أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2016
2057
التاريخ: 6-11-2021
1490
التاريخ: 4-6-2018
2037
التاريخ: 2023-08-15
1075
|
عندما يتأكد الشاب من صدق عواطفه تجاه الفتاة وهي كذلك، ويطمئن لخلقها وخلقها يحدد معها موعداً لزيارة أهلها لتبلغهم بالأمر، ويبقى كلاهما منتظراً بفارغ الصبر ذلك الموعد المحدد، وعندما تدق ساعة الصفر يذهب الشاب إلى أهل الفتاة حيث تنتظره وأعصابها متشنجة خوفاً من المفاجآت، يدخل الشاب ويلقي السلام ويجلس (بعد إذنهم طبعا) وتبدأ عملية التعارف بين الحضور، وهذا التعارف يكون عملياً لأن الفتاة تكون قد أوضحت ونقلت صورة نظرية مفصلة عن الشاب، وغالباً ما يلحظ الأهل بعد أناقة الشاب واطمئنانهم على ماديته ثقافته وعلمه وكيفية تصرفه ولباقته.
هنا لا بد للخاطب أن يراعي تلك الأمور لكن دون التملق والخداع، وينبغي أن يلتزم الصمت نوعاً ما ولا يلغو ويثرثر (فخير الكلام ما قل ودل). ومما لا ريب فيه أن والد الفتاة سواء كان برجوازياً أم فقيراً معدماً فإنه يحب الكلام الحسن والمديح والثناء لأنها فطرة في البشر.
وعليه إليك بالصيغة المثلى:
حضرة العم المحترم، إن الإنسان المؤمن أول ما يفكر به بعد مرضاة الله هو الزواج، والزواج طبعاً من السنن المؤكدة لدى النبي حيث قال (صلى الله عليه وآله): (من كان يحب أن يتبع سنتي فإن من سنتي التزويج) (1)، ودائماً الشاب المؤمن يبحث عن فتاة مؤمنة ابنة أصل كريم، فاضلة، مترعرعة في بنية إسلامية وأخلاقية، تجمع الخلق والخلق. وهذه الصفات قد وجدتها في كريمتكم فلانة (وإن كنت غنياً فنعم الأمر وإن كنت فقيراً) فذكره بهذه الآية: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور: 32].
(واذكر وضعك المعيشي) وأنا كما تعلمون لدي شقة (ملك أو إيجار أو سيصبح لدي) ودخلي كذا وكذا (وتحمد الله) والمال لا يُوجد الإنسان بل الإنسان يوجد المال، والمعيار الأساس هو حسن الخلق، والرسول (صلى الله عليه وآله) بعث لذلك (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ونسأل الله أن يجمع بيننا وبين كريمتكم على الألفة والمودة (طبعاً تكون الصيغة بلغة العامة أو متقطعة أو فصيحاً فقط حسب الأحوال).
* اعلم حينها أن والد الفتاة سيصعب عليه رفضك، خاصة إن كانت الفتاة تحبك وتريدك والإسلام يمنعه من ذلك.
بعد جلسة التعارف يطلب الشاب من الأهل أن تكون هناك زيارات لاحقة يجلس فيها مع الفتاة على انفراد. وغالباً ما يقبل الأهل بذلك ولكن!؟ مثل هذا الانفراد لا علاقة له بالإسلام لأن الشاب أجنبي عن الفتاة وهي كذلك، وهل يدري الأهل ما يدور في نفس الشاب؟ وهل يعلمون ما يختلج في صدر ابنتهم؟ وكلنا يعلم أن شهوة الفتاة أقوى من شهوة الرجل وأنه ما اجتمع رجل وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما والإسلام يذم النظر إلى الأجانب فكيف بالجلوس قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (العيون مصائد الشيطان) (2)، وعنه أيضاً: (من أطلق طرفه جلب حتفه) (3) وروي أنه (عليه السلام) كان ينهى عن محادثة النساء وعن الصادق (عليه السلام): (محادثة النساء من مصائد الشيطان) (4)، وكما نرى فإن أهل البيت (عليهم السلام) ينهون عن المحادثة فكيف بالخلوة. قد يقال إنه يجوز للذي يريد الزواج من إحداهن أن ينظر إليها دون ريبة ونقول: إنه من الصعب تطبيق ذلك فمن يضمن ذلك فليقل لنا هذا الأمر خاصة وأن مجتمعاتنا لا تبشر بالخير أبداً فالساتلايت تملأ الأرجاء دون حسيب أو رقيب وبالتالي من الصعب جداً ضبط أي خلوة بين رجل وامرأة دون محرمات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ مستدرك الوسائل، ج 2، باب 80، ح 12.
2ـ المصدر السابق.
3ـ المصدر السابق، ج 14، باب 83، ح 5.
4ـ من لا يحضره الفقيه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|