أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-3-2022
2001
التاريخ: 26/9/2022
1543
التاريخ: 16-8-2016
2984
التاريخ: 18-8-2016
3340
|
عرفه المحقق الطوسي (رحمه الله) بأنه : حبس النفس عن الجزع عند المكروه.
وعرفه الراغب في مفرداته بأنه : الامساك في ضيق ، يقال : صبرت الدابة : حبستها بلا علف والصبر حبس النفس على ما يقتضيه العقل أو الشرع .
والأولى تعريفه بأنه : ملكة قوة وصلابة في النفس تفيد عدم تأثرها عند المكاره ، وعدم تسليمها للأهواء ، ويسهل عليها القيام بما يقتضيه العقل ويطلبه الشرع ، فيسهل للصابر حبس النفس عند المصائب عن اضطراب القلب وشكاية اللسان وحركات الأعضاء على خلاف ما ينبغي.
وعند المحرمات والشهوات عن الوقوع في العصيان ، وعند الفرائض حملها على الطاعة والانقياد.
وعلى هذا يدخل تحتها عدة من الصفات وتكون من مصاديقها : كالشجاعة في الحروب ويضادها الجبن ، وقوة الكتمان ويضادها الإذاعة ، والتقوى عن المحارم ويضادها الفسق والجود عن النفس والمال ويضادها البخل ، وهكذا.
وتحصل هذه القوة بالممارسة على الأمور الشاقة ، وحمل النفس عليها عملاً بقضاء العقل وحكم الشرع ، وأكثر موارد استعماله في الكتاب والسنة هو الصبر على المكاره وإن لم يكن في غيره أيضاً قليلاً.
فقد ورد في الكتاب العظيم قوله تعالى : {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان : 17] , و { اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} [آل عمران : 200] , {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} [طه : 130] , {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ } [الروم : 60] , {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} [المدثر : 7] , {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} [القلم : 48] , { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} [النحل: 127] , {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [البلد : 17] , {اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ} [البقرة : 153] , {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة : 155] , {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران : 146] , {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } [البقرة : 153] , {إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا} [المؤمنون : 111] , {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [النحل : 96] , {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا} [الفرقان: 75] , {نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * الَّذِينَ صَبَرُوا } [العنكبوت : 58، 59] , {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا } [الإنسان : 12] , وغير ذلك من الآيات الشريفة.
وورد في النصوص : عليك بالصبر في جميع أمورك ، فإن الله بعث محمداً (صلى الله عليه واله) فأمره بالصبر ، فصبر حتى نالوه بالعظائم ورموه بها ، فأنزل الله : {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ } [الأنعام : 34] , فصبر في جميع أحواله حتى قاتل أعداءه ، فقتلهم الله على أيدي رسول الله وأحبائه ، وجعله ثواب صبره مع ما ادخر له في الآخرة فمن صبر واحتسب ، لم يخرج من الدنيا حتى يقر الله عينه في أعدائه (1) , والصبر رأس الإيمان ، فلا إيمان لمن لا صبر له (2) , والحرّ حرّ في جميع أحواله ، إن نابته نائبة صبر لها ، وإن تتراكب عليه المصائب لم تكسره ، كما صبر يوسف الصديق فجعل الله الجبار العاتي عبداً له فالصبر يعقب خيراً ، فاصبروا ووطّنوا أنفسكم بالصبر تؤجروا (3) , والجنة محفوفة بالمكاره فمن صبر عليها في الدنيا دخل الجنة (4) , والصبر في الأمور بمنزلة الرأس من الجسد. فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد ، وإذا فارق الصبر الأمور فسدت الأمور (5) , والإنسان إن صبر على المصائب يغتبط ، وإن لا يصبر ينفذ الله مقاديره راضياً كان أم كارهاً (6) , والصبر ثلاثة : صبر عند المصيبة حسن جميل ، وأحسن منه الصبر على الطاعة ، وأحسن من ذلك ، الصبر على المعصية والوقوف عند ما حرم الله عليك (7) , وإذا فسد الزمان فصبر المؤمن على الفقر وهو يقدر على الغنى ، وعلى البغضة وهو يقدر على المحبة ، وعلى الذل وهو يقدر على العز آتاه الله ثواب خمسين صديقاً ممن صدق به (8) , وقد عجز من لم يعد لكل بلاء صبراً (9) ولا يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان (10) , ومن لم ينجه الصبر أهلكه الجزع (11).
