المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

نشأة وتطور الجغرافيا السياسية - المرحلة الاولى
13-12-2021
اللبلاب
2024-07-10
Carboxylic Anhydrides, RCOOCOR′
1-1-2022
الإنشاء والإخبار
10-9-2016
مالذي يحدث لجليد الانسلاخ القديم للحشرات Exuvium؟
25-1-2021
العوامل التي تؤثر في تكاليف النقل - رسوم إضافية
6/12/2022


معاتبة النفس  
  
1980   12:29 مساءاً   التاريخ: 21-7-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3. ص100-105
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-12 795
التاريخ: 2024-11-14 181
التاريخ: 2024-06-06 608
التاريخ: 21-7-2016 1643

معاتبة النفس ومعاقبتها على تقصيرها ، والمجاهدة بتكليفها الطاعات الشاقة ، والزامها الرياضات الشديدة ، فانه إذا حاسب نفسه (اي الانسان)، فوجدها خائنة في الأعمال ، مرتكبة للمعاصى ، مقصرة في حقوق اللّه ، متوانية بحكم الكسل و البطالة في شي‏ء من الفضائل ، فلا ينبغي ان يهملها ، اذ لو اهملها سهل عليه مقارفة المعاصي ، و انس بها بحيث عسر بعد ذلك فطامها عنها.

فينبغي للعاقل ان يعاتبها أولا و يقول : اف لك يا نفس! اهلكتينى وعن قريب تعذبين في النار مع الشياطين و الاشرار، فيا أيتها النفس الأمارة الخبيثة! اما تستحيين و عن عيبك لا تنتهين؟! فما أعظم جهلك و حماقتك! اما تعرفين ان بين يديك الجنة و النار و أنت صائرة إلى أحداهما عن قريب؟ , فما لك تضحكين و تفرحين و باللهو و العصيان تشتغلين؟ , اما علمت ان الموت يأتي بغتة من غير اخبار، و هو أقرب إليك عن كل قريب؟ , فما لك لا تستعدين له؟ , اما تخافين من جبار السماوات و الأرض ، و لا تستحيين منه؟ , تعصين بحضرته و أنت عالمة بأنه مطلع عليك؟! ويحك يا نفس! جرأتك على معصية اللّه ان كانت لاعتقادك انه لا يراك فما أعظم كفرك  وان كانت مع علمك باطلاعه عليك فما أشد و قاحتك وأقل حياؤك ، و ما اعجب نفاقك ، و كثرة دعاويك الباطلة! فانك تدعين الايمان بلسانك ، وأثر النفاق ظاهر عليك! فتنبهى عن رقدتك و خذى حذرك! لو ان يهوديا أخبرك في الذ أطعمتك بأنه يضرك لصبرت و تركتيه! و لو أخبرك طفل بعقرب في ثوبك نزعتيه! فقول اللّه و قول أنبيائه المؤيدين بالمعجزات و قول الأولياء و الحكماء و العلماء أقل تأثيرا عندك من قول يهودى أو طفل؟! , فلا يزال يكرر عليها أمثال هذه المواعظ و التوبيخات و المعاتبات ، ثم يعاقبها و يلزمها ما يشق عليها من وظائف العبادات و التصدق بما يحبه ، جبرا لما فات منها و تداركا لما فرط فيها ، فإذا أكل لقمة مشتبهة ينبغي ان يعاقب البطن بالجوع ، و إذا نظر إلى غير محرم يعاقب العين بمنع النظر، و إذا اغتاب مسلما يعاقب اللسان بالصمت و الذكر مدة كثيرة ، و كذلك يعاقب كل عضو من اعضائه إذا صدرت منه معصية بمنعه من شهواته ، و إذا استخف بصلاة الزم نفسه بصلاة كثيرة بشرائطها و آدابها.

وإذا استهان بفقير أعطاه صفو ماله ، و هكذا الحال في سائر المعاصي و التقصيرات , و طريق العلاج في إلزام النفس - بعد تقصيرها في العمل على هذه العقوبات و ربطها على تلك الطاعات الشاقة و الرياضات – أمران :

الأول- تذكر ما ورد في الأخبار من فضيلة رياضة النفس و مخالفتها , و الاجتهاد في الطاعة و العبادة و وظائف الخيرات ، قال الصادق (عليه السلام): «طوبى لعبد جاهد في اللّه نفسه و هواه! و من هزم جند هواه ظفر برضاء اللّه ، و من جاوز عقله نفسه الامارة بالسوء بالجهد و الاستكانة و الخضوع على بساط خدمة اللّه - تعالى- فقد فاز فوزا عظيما ، و لا حجاب أظلم و أوحش بين العبد و بين اللّه - تعالى- من النفس و الهوى ، و ليس لقتلهما و قطعهما سلاح و آلة مثل الافتقار إلى اللّه ، و الخشوع ، و الجوع و الظماء بالنهار، و السهر بالليل ، فان مات صاحبه مات شهيدا ، و إن عاش و استقام اداه عاقبته الى الرضوان الأكبر، قال اللّه - عز و جل : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت : 69] ‏.

و إذا رأيت مجتهدا ابلغ منك في الاجتهاد فوبخ نفسك و لمها و عيرها ، تحثيثا على الازدياد عليه ، و اجعل لها زماما من الأمر، و عنانا من النهى ، و سقها كالرابض للفارة الذي لا يذهب عليه خطوة من خطواته إلا و قد صح اولها و آخرها ، و كان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يصلى حتى تورمت قدماه ، و يقول : (أفلا أكون عبدا شكورا)، أراد أن يعتبر به أمته.

