أقرأ أيضاً
التاريخ: 13/11/2022
1345
التاريخ: 23-8-2016
2879
التاريخ: 14-8-2016
3333
التاريخ: 15-04-2015
3894
|
انشد الكميت بحضرة الامام أبي جعفر (عليه السلام) الميمية من هاشمياته وهي من أروع الشعر العربي وارقاه فهي تصور انطباعاته الخاصة عن أهل البيت (عليهم السلام) تصويرا رائعا يستند الى مشاهداته لمآثرهم الرفيعة ومثلهم العليا يقول فيها :
من لقلب متيم مستهام غير ما صبوة ولا احلام
طارقات ولا ادكار غوان واضحات الخدود كالآرام
بل هواي الذي أجن وابدي لبني هاشم فروع الانام
للقريبين من ندى والبعيدين من الجور في عرى الاحكام
والمصيبين باب ما اخطأ الناس ومرسي قواعد الاسلام
والحماة الكفاة في الحرب ان لف ضرام وقوده بضرام
والغيوث الذين أن أمحل الناس فمأوى حواضن الأيتام
والولاة الكفاة للأمران طر ق يتنا بمجهض أو تمام
والأساة الشفاة للداء ذي الريبة والمدركين بالاوغام
والروايا التي يحمل بها النا س وسوق المطبعات العظام
والبحور التي بها تكشف الحر ة والداء من غليل الأوام
لكثيرين طيبين من النا س وبرين صادقين كرام
واضحي أوجه كرام جدود واسطي نسبة لهام فهام
للذرى فالذرى من الحسب الثا قب بين القمقام فالقمقام
راجحي الوزن كاملي العدل في ال سيرة طبين بالأمور العظام
فضلوا الناس في الحديث حديثا وقديما في اول القدام
لقد ذكر في مطلع قصيدته هيامه في الحب وانه قد استولى على مشاعره وعواطفه فصار اسيرا لا يملك من أمر نفسه شيئا ؛ ولكن لمن هذا الحب العارم الذي وقع في شبكه ؟ انه ليس للغانيات التي يفتتن الناس بجمالهن وانما كان لأرفع الناس شأنا واسماهم مكانة انهم بنو هاشم الذين التقت بهم جميع عناصر الشرف والمجد وفاقوا جميع الناس بمواهبهم وعبقرياتهم فقد قصر عليهم اخلاصه وهواه الذي يجنه ويبديه.
ولم يندفع الكميت بحب ساداته بني هاشم وراء العاطفة وإنما رآهم صورة رائعة لا ثاني لها في تأريخ البشرية فقد رأى وشاهد ولمس أروع صور الانسانية التي رفعتهم الى القمة السامقة قمة الفكر والقيادة العليا في الاسلام رأى الكميت من صفات اسياده التي هام بها ما يلي :
1 ـ انهم معدن الجود والكرم والسخاء فقد جادوا بجميع ما يملكونه لانعاش المحرومين وانقاذ البائسين.
2 ـ انهم مصدر العدل بين الناس فلا يؤثرون قريبا على بعيد وانما الناس جميعا عندهم على حد سواء فلا يعرفون المحسوبية ولا سائر الاعتبارات الأخرى التي يأخذ بها الناس اندفاعا مع العاطفة والهوى.
3 ـ انهم اشجع من خلق الله فلم يمر الخوف على نفوسهم فقد خاضوا غمرات الحروب وأبدوا من صنوف البسالة ما لم يشاهد مثله في جميع فترات التأريخ فكان الامام امير المؤمنين (عليه السلام) مضرب المثل في الدنيا في شجاعته وبسالته وكذلك الامام الحسين سيد الأباة والاحرار في الارض فقد ابدى يوم عاشوراء من قوة البأس وروعة التصميم ما حير العقول وأذهل الألباب وتطعمت بهذه الروح العالية سائر ابناء الأسرة النبوية فقد ملكوا من الشجاعة ما لا يملكها أي أحد من الناس.
4 ـ انهم كانوا الملجأ والمأوى لأيتام الناس وسائر الفقراء والمحرومين ان امحل الناس ولم يجدبوا فليس هناك من يعطف عليهم سوى أهل البيت.
