المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Monophthongs and diphthongs  GOAT
2024-05-02
بذورالسلجم Rapeseeds
31-10-2019
المرور وأنواعه
22-7-2021
صفته في خَلقه وحليته وأخلاقه
3-08-2015
حق الانسحاب من المعاهدات الدولية الثنائية ومتعددة الأطراف
16-6-2016
الأخطاء التي يخلو منها العنوان الخبري الناجح
13/11/2022


اليكّيّ  
  
2770   08:38 صباحاً   التاريخ: 24-7-2016
المؤلف : شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : عصر الدول و الإمارات ،الأندلس
الجزء والصفحة : ص234-235
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-7-2016 12285
التاريخ: 7-2-2018 13272
التاريخ: 14-08-2015 1912
التاريخ: 13-08-2015 1898

هو أبو بكر يحيى بن سهل اليكي من قرية يكّة شمالي مرسية، قال فيه الحجاري: «هو ابن رومي عصرنا و حطيئة دهرنا، لا تجيد قريحته إلا في الهجاء، و لا تنشط به في غير ذلك من الأنحاء» عاش في زمن المرابطين و لحق دولة الموحدين إلى أن توفي حوالى سنة 56٠ و كان المرابطون يضعون اللثام على وجوههم، و لذلك سموا الملثمين، و نراه يعلل لاتخاذهم اللثام بمثل قوله:

لمّا حووا إحراز كلّ فضيلة     غلب الحياء عليهم فتلثّموا
في مدحة بلغ بها غاية رضاهم، ثم عاد إليه طبعه و ما فطر عليه من الهجاء المقذع، فهجاهم و قدح في أخلاقهم و لثامهم راميا لهم بالدناءة و نقص العفاف قائلا:

في كلّ من ربط الّلثام دناءة      و لو أنه يعلو على كيوان (1)
لا تطلبّن مرابطا ذا عفّة     و اطلب شعاع النار في الغدران
و في نفس هذه المقطوعة و مقطوعة ثانية ما هو أكثر بذاءة، و كأنه نسى-كأندلسي- أن الملثمين هم الذين أنقذوا الأندلس من وقوعها في براثن النصارى الشماليين، و لم تكن موقعتهم المظفرة بالزلاّقة التي سحقوهم فيها سحقا ببعيدة. و ربما هجاهم بعد زوال دولتهم و قيام دولة الموحدين، غير أن ذلك لا يشفع-إن صح-له. و على شاكلته هجاؤه لأهل فاس بعد أن أكرموه بمثل قوله:

يا أهل فاس لقد ساءت ضمائركم       فأصبحت فيكم الآراء متّفقه
و ربما اجتمعت في بعض سادتكم      نقائص أصبحت في الناس مفترقه
و يتمادى في البذاءة بهذه المقطوعة و مقطوعات أخرى، و كأنما يحصى عيوب نفسه، و بالمثل ما أحصاه من خصال عشرة ذميمة للفقيه و زوجته، و ما وصم به قاضى بلدته:

مرسية من جوره و أكله أموال اليتامى و أموال المساجد سرقة و غصبا، يقول:

يطالبه الأيتام في جلّ مالهم       و يطلبه في حقّه كلّ مسجد (2)
و الهجاء حين ينزل إلى هذا الدّرك أو إلى هذا المنحدر لا يصبح من الفن و الشعر في شيء، إذ يصبح سبّا و قذفا مذموما. و ربما كان أخفّ ما هجا به أهل فاس قوله:

قصدت جلّة فاس          أسترزق اللّه فيهم (3)
فما تيسّر منهم         دفعته لبنيهم

و إنما نقول إنه هجاء خفيف لأن فيه شيئا من الدعابة، إذ يقول إن ما يأخذه منهم من النوال بيمينه يدفعه لأبنائهم بيساره. و من هجائه المقذع اللاذع قوله في بعض مهجوّيه:

أعد الوضوء إذا نطقت به       متذكّرا من قبل أن تنسى
و احفظ ثيابك إن مررت به     فالظّلّ منه ينجّس الشّمسا
و كأنه يصفه بدنس لا يماثله دنس و قذارة لا تشبهها قذارة، و هو غلو في الإقذاع و الإيلام. و في أهاجيه فحش كثير. و تردد ابن سعيد في المغرب في نسبة موشح له و قال إنه لابن المريني و يروى لليكي مما يدل على أنه شارك في نظم الموشحات.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١) كيوان: كوكب زحل و هو كوكب نحس و شؤم.

2) جل: معظم.

٣) جلّة: أجلاء.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.