المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد
6-8-2016
Solar eyepieces
22-8-2020
دور الضبط الإداري في حماية الكرامة الإنسانية
16-1-2019
The Origins of the Interatomic Force
24-5-2016
التمثيلُ في الآية (32-43) من سورة الكهف
11-10-2014
تفسير الامام الرضا لعملية النطق
30-7-2016


موقف زيد مع هشام بن عبد الملك  
  
5062   04:39 مساءاً   التاريخ: 14-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص68-71.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

عرف هشام بن عبد الملك بالحقد على الأسرة النبوية والبغض لها وقد عهد للمباحث ورجال الأمن بمراقبة العلويين والتعرف على تحركاتهم والوقوف على نشاطاتهم السياسية وقد احاطته استخباراته علما بسمو مكانة زيد وأهمية مركزه الاجتماعي وما يتمتع به من القابليات الفذة التي اوجبت احتفاف الجماهير حوله وتطلعهم الى حكمه وأخذ هشام يبغي له الغوائل ويكيد له في غلس الليل وفي وضح النهار وعهد الى عامله على يثرب بأشخاصه إليه ولما شخص الى دمشق حجبه عنه مبالغة في توهينه والاستهانة به وقد احتف به أهل الشام لما رأوا ما اتصف به من سمو الخلق وبليغ النطق وقوة الحجة والتحرج في الدين وبلغ ذلك هشاما فتميز من الغيظ فاستشار بعض مواليه وطلب منه الرأي للحط من شأنه وتوهينه أمام أهل الشام فأشار عليه أن يأذن للناس اذنا عاما ويحجب زيدا ثم يأذن له في آخر الناس فاذا دخل عليه وسلم فلا يرد عليه سلامه ولا يأمره بالجلوس وحسب أن ذلك موجب للحط من شأنه والتوهين بشخصيته وفعل هشام ذلك فلما دخل زيد وسلم لم يرد عليه سلامه فثار زيد في وجهه وخاطبه بعنف قائلا : السلام عليك يا أحول فانك ترى نفسك أهلا لهذا الاسم , ونسفت هذه الكلمات جبروت الطاغية واطاحت بغلوائه فصاح بزيد : بلغني أنك تذكر الخلافة وتتمناها ولست أهلا لها وأنت ابن أمة , وانبرى زيد يسخر منه ويدلي بحجته في تفنيد قول هشام قائلا : ان الامهات لا يقعدن بالرجال عن الغايات وقد كانت أم اسماعيل أمة لأم اسحاق فلم يمنعه ذلك أن بعثه الله نبيا وجعله أبا للعرب وأخرج من صلبه خير الأنبياء محمد (صلى الله عليه واله) , وفقد هشام توازنه امام هذا المنطق الفياض وسرت الرعدة في أوصاله فراح يتهجم على الامام محمد الباقر (عليه السلام) فقال له : ما يصنع أخوك البقرة؟؛ ولا يلجأ الى هذا المنطق الرخيص إلا كل جاهل يعوزه الدليل والبرهان وشعر زيد بألم حينما سب أخاه فالتفت الى الطاغية قائلا : سماه رسول الله الباقر وتسميه البقرة لشد ما اختلفتما لتخالفنه في الآخرة كما خالفته في الدنيا فيرد الجنة وترد النار .

وزعزعت هذه الكلمات عرش الطاغية وابرزته امام أهل الشام كأقذر مخلوق لا يستحق أن يكون شرطيا فكيف يكون خليفة على المسلمين؟ مع مخالفته لرسول الله (صلى الله عليه واله)؟ وفقد هشام صوابه فصاح بجلاوزته ان يخرجوا زيدا من مجلسه وخرج زيد وقد ملئ قلب هشام غيظا والما وراح الطاغية يقول لأسرته : ألستم تزعمون أن أهل هذا البيت قد بادوا لا لعمري ما انقرض قوم هذا خلفهم .

وخرج زيد وقد امتلأت نفسه حماسا وعزما على اعلان الثورة على الحكم الأموي الذي كفر بجميع القيم الانسانية واستهان بكرامة الناس وقد أعلن زيد شرارة الثورة بكلمته الخالدة التي اصبحت شعارا للثوار ونشيدا لهم على الخوض في ميادين الكفاح والنضال قائلا : ما كره قوم حر السيوف إلا ذلوا .

وقد جرت هذه المقابلة بين زيد وبين هشام في حياة الامام الباقر (عليه السلام) ولم تشر المصادر التي بايدينا الى السنة التي وقعت فيها وعلى أي حال فمنذ تلك اللحظة عزم زيد على الثورة والقيام بمناهضة الحكم الأموي ، يقول بعض شيعته دخلت عليه فسمعته يتمثل بقول الشاعر :

ومن يطلب المجد للمنع بالقنا              يعش ماجدا أو تخترمه المخارم

متى تجمع القلب الذكي وصارما                    وآنفا حميا تجتنبك المظالم

وكنت اذا قوم غزوني غزوتهم            فهل أنا في ذا يا آل همدان ظالم

ودل هذا الشعر على تصميمه على الثورة والخوض في ميدان الكفاح المسلح ليعش ماجدا كريما تجتنبه المظالم ويصد عنه كيد المعتدين ؛ لست أيها الثائر العظيم ظالما ولا باغيا وإنما أنت منقذ ومحرر للأمة العربية والاسلامية من الظلم والجور والاستبداد.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.