5 ـ انهم ولاة الأمور للناس ان التبست عليهم الأمور أو طرقتهم الازمات والأحداث فليس هناك من يستطيع التغلب عليها سواهم فهم الذين يملكون العقول النيرة والافكار الصائبة التي يحلون بها مشاكل الناس وازماتهم.
6 ـ انهم الحكماء الماهرون في معالجة أمراض النفوس وازالة ما فيها من جراثيم الزيغ والانحراف فقد درسوا واقع هذا الانسان وسبروا اعماق نفسه ودخائل ذاته ووقفوا على اندفعاته نحو الحرص والطمع والجشع وايثاره للهوى على الحق فوضعوا العلاج الحاسم لجميع أمراضه وآفاته وتجد في كلماتهم روائع الحكم والمواعظ الهادفة الى اصلاح الناس وتهذيبهم.
7 ـ انهم الروايا الذين يحملون الحكمة والحياة الى الناس فاليهم يلجأ الضامئ ومن ساحل كرمهم وجودهم ينتهل كل من يريد الحياة.
8 ـ انهم البحور الذين يرتوي منهم كل من اشرف على الهلاك فهم مصدر السعادة والخير لهذا الانسان.
9 ـ انهم اطيب الناس برا وصدقا وكرما وأصبح الناس وجوها ، واكرمهم جدودا واعلاهم شأنا ونسبا.
10 ـ انهم ارجح الناس وزنا واكملهم في العدل بين الناس وأخبرهم بالأمور العظام.
11 ـ انهم فاقوا الناس في جميع مراحل التاريخ فاقوهم في صدق حديثهم واصالة فكرهم وخصب رأيهم.
ويسترسل الكميت بعد هذه الأبيات في ذكر مآثر ساداته بني هاشم وفضائلهم التي هام بها فيقول :
مستفيدين متلفين مواهي ب مطاعيم غير ما ابرام
مسعفين مفضلين مسامي ح مراجيح في الخميس اللهام
ومداريك للذحول متاري ك وان احفظوا لعور الكلام
لا حباهم تحل للمنطق الشغ ب ولا للطام يوم اللطام
ابطحيين اريحيين كالانج م ذات الرجوم والاعلام
غالبيين هاشميين في العل م ربوا من عطية العلام
ومصفين في المناصب محضي ن خضمين كالقروم السوام
واذا الحرب أو مضت بسنا الحر ب وسار الهمام نحو الهمام
فهم الأسد في الوغى لا اللواتي بين خيس العرين والآجام
أسد حرب غيوث جدب بهالي ل مقاويل غير ما اقدام
لامها ذير في الندى مكاثي ر ولا مصمتين بالافحام
سادة ذادة عن الخرد البي ض اذا اليوم صار كالأيام
ومغايير عندهن مغاو ير مساعير ليلة الألجام
لا معازيل في الحروب تنا بيل ولا رائمين بو اهتضام
وهم الآخذون من ثقة الأ مر بتقواهم عرى لا انفصام
والمصيبون والمجيبون للد عوة والمحرزون خصل الترامي
ومحلون محرمون مقرو ن لحل قراره وحرام
وعرض الكميت في هذه الأبيات الى الصفات الرفيعة الماثلة في أهل البيت (عليهم السلام) وهي:
1 ـ ان الأموال التي تردهم يبذلونها بسخاء وطيب نفس الى ذوي الحاجة لا يبغون جزاء ولا شكورا.
2 ـ انهم اذا وتروا فهم غير قاصرين ولا عاجزين من الأخذ بثأرهم ولكنهم تركوا ذلك إيثارا لما عند الله وان نالهم من اعدائهم قبيح الكلام.
3 ـ ووصف الكميت بقوله : لا حباهم تحل للمنطق الشغب سعة حلمهم وانهم لا تطيش احلامهم عند المشاغبة فلا يحلون حباهم ولا يتحركون.
4 ـ وعرض بقوله : ابطحيين اريحيين الى انهم اشراف قريش بما اتصفوا به من الأريحية فهم كالنجوم والاعلام التي يهتدي بها الضال.
5 ـ وأراد بقوله : غالبيين هاشميين في العلم انهم ينتمون الى سيد العرب غالب بن فهر ثم الى هاشم وانهم نالوا من العلم ما لم ينله أحد فقد منحهم بذلك الله تعالى الذي بيده الخير.
