المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



محمد بن مسلم  
  
3305   04:41 مساءاً   التاريخ: 14-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص360-363.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-8-2016 2860
التاريخ: 22-8-2016 3198
التاريخ: 15-8-2016 3278
التاريخ: 15-04-2015 3169

محمد بن مسلم بن رياح أبو جعفر الأوقصي الطحان مولى ثقيف الأعور كان من أعلام الفكر واحد أئمة العلم في الاسلام وأحد الفقهاء العظام ومن أمناء الله على حلاله وحرامه اختص بالأماميين الباقر والصادق (عليه السلام) وروى الشيء الكثير من علومها وقد قال : ما شجر في رأيي شيء قط إلا سألت عنه أبا جعفر (عليه السلام) حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث وسألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ستة عشر ألف حديث .

أثرت طائفة كبيرة من الأخبار عن أئمة أهل البيت : وهي تشيد بمحمد بن مسلم وتثني عليه عاطر الثناء ومن بينها ما يلي :

1 ـ روى الكشي بسنده عن عبد الله بن أبي يعفور قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إنه ليس كل ساعة ألقاك ويمكن القدوم عليك ويجيء الرجل من أصحابنا فيسألني وليس عندي كلما يسألني عنه قال (عليه السلام) فما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي فانه قد سمع من أبي وكان عنده وجيها ودل هذا الحديث على مدى ما يتمتع به محمد من القدرات والمواهب العلمية حتى كان مرجعا للفتيا بين المسلمين.

2 ـ روى الكشي بسنده عن محمد بن خالد الطيالسي قال : كان محمد بن مسلم من أهل الكوفة يدخل على أبي جعفر (عليه السلام) فقال أبو جعفر : بشر المخبتين ودل هذا الحديث على أنه من أولياء الله المقربين.

3 ـ روى جميل بن دراج قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : بشر المخبتين بالجنة بريد بن معاوية العجلي وأبا بصير ليث بن البختري المرادي ومحمد بن مسلم وزرارة أربعة نجباء أمناء الله على حلاله وحرامه لو لا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست .

4 ـ قال الامام أبو عبد الله (عليه السلام) : أربعة أحب الناس إلي أحياء وأمواتا : بريد بن معاوية العجلي وزرارة بن أعين ومحمد ابن مسلم وأبو جعفر الأحول إلى غير ذلك من الأخبار التي أشادت بفضله وعظيم منزلته عند أهل البيت (عليه السلام).

كان محمد بن مسلم من ألمع علماء عصره في فضله وفقهه ومعرفته بأحكام الدين وقد عده الشيخ المفيد في رسالته العددية من الفقهاء والأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام وكان الامام أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) يرجع إليه العلماء والفضلاء في مسائل الدين وقد سأل الامام أبا جعفر (عليه السلام) عن ثلاثين ألف مسألة وسأل الامام أبا عبد الله عن ستة عشر ألف مسألة.

ويقول المؤرخون إن محمد بن مسلم وأبا كريبة الأزدي شهدا بشهادة عند شريك القاضي وكان منحرفا عن أهل البيت (عليه السلام) فنظر في وجهيهما مليا ثم قال : جعفريان فاطميان قادحا بذلك في شهادتهما ولما سمعا بذلك بكيا فبهر شريك وقال : ما يبكيكما؟

فقالا له : نسبتنا إلى أقوام لا يرضون بأمثالنا أن نكونا من إخوانهم لما يرون من سخف ورعنا ونسبتنا إلى رجل ـ يعني الامام الصادق (عليه السلام) ـ لا يرضى بأمثالنا أن يكونوا من شيعته فان تفضل وقبلنا فله المن والفضل.

وأبدى شريك اعجابه بهما فراح يقول : إذا كانت الرجال فليكن أمثالكما وأجاز شهادتهما وحج محمد بن مسلم مع أبي كريبة بيت الله الحرام وتشرفا بمقابلة الامام ونقلا له الحديث الذي دار بينهما وبين شريك فتأثر (عليه السلام) من شريك وقال : ما لشريك شركه يوم القيامة بشراكين من نار .

وكان محمد بن مسلم موسرا ومن ذوي الثراء في الكوفة وقد عهد إليه الامام أبو جعفر (عليه السلام) ببيع التمر للحفاظ على حياته من السلطة الأموية التي لم تتحرج في سفك دماء الشيعة بغير حق وقد أخذ محمد ابن مسلم قوصرة من تمر مع ميزان وجلس على باب مسجد الجامع في الكوفة وجعل ينادي على التمر فخف إليه قومه فقالوا له : فضحتنا فقال لهم : إن مولاي ـ يعني أبا جعفر (عليه السلام) ـ أمرني بأمر فلن أخالفه فقالوا له : إذا أبيت إلا أن تشتغل ببيع وشراء فاقعد مع الطحانيين فأجابهم إلى ذلك فهيأ له رحا وجعل يطحن وبذلك فقد حافظ على دمه وحياته .

انتقل هذا العملاق العظيم إلى جوار الله سنة 150هـ فواراه أصحابه وقد واروا في التراب الفقه والفضل والورع والتقوى.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.