يؤثر النبات الطبيعي في التخطيط العمراني من عدة زوايا ، فقد يكون – النبات الطبيعي – مادة لبناء المساكن ، حيث تستخدم الاخشاب في اغراض وخاصة في النطاقات التي تنمو فيها الغابات ، كما تستغل الحشائش في بناء الأكواخ وخاصة في نطاق الحشائش المدارية (السفانا) .

وتتأثر كثافة العمران بكثافة النبات الطبيعي في جهات واسعة من العالم ، ففي نطاق الغابات الكثيفة تحول الأشجار المتقاربة دون سهولة النقل وتمثل عائقاً كبيراً أمام الاتصال السهل السريع ، لذا يتمثل نمط العمران السائد في مثل هذه النطاقات في شكل محلات متباعدة او متقاربة تتركز عند الاجزاء الهامشية من الغابات ، واذا قلت كثافة النبات الطبيعي وسادت الحشائش تسود حرفة الرعي ويصبح النمط العمراني السائد عبارة عن عقد سكنية يتكاثف فيها العمران ، وتتباعد عن بعضها ، وعموما تحدد موارد المياه مواقع مثل هذه العقد السكنية . وينتشر في نطاقات رعوية عديدة محلات عمرانية مجمعة في شكل مراكز تقدم اساساً الخدمات المختلفة للمناطق التي تسود فيها حرفة الرعي التجاري بصورة خاصة ، فقد تبين من دراسة التركيب الوظيفي لسكان بلدة تورنجتون Torrington وهي محلة عمرانية تتوسط نطاق الرعي في شرق ولاية وايومنج Wyoming الأمريكية أن نسبة العاملين بالخدمات المختلفة تبلغ حوالي 78% من اجمالي العاملين في البلدة (1) وهي أمور توضع في الاعتبار عند التخطيط لتنمية مثل هذه المحلات العمرانية .

________________

 (1)  Alexander, G., Economic Geography, N. G., 1963, pp. 114 -115.