6 ـ وعرض بقوله : ومصفين في المناصب الخ إلى انهم في مناصبهم ومكانتهم قد خلصوا من الدنس ونزهوا من كل عيب فرفعوا رءوسهم اعتزازا لأنهم لم يحيدوا عن الحق ولم يقترفوا أي باطل أو أثم .
7 ـ وعرض بقوله : وإذا الحرب أو مضت بسنا الحرب وبالبيتين اللذين بعده الى شجاعة العلويين وان الحرب اذا استعرت واشتد اوارها فانهم يخوضون غمارها ببسالة وصمود وقوة بأس لا يعرفون الفزع ولا الخوف وانما يستقبلون الموت بثغورهم الباسمة.
8 ـ وأراد بقوله : لا مهاذير في الندى انهم إذا ضمهم النادي فلا يبتذلون بكثرة الكلام وإنما يصمتون في مواضع الصمت من غير افحام.
9 ـ واعرب بقوله : سادة ذادة عن الخرد الى انهم الحماة الذين يحمون اهلهم عن الضيم في احلك الايام المشهورة بالحروب والوقائع .
10 ـ وعرض بقوله : ومغاير عندهن مغايير وبالبيت الذي بعده الى انهم اسد الحروب الذين يوقدون نارها ويسعرون لهبها ويقذفون بنفوسهم فيها وليسوا بمعازيل ولا بتنابيل وانما هم الاعلام والقادة والرؤوس.
11 ـ واعطى الكميت بقوله : وهم الآخذون من ثقة الأمر صورة عن تكامل شخصية أهل البيت (عليهم السلام) بأنهم يأخذون بأوثق الأمور واشدها صلة بالحق ولا يأخذون بما التبس عليهم أو شكوا في مشروعيته وذلك لشدة تقواهم وورعهم وعرض في البيت الذي يليه الى انهم أول من اجاب دعوة الحق التي اعلنها الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) فقد كان الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) سيد العترة الطاهرة هو أول من سبق الى الاسلام كما كان المدافع الاول عن النبي (صلى الله عليه واله) والمحامي عن دعوته .
وعرض الكميت بعد هذا المدح للعلويين الى هجاء خصومهم الأمويين يقول :
ساسة لا كمن يرعي النا س سواء ورعية الانعام
لا كعبد المليك أو كوليد أو كسليمان بعد أو كهشام
رأيه فيهم كرأي ذوي الثل ة في الثائجات جنح الظلام
جز ذي الصوف وانتقاء لذي المخ ة نعقا ودعدعا بالبهام
من يمت لا يمت فقيدا وإن يح ي فلا ذو إلّ ولا ذو ذمام
لا أكاد أعرف هجاء امض ولا اصدق من هذا الهجاء فقد كشف النقاب عن سوء السياسة الأموية التي ساست الناس سياسة لم يألفوها فقد نظرت إليهم كالأنعام ولم تؤمن بأي حق من حقوقهم فصبت عليهم وابلا من العذاب الأليم وعرض الى من مات من ملوك الامويين وانه لا ذكر لهم لأنهم لم يقيموا حقا ولم يؤسسوا عدلا فلذا لا يذكرهم الناس بخير وإنما يعددون ظلمهم ويذكرون جورهم وبطشهم , ويواصل الكميت مدحه لبني هاشم فيقول :
فهم الأقربون من كل خير وهم الأبعدون من كل ذام
وهم الأوفون بالناس في الرأ فة والأحلمون في الاحلام
بسطوا أيدي النوال وكفوا أيدي البغي عنهم والعرام
أخذوا القصد فاستقاموا عليه حين مالت زوامل الآثام
عيرات الفعال والحسب العو د إليهم محطوطة الاعكام
أسرة الصادق الحديث أبي القا سم فرع القدامس القدام
وصورت هذه الأبيات المثل العليا التي اتصف بها أهل البيت (عليهم السلام) من قربهم الى الخير وبعدهم عن كل ما يوجب الذم ووفائهم بكل عهد ورأفتهم بالناس وسعة حلمهم وغير ذلك من الصفات التي جعلتهم مهوى الأفئدة وموضع تقديس الناس واكبارهم , ويأخذ الكميت في رائعته بمدح النبي العظيم (صلى الله عليه واله) فيقول :
خير حي وميت من بني آ دم طرا مأمومهم والامام
كان ميتا جنازة خير ميت غيبته مقابر الاقوام
