أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-15
1250
التاريخ: 2023-04-15
1430
التاريخ: 17-1-2022
2080
التاريخ: 5-6-2022
1484
|
الخوف و الرجاء محمودان ، لكونهما باعثين على العمل ، و دواءين يداوى بهما أمراض القلوب ، فضل كل منهما إنما هو بحسب ما يترتب عليه من فائدة العمل و معالجة المرض.
وهذا يختلف باختلاف الأشخاص : فمن كان تأثير الخوف في بعثه على العمل أكثر من تأثير الرجاء فيه ، فالخوف له أصلح من الرجاء و من كان بالعكس فبالعكس و من غلب عليه مرض الأمن من مكر اللّه و الاغترار به ، فالخوف له أصلح.
ومن غلب عليه اليأس و القنوط ، فالرجاء له أصلح , و من انهمك في المعاصي ، فالخوف له أصلح , و من ترك ظاهر الإثم و باطنه و خفيه و جليه ، فالأصلح له أن يعتدل خوفه و رجاؤه.
والوجه في ذلك : أن كل ما يراد به المقصود ، ففضله إنما يظهر بالإضافة إلى مقصوده لا إلى نفسه ، فلو فرض تساويهما في البعث على العمل ولم يغلب شيء من المذكورات ، فالأصلح اعتدالهما ، كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لبعض ولده : «يا بني! خف اللّه خوفا ترى أنك إن أتيته بحسنات أهل الأرض لم يتقبلها منك ، وارج اللّه رجاء كأنك لو أتيته بسيئات أهل الأرض غفرها لك».
و قال الباقر (عليه السلام) : «ليس من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران : نور خيفة ، و نور رجاء ، لو وزن هذا لم يزد على هذا ، و قد جمع اللّه سبحانه بينهما في وصف من أثنى عليهم فقال : يدعون ربهم خوفا و طمعا و قال : يدعوننا رغبا و رهبا».
وعن الحارث بن المغيرة قال : قلت للصادق (عليه السلام) : ما كان في وصية لقمان ؟ , قال : «كان فيها الأعاجيب ، و كان أعجب ما كان فيها أن قال لابنه : خف اللّه عز و جل خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك ، و ارج اللّه رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك» ، ثم قال (عليه السلام) : «كان أبي (عليه السلام) يقول : إنه ليس من عبد مؤمن إلا و في قلبه نوران.
نور خيفة ، و نور رجاء ، لو وزن هذا لم يزد على هذا ، و لو وزن هذا لم يزد على هذا».
و قال (عليه السلام) : «الخوف رقيب القلب ، و الرجاء شفيع النفس ، و من كان باللّه عارفا كان من اللّه خائفا و إليه راجيا ، و هما جناحا الإيمان ، يطير العبد المحلق بهما إلى رضوان اللّه و عينا عقله ، يبصر بهما إلى وعد اللّه و وعيده ، و الخوف طالع عدل اللّه و ناعي وعيده ، و الرجاء داعي فضل اللّه ، و هو يحيي القلب ، والخوف يميت النفس , و من عبد اللّه على ميزان الخوف و الرجاء لا يضل ، و يصل إلى مأموله ، و كيف لا يخاف العبد و هو غير عالم بما تختم صحيفته ، و لا له عمل يتوسل به استحقاقا ، و لا قدرة له على شيء و لا مفر، و كيف لا يرجو و هو يعرف نفسه بالعجز، و هو غريق في بحر آلاء اللّه و نعمائه من حيث لا تحصى و لا تعد ، و المحب يعبد ربه على الرجاء بمشاهدة أحواله بعين سهر، والزاهد يعبد على الخوف».
وقد ظهر مما ذكر : أن الرجاء أصلح و أفضل في موضعين : (أحدهما) في حق من تفتر نفسه عن فضائل الأعمال و يقتصر على الفرائض ، و كان الرجاء باعثا له على التشمير و النشاط للطاعات ، و مثله ينبغي أن يرجي نفسه نعم اللّه تعالى وما وعد اللّه به الصالحين في العليين حتى ينبعث من رجائه نشاط العبادة.
(وثانيهما) في حق العاصي المنهمك إذا خطر له خاطر التوبة ، فيقنطه الشيطان من رحمة اللّه و يقول له : كيف تقبل التوبة من مثلك ؟ فعند هذا يجب عليه أن يقمع قنوطه بالرجاء و يتذكر ما ورد فيه ، كقوله تعالى : { لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر : 53] , وقوله : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ} [طه : 82] , و يتوب و يتوقع المغفرة مع التوبة لا بدونها ، إذ لو توقع المغفرة مع الإصرار كان مغرورا . و الرجاء الأول يقمع الفتور المانع من النشاط و التشمير و الثاني يقطع القنوط المانع من التوبة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|