكر الغلام في سورة مريم (قالت : انى يكون لي غلام) فموافقة لجبريل حينما قال (إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلام زكيا) .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|