وجنينا ومرضعا ساكن المه د وبعد الرضاع عند الفطام
خير مسترضع وخير فطيم وجنين أقر في الارحام
وغلاما وناشئا ثم كهلا خير كهل وناشئ وغلام
انقذ الله شلونا من شفى النا ر به نعمة من المنعام
لوفدى الحي ميتا قلت نفسي وبني الفدا لتلك العظام
طيب الاصل طيب العود في البن ية والفرع يثربي تهامي
ابطحي بمكة استثقب الل ه ضياء العما به والظلام
والى يثرب التحول عنها لمقام من غير دار مقام
هجرة حولت الى الأوس والخز رج اهل الفسيل والآطام
غير دنيا محالفا واسم صدق باقيا مجده بقاء السلام
وبعد هذا الثناء العاطر على النبي (صلى الله عليه واله) أخذ في مدح الشهيد العظيم جعفر الطيار ابن عم النبي (صلى الله عليه واله) ومدح عم النبي (صلى الله عليه واله) الشهيد الخالد حمزة يقول :
ذو الجناحين وابن هالة منهم أسد الله والكمي المحامي
لا ابن عم يرى كهذا ولا ع م كهذاك سيد الاعمام
ويعرض الكميت بعد هذا الى مدح سيد الاوصياء وباب مدينة علم النبي (صلى الله عليه واله) الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول :
والوصي الذي أمال التجوبى به عرش أمة لانهدام
كان أهل العفاف والمجد والخي ر ونقض الامور والابرام
والوصي الولي والفارس المع لم تحت العجاج غير الكهام
كم له ثم كم له من قتيل وصريع تحت السنابك دام
وخميس يلفه بخميس وفئام حواه بعد فئام
وعميد متوج حل عنه عق د التاج بالصنيع الحسام
قتلوا يوم ذاك إذ قتلوه حكما لا كغابر الحكام
راعيا كان مسجحا ففقدنا ه وفقد المسيم هلك السوام
واشتت بنا مصادر شتى بعد نهج السبيل ذي الآرام
جرد السيف تارتين من الده ر على حين درة من صرام
في مريدين مخطئين هدى الل ه ومستقسمين بالازلام
وانبرى الى ذكر الامام الحسن سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله) قال :
ووصي الوصي ذي الخطة الفض ل ومردي الخصوم يوم الخصام
وعرج بعد ذلك الى ذكر مأساة الامام الحسين (عليه السلام) تلك المأساة المروعة التي تركت اعظم اللوعة والاسى في النفوس قال :
وقتيل بالطف غودر منه بين غوغاء أمة وطغام
وحينما سمع الامام أبو جعفر (عليه السلام) هذا البيت تناثرت دموعه وبكى وقال له : كما قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لحسان بن ثابت : لا زلت مؤيدا بروح القدس ما ذببت عنا أهل البيت , ويستمر الكميت في تلاوة رثائه للامام الحسين (عليه السلام) يقول :
تركب الطير كالمجاسد منه مع هاب من التراب هيام
وتطيل المرزآت المقالي ت عليه القعود بعد القيام
يتعرفن حر وجه عليه عقبة السرو ظاهرا والوسام
قتل الادعياء إذ قتلوه أكرم الشاربين صوب الغمام
وعرض بعد ذلك الى محمد بن الحنفية قال :
وسمي النبي بالشعب ذي الخي ف طريد المحل بالاحرام
يشير بذلك الى ما تعرض إليه محمد من التنكيل من قبل ابن الزبير لأنه امتنع من بيعته فحصره بالخيف وهدده ومن معه بالحرق ان لم يبايعوه وذكر بعد ذلك الشهيد العظيم أبا الفضل العباس بن الامام امير المؤمنين (عليه السلام) الذي استشهد دفاعا عن أخيه سيد الاحرار الامام الحسين (عليه السلام) يقول :
وأبو الفضل إن ذكرهم الحل وبني الشفاء للأسقام
ويعرض بعد ذلك الى مدى ولائه العميق لأهل البيت (عليهم السلام) يقول :
فبهم كنت للبعدين عما واتهمت القريب أي اتهام
صدق الناس في حنين بضرب شاب منه مفارق القمقام
