أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-06
1044
التاريخ: 31-10-2020
2295
التاريخ: 2023-03-07
1123
التاريخ: 11-9-2016
2437
|
غالبا ما يقصد الأولاد استفزازنا، وافضل رد على سلوكهم هو معالجة الاستفزاز فورا.
ـ أسباب الاستفزاز :
استفزازهم مقصود وان كان ربما غير واع، فهو محاولة للحصول على التوجيه الذي يحتاجونه منا. عندما يشعر الأولاد بوجود ثغرات في الامور التي يحتاجونها للتكيف مع محيطهم، غالبا ما يستفزونا لمساعدتهم في سد تلك الثغرات. كما انهم يلجأون إلى استفزازنا عندما يريدوننا ان نعلمهم كيف يديرون امورهم بشكل مختلف. هم يفعلون ذلك لنساعدهم في سد حاجاتهم ونعلمهم كيف يضبطون مشاعرهم ويوجهونها.
ـ ثلاثة استفزازات تستدعي تدخلنا الفوري :
- عندما يعرضون انفسهم او الاخرين للخطر.
- عندما يخرقون قواعد متفق عليها داخل المنزل وخارجه.
- عندما يقدمون على افعال تتسبب لهم او لغيرهم بالمشاكل.
عندما يكون سلوكهم ناجما عن هذه الحاجات، يكون التدخل الحاسم الطريق الوحيد لإيقافهم. اما اذا لم نتدخل، فسوف يواصلون تصعيدهم. من المهم ان نفهم ذلك. يواصلون تصعيدهم الى ان نوقفهم عند حدهم. عندئذ، يمكننا ان نعلمهم ان يتصرفوا بشكل مختلف.
هذا النوع من التصعيد يمكن ان يحصل على مدى اشهر او سنوات، الامر الذي يخفف من وعي بعض الاهل لما يجري.
• الصبي الذي لم يطع امه في سن الثانية، ضربها في الثالثة، ركلها وعضها في الرابعة، وطرحها ارضا في الرابعة عشر.
• الفتاة التي كانت تلزم الصمت وهي صغيرة، بدأت تركض الى غرفتها لتختبئ وتبكي في سن السابعة...
عندما يستفزنا اولادنا انطلاقاً من حاجة للتعلم، لن يتوقفوا عن سلوكهم قبل ان يتعلموا. ان محاولة تجاهل استفزازهم لن يقودنا الا الى مزيد من الاستفزازات الخطرة. هم يريدوننا ان نوقفهم عند حدهم بما يتطلبه ذلك من حزم.
إن أهل الاولاد الذين يقومون بهذا النوع من الامور هم عادة اشخاص لم يضعوا حدوداً كافية لأولادهم على اصعدة اخرى. ذلك ان الاولاد بتصعيدهم الاستفزازي انما يحاولون البحث عما يدفعنا لنقول لهم : (كفى !) أو (ليس هكذا، بل هكذا). ثمة امر مهم آخر وهو انهم يريدوننا ايضا ان نصر على ما قلناه لهم. هم يعلمون في قرارة نفسهم انهم يحتاجون لمن يضبطهم لكي يتعلموا ان يضبطوا انفسهم. لحسن الحظ، معظم الأولاد يتمكنون من العثور على نقاط ضعفنا ويقودوننا في النهاية الى وضع الحدود التي يحتاجونها. تتضمن التدابير التكتيكية مثلا :
• إلحاق الضرر بغرض عزيز على قلبنا
• تهديد من قبل ابنة معلمة رياضيات بالتوقف عن متابعة هذه المادة في المدرسة
• خرق القانون من قبل ابن ضابط في محكمة الاحداث، فينتهي به الامر بالمثول امام اصدقاء أبيه...
ـ عندما يأخذ الأهل دور المتفرج :
للأسف، لا ينجح بعض الاولاد في دفع اهلهم الى التصرف، الأمر الذي يحض الاخرين على تولي معاقبتهم، وفي مقدمهم المدرسون. ولكن عندما يمتنع الاهل والمدرسون والمعنيون عن التدخل، يحصل الاولاد عندئذ على ما يحتاجونه من الشرطة، او الدفاع المدني او السجن او مستشفى الامراض النفسية او القوى المسلحة.
