أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-6-2022
1463
التاريخ: 4-1-2017
2205
التاريخ: 30-12-2020
3994
التاريخ: 2023-09-09
1294
|
يعطي الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) هنا دستورا عاما للمحاسبة:(ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم)(1). اما المعنيون بدراسة الاخلاق فقد بينوا دستور المحاسبة والمراقبة بأسلوب مفصل ربما يشق على البعض تنفيذه، نعرضه مجملا وميسراً في أمرين مهمين:
الاول : اول ما يجدد محاسبة النفس عليه اداء الفرائض التي اوجبها الله تعالى على الناس كالصلاة والصيام والحج والزكاة ونحوها من الفرائض فان اداها المرء على الوجه المطلوب، شكر الله تعالى على ذلك ورجى نفسه فيما اعد الله للمطيعين من كرم الثواب وجزيل الاجر. وان اغفلها وفرط في ادائها خوف نفسه بما توعد الله العصاة والمتمردين من عباده بالعقاب الاليم، وجد في قضائها وتلافيها.
الثاني : محاسبة النفس على اقتراف الآثام واجتراح المنكرات، وذلك بزجرها زجراً قاسياً، وتأنيبها على ما فرط من سيئاتها، ثم الاجتهاد بملاقاة ذلك بالندم عليه والتوبة الصادقة منه، وكان بعض الاولياء يحاسب نفسه بأسلوب يستثير الدهشة والاكبار من ذلك ما نقل عن توبة بن الصمة، وكان محاسبا لنفسه في اكثر اوقات ليله ونهاره، فحسب يوما ما مضى من عمره فاذا هو ستون سنة، فحسب ايامها فكانت احدى وعشرين الف يوم وخمسمائة يوم. فقال : يا ويلتاه !! ألقى مالكا بإحدى وعشرين الف ذنب . تم صعق صعقة كانت فيها نفسه(2). فما احلى هذا البيت:
اذ المرء اعطى نفسه كل شهوة ولم ينهها تاقت الى كل باطل(3).
لذلك فلو اراد الانسان تربية نفسه اسلامياً، فالشرط الأول هو المراقبة، ولكن يقال ان هناك شيئاً قبل المراقبة والمحاسبة وشيئا بعدها. فقبل المراقبة (المشارطة) أي على الانسان ان يقطع عهدا على نفسه، لأنه ان لم تحصل المشارطة اولا ولم يجعل لنفسه برنامجا فانه سوف لا يعرف كيف يراقب نفسه، فليتعهد مع نفسه في البداية على تحديد طعامه نوعا وكما، وتحديد نومه وكلامه وما يجب ان يقوم به لنفسه وما يجب ان يقوم به لخلق الله. وعلى كيفية تقسيم اوقاته فان يشخص هذه الامور في ذهنه ويعاهد نفسه بان يعمل على وفق هذا البرنامج، وبعد ذلك يراقب نفسه دائما ويحاسبها على فعل ما تعهدت به، مرة في كل يوم وليلة، فان كان قد عمل بتعهداته، يأتي مرحلة الشرك والحمد لله والسجود شكراً له. وان لم يفعل تأتي مسالة المعاتبة، وتعني لوم النفس اذا كانت المخالفة قليلة. وتأتي المعاقبة عندما تزداد المخالفة والعقوبة تكون بالصوم وبالأعمال الشاقة والصعبة، وهذه من الاصول المسلمة في الاخلاق والتربية الاسلامية. ونختم قولنا بهذا الدعاء:(ومتى وقفنا بين نقصين في دين او دنيا فأوقع النقص بأسرعهما فناء واجعل التوبة في اطولهما بقاء واذا هممنا بهمين يرضيك احدهما عنا، ويسخطك الاخر علينا، فمل بنا الى ما يرضيك عنا واوهن قوتنا عما يسخطك علينا، ولا تخل في ذلك بين نفوسنا واختيارها فأنها مختارة للباطل الا ما وفقت. امارة بالسوء الا ما رحمت)(4).
_______________
1ـ الكافي :2/453.
2ـ الانوار البهية : ص307.
3ـ معجم الادباء : 1/153، انشده الياقوت.
4ـ الصحيفة السجادية الكاملة : ص60.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|