وتناولت من تناول بالغي بة أعراضهم وقل اكتتام
ورأيت الشريف في اعين الن اس وضيعا وقل منه احتشامي
معلنا للمعالنين مسرا للمسرين غير دحض المقام
مبديا صفحتي على المرقب المع لم بالله عزتي واعتصامي
ما أبالي اذا حفظت أبا القا سم فيهم ملامة اللوام
لا أبالي ولن أبالي فيهم أبدا رغم ساخطين رغام
فهم شيعتي وقسمي من الا مة حسبي من سائر الاقسام
إن أمت لا أمت ونفسي نفسا ن من الشك في عمى أو تعامي
وأبو الفضل ان ذكرهم الحلو شفاء النفوس من اسقام
قتل الادعياء اذ قتلوه اكرم الشاربين صوب الغمام
وذكر شارح الهاشميات ان المراد بابي الفضل هو العباس عم النبي (صلى الله عليه واله) وهو اشتباه محض نشأ من قلة التتبع :
عادلا غيرهم من الناس طرا بهم لأهمام بي لأهمام
لم ابع ديني المساوم بالوك س ولا مغليا من السوام
وعبر بهذه الابيات عن اصدق الولاء لبني هاشم فقد اخلص للبعيد الذي يخلص لهم وعادى القريب الذي يعاديهم وكان ذلك منتهى الايمان ولما بلغ الكميت الى قوله :
اخلص الله لي هواي فما اغ رق نزعا ولا تطيش سهامي
قال له الامام : قل : فقد أغرق نزعا ولا تطيش سهامي التفت الكميت الى النكتة في ذلك فقال للإمام : أنت أشعر مني في هذا المعنى ولما فرغ الكميت من انشاد رائعته توجه الامام نحو الكعبة واخذ يدعو له قائلا : اللهم ارحم الكميت واغفر له.
وكرر الدعاء بالمغفرة له ثلاث مرات ثم قال له : يا كميت هذه مائة الف قد جمعتها لك من أهل بيتي فأبى الكميت من قبولها واعتذر بأنه يطلب المكافأة من الله تعالى وطلب من الامام (عليه السلام) أن يتكرم عليه بقميص من قمصه فأعطاه ذلك .
وخرج الكميت من الامام فقصد عبد الله بن الحسن فانشده رائعته فاعجب بها عبد الله وقال له :
يا أبا المستهل ان لي ضيعة أعطيت فيها اربعة آلاف دينار وهذا كتابها وقد اشهدت بذلك شهودا..
وناوله الكتاب فانبرى الكميت قائلا : بأبي أنت وأمي اني كنت أقول الشعر في غيركم أريد به الدنيا ولا والله ما قلت فيكم إلا لله وما كنت لأخذ على شيء جعلته لله مالا ولا ثمنا ..
فالح عليه عبد الله فأخذ الكميت الكتاب ومضى أياما ثم قصد عبد الله فقال له : إن لي حاجة .
- ما هي؟ كل حاجة لك مقضية .
- كائنة ما كانت؟
- نعم
- هذا الكتاب تقبله وترجع الضيعة ..
وناوله الكتاب فقبله عبد الله ونهض عبد الله بن معاوية بن عبد الله ابن جعفر فاخذ جلدا ودفعه الى اربعة من غلمانه وجعل يدخل دور بني هاشم وهو يرفع عقيرته قائلا : يا بني هاشم هذا الكميت قال : فيكم الشعر حين صمت الناس عن فضلكم وعرض دمه لبني أمية فاثيبوه بما قدرتم ..
واخذ العلويون يطرحون في الجلد ما يقدرون عليه من الدنانير والدراهم وعلمت السيدات من العلويات فكن يبعثن إليه ما يتمكّن عليه حتى كانت العلوية تخلع الحلي من جسدها وتدفعه واجتمع عنده من المال ما قيمته مائة الف درهم فجاء بها الى الكميت وقال له : يا أبا المستهل اتيناك بجهد المقل ونحن في دولة عدونا وقد جمعنا هذا المال وفيه حلي النساء فاستعن به على دهرك ..
وأبى الكميت من قبوله قائلا : بأبي أنتم وأمي قد اكثرتم واطيبتم وما أردت بمدحي اياكم إلا الله ورسوله ولم اك لآخذ ثمنا من الدنيا فأردده الى اهله ..
وجهد عبد الله ان يقبل الكميت تلك الاموال فأبى وامتنع .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|