إننا نعتقد ان الفوضى الاجتماعية وافتعال الحركات امام الناس انما هي محاولات يقوم بها اشخاص لم يحصلوا على التوجيه اللازم في المنزل، بهدف الحصول عليه من خارجه. وتضم اللائحة ايضاً الإدمان على المخدرات ومغادرة المنزل في عمر باكر جدا، والشجار والتظاهر في الشوارع، وارتكاب الجرائم وتدمير الممتلكات. إن الامور التي يقولها الرائدون الذين قاموا بأمور مماثلة في صغرهم تعلمنا الكثير :
• لم يوقفني اهلي عند حدي عندما كنت صغيرا، اما الان فادرك انه كان عليهم فعل ذلك.
• لم يعجبني ان ينهاني اهلي عن شيء، ولكن في المقابل كنت اعلم انهم على حق وكان ذلك يريحني.
ـ الطريقة الناجحة :
عندما سألت الام ابنتها الشابة عن سبب عدم تورطها في المخدرات، اجابت الشابة (كنت اعلم أنك وابي موجودان دائما الى جانبي. كنتما تشجعانني عندما احتاج الى التشجيع وكنتما تلجمانني عندما كنت احتاج الى التأديب. كنت اشعر بالأمان في وجودكما ولم اكن بحاجة لاستفزازكما من خلال اللجوء الى المخدرات او غيرها كما كان يفعل كثيرون من اصدقائي. كنت اعلم انكما مهتمان لأمري).
ـ اختيار الوقت المناسب للمقاومة :
يحتاج الأولاد للمقاومة كجزء من نموهم... عندما يقاومنا اولادنا، يريدوننا ان (نربح) لا ان (نخسر). فهم يسعون وراء قوتنا الموجهة ويحصلون عليها من خلال المقاومة.
ـ المقاومة امر طبيعي وجزء من تربية الاولاد :
عندما تبدأون بالتفكير في ما يقاومه أولادكم سوف تلاحظون حتما ما يلفتكم. عندما تكون المقاومة جزءا من مسيرتهم التعليمية، سوف يستمرون في المقاومة مهما فعلنا. لا بد اذًا من المقاومة اذا ما اردنا لأولادنا أن يتعلموا، الامر الذي يقودنا الى فكرة اساسية : بما ان المقاومة بحد ذاتها اهم من الامور التي يقاومونها، يمكننا ان نختار نحن توقيتها.
بعبارات اخرى، اخذ المبادرة في التربية هو الحل. فبدلا من انتظار اولادنا ريثما يختارون الشجار التالي، نختار نحن توقيت الشجار وموضوعه. ونشعر بالتحسن عندما نقوم نحن بالاختيار.
مشاكل كثيرة تعترض حياتنا اليومية، بما في ذلك الاعمال المنزلية التي نتوقعها منهم. فاذا رفضوا القيام بعمل ما، وقاومناهم للقيام به فنحن اذًا على السكة الصحيحة. واذا لم يقاوموا وفعلوا لنا ما هو مطلوب منهم، فانهم يساهمون في المنزل، ويستفيد الجميع من مساهماتهم. يمكنك أن :
- تطلب منهم ترتيب ثيابهم، غسل الصحون أو ترتيب سريرهم كل يوم.
- يكفوا عن اطلاق الشتائم.
- نحرص على أن يتحدثوا باحترام مع اخوتهم واخواتهم.
- تفرض عليهم الخلود الى النوم في ساعة محددة.
- تصر على ان يقولوا دوما الحقيقة وحفظ الوعود.
هذه الامور يسهل عليهم القيام بها اكثر من غيرها من الامور التي يحتمل ان يقوموا بها اذا لم نعطهم المقاومة التي يحتاجونها. تذكروا هذا : الاولاد والمراهقون يعلمون جيدا انهم بحاجة للانضباط والتأديب. صحيح انهم يقاوموننا عندما نحاول تلقينهم اياها ولكنهم لا يقاوموننا لكي يربحوا هم بل لكي نربح نحن، لأننا عندما نربح يتعلمون ما يحتاجون معرفته وفي النهاية يدركون ان الشجار لم يكن حول من يكون الرابح او الخاسر (نفترض طبعا ان التربية يجب ان تكون دائما بمحبة وليس بعنف.).
