أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-7-2016
1922
التاريخ: 1-2-2022
1790
التاريخ: 2023-04-04
1227
التاريخ: 29-7-2016
1874
|
لا خلاص من تبعة الدنيا و غوائلها إلا بالزهد فيها ، و هو أن لا يريدها بقلبه إلا بقدر ضرورة بدنه ، و هو مقام عال قال اللّه تعالى : {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ } [القصص : 79] , إلى قوله {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ } [القصص : 80] , نسب الزهد إلى العلماء و وصف أهله بالعلم و هو غاية الثناء ، و قال عزّ و جل: {وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصيبٍ } [الشورى : 20] .
و قال النبي (صلى الله عليه واله): «من أصبح و همّه الدّنيا شتّت اللّه عليه أمره و فرّق عليه ضيعته و جعل فقره بين عينيه و لم يأته من الدّنيا إلا ما كتب له ، و من أصبح و همّه الاخرة جمع اللّه له همّه و حفظ عليه ضيعته و جعل غناه في قلبه و اتته الدنيا و هي راغمة»(1) , و قال (صلى الله عليه واله): «إذا رأيتم العبد قد اعطي صمتا و زهدا في الدنيا فاقتربوا منه فانّه يلقى الحكمة»(2) , و قال : «ازهد في الدّنيا يحبّك اللّه و ازهد فيما أيدي النّاس يحبك النّاس»(3) و قال (صلى الله عليه واله): «من أراد أن يؤتيه اللّه علما بغير تعلّم و هدى بغير هداية فليزهد في الدّنيا»(4).
و للزّهد ثلاث درجات : السفلى أن يكون المرغوب فيه النجاة من النّار و ساير عذاب الاخرة و هذا زهد الخائفين و الثانية أن يزهد رغبة في ثواب اللّه و نعيم الجنّة ، و هذا زهد الراجين و الثالثة و هي المرتبة العليا أن لا يكون له رغبة إلا في اللّه و في لقائه ، و هذا زهد العارفين ، و الزّهد باعتبار أحكامه ينقسم إلى فرض و نفل و سلامة فالفرض هو الزهد في الحرام ، و النفل هو الزهد في الحلال ، و السّلامة هو الزهد في الشبهات.
و في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام): «الزهد مفتاح باب الاخرة و البراءة من النار، و هو تركك كل شيء يشغلك عن اللّه من غير تأسّف على فوتها و لا إعجاب في تركها و لا انتظار فرح منها و طلب محمد عليها و لا عوض لها، بل ترى فوتها راحة و كونها آفة و تكون ابدا هاربا من الافة معتصما بالراحة ، و الزاهد الذي يختار الاخرة على الدنيا و الذلّ على العز، و الجهد على الراحة ، و الجوع على الشبع و عافية الآجل على محبة العاجل و الذكر على الغفلة و تكون نفسه في الدّنيا و قلبه في الاخرة»(5).
و سئل الصادق (عليه السلام) «عن الزاهد في الدّنيا فقال الذي يترك حلالها مخافة حسابه و يترك حرامها مخافة عذابه» (6) , و قال : «ليس الزهد في الدنيا باضاعة المال و لا تحريم الحلال ، بل الزهد في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما عند اللّه»(7).
و قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «الزهد في الدنيا قصر الأمل و شكر كلّ نعمة و الورع عن كلّ ما حرّم اللّه عزّ و جلّ»(8).
و قال (عليه السلام): «الزّهد كلّه بين كلمتين من القرآن قال اللّه سبحانه: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ } [الحديد : 23] , و من لم يأس على الماضي و لم يفرح بالاتي فقد أخذ الرهد بطرفيه»(9).
________________
1- احياء علوم الدين : ج 4 , ص 104 , و انظر الكافي : ج 2 , ص 319.
2- ارشاد القلوب : ص 104.
3- آمالي الطوسي : ص 139.
4- احياء علوم الدين : ج 4 , ص 208.
5- مصباح الشريعة : ص 137.
6- عيون أخبار الرضا : ج 2 , ص 52.
7- معاني الاخبار : ص 251.
8- معاني الاخبار : ص 251.
9- نهج البلاغة : قصار الحكم حكمة 439.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يعلن إطلاق المسابقة الجامعية الوطنية لأفضل بحث تخرّج حول القرآن الكريم
|
|
|