وقال مولانا السجاد للباقر (عليه السلام) حين وفاته : أوصيك بما أوصاني به أبي : إصبر على الحق وإن كان مراً (12) , والله إذا أخذ من عبده نعمة قسراً فصبر أعطاه الله ثلاثاً لو أعطى واحدة منها ملائكته لرضوا (13) ، وذلك قوله تعالى : {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } [البقرة : 156، 157].
( فالاسترجاع دليل الصبر والتسليم ، والجزاء : الصلاة والرحمة والهداية ).
وقال مولانا الصادق (عليه السلام) : إنا صبّر وشيعتنا أصبر منا ؛ لأنا نصبر على ما نعلم وشيعتنا يصبرون على ما لا يعلمون (14) ( أي : نحن نعلم بالمصائب قبل حدوثها ، ونعلم الحكمة في حدوثها والثواب المترتب عليها ، ونعلم عواقبها ووقت زوالها ، وكل ذلك له دخل في سهولة التحمل ) , والمصيبة إذا صبر عليها الإنسان تصير له نعمة (15) , والصبر خلق قبل البلاء وإلا لتفطر المؤمن كتفطر البيضة على الصفا (16) , ومروءة الصبر في حال الفاقة أكثر من مروءة الإعطاء (17) ( أي : تكامل صفات الإنسان مع الصبر على الفاقة وعدم إقدامه على ما حرم الله أكثر منه مع غناه وإنفاقه ) , والصبر الجميل هو الذي ليس فيه شكوى إلى غير المؤمن (18) , والصبر يلي مسائلة الإنسان في القبر إذا لم تنفعه صلاته زكاته (19).
وينادي يوم القيامة : أين الصابرون؟ , فيقوم الذين صبروا على أداء الفرائض ، وينادي : أين المتصبرون؟ , فيقوم الذين اجتنبوا المحارم (20) , والصبر عند البلاء فريضة على المؤمن وهو من كمال الإيمان (21) , وعلامة الصابر أنه لا يكسل ولا يضجر ولا يشكوا من ربه (22).
__________________
1- الكافي : ج2 ، ص88 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص60 و 61 ـ الصافي : ج3 ، ص124 ـ نور الثقلين : ج5 ، ص117.
2- الكافي : ج2 ، ص87 ـ وسائل الشيعة : ج2 ، ص903 ـ بحار الأنوار : ج70 ، ص183 و ج71 ، ص67 و92.
3- الكافي : ج2 ، ص89 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص69 ـ مجمع البحرين : ج2 ، ص177.
4- الكافي : ج2 ، ص89 ـ وسائل الشيعة : ج11 ، ص244 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص72.
5- الكافي : ج2 ، ص90 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص73.
6- الكافي : ج2 ، ص90 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص74.
7- الكافي : ج2 ، ص91 ـ وسائل الشيعة : ج11 ، ص187 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص77 وج78 ، ص43 وج82 ، ص139.
8- بحار الأنوار : ج71 ، ص93.
9- بحار الأنوار : ج71 ، ص94 ـ مستدرك الوسائل : ج2 ، ص423.
10- بحار الأنوار : ج71 ، ص95 ـ نهج البلاغة : الحكمة 153.
11- نهج البلاغة : الحكمة 189 ـ وسائل الشيعة : ج11 ، ص209 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص96 وج82 ، ص134.
12- الكافي : ج2 ، ص91 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص76.
13- الكافي : ج2 ، ص93 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص79.
14- الكافي : ج2 ، ص93 ـ الوافي : ج4 ، ص340 ـ بحار الأنوار : ج24 ، ص216 وج71 ، ص80 و84.
15- الكافي : ج2 ، ص92 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص81.
16- الكافي : ج2 ، ص92 ـ من لا يحضره الفقيه : ج1 ، ص175 ـ وسائل الشيعة : ج2 ، ص903 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص82.
17- الكافي : ج2 ، ص93 ـ وسائل الشيعة : ج2 ، ص904 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص82.
18- الكافي : ج2 ، ص93 ـ بحار الأنوار : ج71 ، 83 ـ جوامع الجامع : ج2 ، ص181 ـ منهج الصادقين : ج5 ، ص22.
19- الكافي : ج2 ، ص90 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص73.
20- تفسير القمي : ج1 ، ص129 ـ بحار الأنوار : ج7 ، ص181 ـ نور الثقلين : ج1 ، ص426.
21- بحار الأنوار : ج71 ، ص85 و90.
22- علل الشرائع : ص498 ـ وسائل الشيعة : ج11 ، ص320 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص86.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|