ـ مهمة جون الانقاذية :
كان جون ضائعا لا يعرف ماذا يفعل مع ابنته ماري البالغة 14 عاما من العمر والتي كانت قد بدأت تتحداه بقوة منذ بضعة اشهر. وذات ليلة، عندما لم تعد الى المنزل في الوقت المتفق عليه، راح يبحث عنها ليعيدها الى المنزل. فوجدها مع مجموعة من الاصدقاء في احد المنتزهات .. قال لها بصوت خافت : (اذا اتيت معي الان، يمكننا ان نتكلم عن الموضوع بهدوء في المنزل، واذا لم تأتي معي فورا، سوف اجعل منك محط سخرية الجميع هنا).
لم تأت فنفذ تهديده.
ذهلت ماري لتصرف والدها، ولكن للمرة الاولى منذ اشهر من الصراع والشجار، (اصغت فعلا) الى ما كان لديه ليقوله، وارتاحت من الداخل بدلا من ان تتوتر ، وكانت مثال الفتاة الصالحة لمدة اسابيع.
لقد تصرف جون تماما كما ارادته ماري ان يفعل، وفي الوقت الذي كانت بحاجة اليه.
ـ تشجيع المواهب :
ادعم ميول اولادك وطريقتهم في التعبير. تنبه لما يهوون القيام به والى المواهب التي يمتلكونها، ثم افعل ما بمقدورك لمنحهم الفرص الممكنة لتنمية مواهبهم. امثلة على ذلك :
• فتاة صغيرة كانت تلعب بأشياء مختلفة وكان من الواضح انها تحب الرسم والتلوين.
• منذ ان بدأ بالمشي، اظهر صبي صغير قوة كبيرة في لعب الكرة والمضرب.
• طفل اخر بدا يعدّ ويقيس منذ ان بدأ يتكلم.
اذا لم تكن على علم تماماً باهتمامات اولادك، اسالهم عنها، فقد يجيبونك بشكل مباشر. كثيرون من الاهل يخطئون عندما يحاولون اكتشاف الامور من تلقاء انفسهم، ولكن ذلك يضيع الكثير من الوقت ويمكن ان يؤدي الى اخطاء كبرى اذا ما اخطأنا. تحدث اليهم اذا كانوا يستطيعون الكلام. اطرح عليهم الاسئلة واصغ الى اجاباتهم.
• ماذا تريد أن تفعل ؟
• ما الذي تحتاجه ؟
• كيف ستفعل ذلك ؟
• لِمَ فعلت هذا ؟
• ما الذي ظننت انه سيحصل عندما فعلت ذلك ؟
• اذا كان بإمكانك ان تحصل على أي شيء تتمناه، فلماذا تطلب ؟
ـ من فم الاسد :
يمكن للأولاد ان يفاجئوننا بنضجهم وفهمهم، كما قد يفاجئوننا بمستوى الارتباك واللغط والجهل عندهم. أياً تكن الحال، من الافضل لنا ان نكون على اطلاع على الامور ومن الافضل لهم ان يتناقشوا معنا.
ـ التعامل مع الاولاد ذوي النزعة الانتحارية :
قد يصبح الاولاد احيانا محبطين لدرجة انهم قد يميلون الى الافكار الانتحارية. ولابد لأفعالنا في هذه الاوقات ان تكون مباشرة، واضحة، وفعالة. فحياة الاولاد والشباب ذوي النزعة الانتحارية مهددة بالخطر وتحتاج الى مساعدة فورية وفعالة من الراشدين. ولسنا بحاجة الى تدريب خاص لنتعرف الى المشكلة ونهب لمعالجتها. بعض الاولاد قد يفكرون في وضع حد لحياتهم في سن الخامسة او السادسة ومن الضرورة بمكان ان نأخذ تهديداتهم على محمل الجد.
ـ علامات الإنذار :
من بين الامور التي يجب ان ننتبه لها : محاولات الانتحار الفعلية، التهديد بالانتحار، التحدث عن الموت وعدم الرغبة في الحياة، التعبير الكلامي المفرط او الانسحاب الكلي، الاكتئاب، الانفراد الدائم، التوقف عن الطعام... ولا بد ان نكون متيقظين بشكل خاص بعد وفاة احد الوالدين او احد الاشقاء او الاصدقاء او الحيوان المفضل، او بعد انفصال الوالدين، او تفكك العائلة او خلال نوبات انفعالية يمر بها الولد. معظم هذه العلامات والظروف لا تعني بالضرورة ان الولد سيميل الى الانتحار، ولكنها من دون شك علامات تحثنا على التدخل.
ـ ما يجب فعله :
يمكننا جميعا ان نفعل الكثير للمساعدة، وما نفعله يمكن ان ينقذ حياةً. الامور التي يمكنكم القيامة بها عندما تشكون في ان حياة الولد بخطر :
• عبروا عن قلقكم .
• ناقشوا مشاكلهم ومشاعرهم بشكل مباشر.
• تجنبوا التغاضي عن المشكلة.
• احرصوا على سلامتهم من خلال ابقاء شخص معهم بشكل دائم ريثما تصل المساعدة.
• حاولوا التوصل معهم الى عقد اتفاقية عدم انتحار.
• ابعدوا من امامهم كل الادوات المؤذية : الادوية، السكاكين، شفرات الحلاقة ، السلاح، السموم، إلخ...
• اغلقوا الممرات المؤدية الى اماكن خطرة : نوافذ عالية، طرقات، ادراج خزائن المطبخ...
• اتصلوا بالطوارئ، او الشرطة او الدفاع المدني، اذا كان من ضرورة لذلك.
• امنوا لهم المساعدة الاخصائية وتأكدوا من انهم حصلوا عليها .
• تابعوا الموضوع بعد فترة للتأكد من ان كل شيء يجري على ما يرام.
ـ اتفاقيات الحياة :
عندما نطمئن الى سلامتهم الجسدية، يمكننا ان نطلب من الاولاد او المراهقين أن يعقدوا
اتفاقيات معينة معنا، تساعدنا معا على تقييم الخطر الذي يواجهونه وضمان سلامتهم. ان مدى ارتياحهم في عقد هذه الاتفاقيات هو المعيار : فكلما كان الامر سهلا عليهم، كانوا بمأمن اكثر.
ـ عقد الحياة :
انا أعيش (سوف اعيش) حياة سعيدة ومليئة، واسعى الى جعل الاخرين يعيشونها ايضاً.
ـ اتفاقية عدم الانتحار :
لن اقتل او الحق الاذى بنفسي بأي شكل من الاشكال، سواء عرضا او عمداً ولن اسمح لأحد بان يفعل ذلك بي.
ـ كيفية عقد الاتفاقيات :
هذه بعض التصريحات التي تجعل الأولاد يتعهدون بالبقاء على قيد الحياة، والتي يمكن ان تكون محددة او غير محددة بمدة زمنية. والطريقة لفعل ذلك هي حث الاولاد او المراهقين على تكرار هذه الكلمات الى ان يقولوها باقتناع تام.
اطلبوا منهم ايضا ان تكون هذه الاتفاقيات ابدية. فإذا ترددوا، اسألوهم ما هي المدة القصوى التي يمكنهم الالتزام بها. قد تكون خمس دقائق، ساعة، يوما واحدا، عدة أيام، اسبوعاً، شهراً، سنة او اكثر.
أي مدة زمنية تحدد يجب ان تذكر في الاتفاقية. كما يجب ان نطلب منهم أن يوافقوا على التحدث معنا من جديد قبل انتهاء المدة المحددة : سألتزم بهذه الاتفاقية لمدة... وسوف اتصل بكم في...
ولمزيد من الأمان، يمكننا ان نطلب منهم الموافقة على الاتصال بنا في أي وقت اخر يشكون فيه في قدرتهم على الالتزام بالاتفاقية. وهنا يجب ان نحرص على استعدادنا للتواجد في أي وقت في حال رغبوا في الاتصال بنا. واذا شعرنا باننا غير قادرين أو غير راغبين في ذلك، فعلينا تأمين بديل.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|