فلا تغفلوا عن الاجتهاد و التعبد و الرياضة بحال , ألا و إنك لو وجدت حلاوة عبادة اللّه ، و رأيت بركاتها ، و استضأت بنورها ، لم تصبر عنها ساعة واحدة و لو قطعت اربا اربا ، فما أعرض عنها من اعرض إلا بحرمان فوائد السلف من العصمة و التوفيق» , قيل لربيع بن خثيم : مالك لا تنام بالليل؟ , قال : «لأني أخاف البيات».

الثاني- مصاحبة أهل السعي ، و الاجتهاد في العبادة ، و مجالسة المجاهدين المرتاضين الذين لا ينفكون ساعة من مشاق الطاعات و العبادات و إلزام نفوسهم على ضروب النكال و العقوبات  فملاحظة أحوالهم و مشاهدة أعمالهم أقوى باعث للاقتداء بآثارهم و افعالهم ، حتى قال بعضهم : «إذا اعترتني فترة في العبادات ، نظرت إلى بعض العبّاد و اجتهاده في العبادة فكنت بعد ذلك اعمل أسبوعا» , إلا أن ذلك غير مرجو في أمثال زماننا ، إذ لم يبق في عباد اللّه من يجتهد في العبادة اجتهاد الأولين ، و ليس فينا من تقرب عبادته عبادة أدنى رجل من سلفنا الصالحين. فينبغي أن يعدل عن المشاهدة إلى سماع أحوالهم ، و مطالعة حكاياتهم و اخبارهم ، و من لا حظ حكاياتهم و سمع أحوالهم و اطلع على كيفية اجتهادهم في طاعة اللّه ، يعلم أنهم عباد اللّه و احباؤه و انهم ملوك الجنة , قال بعض أصحاب أمير المؤمنين (عليه الصلاة و السّلام) :«صلينا خلفه الفجر، فلما سلم انتقل إلى يمينه و عليه كآبة ، فمكث حتى طلعت الشمس ، ثم قلب يده و قال : و اللّه لقد رأيت أصحاب محمد (صلى الله عليه واله) و ما أرى اليوم شيئا شبههم ، و كانوا يصبحون شعثا غبرا صفرا ، فقد باتوا للّه سجدا و قياما , يتلون كتاب اللّه - عز و جل- ، و يراوحون بين أقدامهم و جباههم ، و كانوا إذا ذكروا اللّه مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح  و هملت أعينهم حتى تبل ثيابهم ، و كأن القوم باتوا غافلين» أو كان أويس القرنى يقول‏ في بعض الليالي : «هذه ليلة الركوع» فيحيى الليل كله في ركعة ، و يقول في بعضها : «هذه ليلة السجود» فيحيى الليل كله في سجدة , و قال ربيع بن خثيم : «أتيت اويسا فوجدته جالسا قد صلى الفجر، فجلست موضعا ، و قلت : لا أشغله عن التسبيح , فمكث مكانه حتى صلى الظهر ولم يقم حتى صلى العصر، ثم جلس موضعه حتى صلى المغرب ، ثم ثبت حتى صلى العشاء  ثم ثبت مكانه حتى صلى الصبح ، ثم جلس فغلبته عيناه ، فقال : اللهم إنى أعوذ بك من عين نوامة و بطن لا تشبع».

وروي : «أن رجلا من العباد كلم امرأة و وضع يده على فخذها , ثم ندم فوضع يده في النار حتى نشت‏  عقوبة لها.

وبعضهم نظر إلى امرأة فجعل على نفسه ألا يشرب الماء البارد طول حياته ، فكان يشرب الماء الحار لينغص على نفسه العيش , و مر بعضهم بغرفة فقال : متى بنيت هذه الغرفة؟ , ثم أقبل على نفسه و قال : تسألين عما لا يعنيك؟! لا عاقبنك بصوم سنة ، فصامها».

وروي : «أن ابا طلحة الأنصاري شغل قلبه في الصلاة طين في الحائطة ، فتصدق بالحائطة جبرا لما فاته من الحضور في الصلاة».

وكان بعضهم اعتلت إحدى قدميه فيصلى على قدم واحدة حتى يصلى الصبح بوضوء العشاء   وكان بعضهم يقول : «ما أخاف من الموت إلا من حيث يحول بيني و بين صلاة الليل».

وحكى رجل : «أنه نزل بعض أهل اللّه عندنا بالمحصب‏  و كان له أهل و بنات ، و في كل ليل يقوم و يصلى إلى السحر، فإذا كان السحر ينادى بأعلى صوته : ايها الركب المعرسون!  أكل هذا الليل تنامون فكيف ترحلون؟ , فيسمع صوته كل من كان بالمحصب فيتواثبون بين باك و داع ، و قارئ و متوضئ ، و إذا طلع الفجر نادى بأعلى صوته : عند الصباح يحمد القوم السرى» ، وهكذا كان عمل عمال اللّه ، وسلوك سالكي طريق الآخرة ، وحكاياتهم غير محصورة خارجة عن الإحصاء ، اشرنا إلى انموذج منها ليعلم الطالبون كيفية سيرة الرجال في مرابطة النفس و مراقبتها ، و يعلمون أن عباد اللّه ليسوا امثالنا ، بل هم قوم آخرون.

قال بعض الحكماء : «إن للّه عبادا انعم عليهم فعرفوه ، و شرح صدورهم فأطاعوه و توكلوا عليه فسلموا الخلق و الأمر إليه ، فصارت قلوبهم معادن لصفاء اليقين ، و بيوتا للحكمة ، و توابيت للعظمة ، وخزائن للقدرة ، فهم بين الخلائق مقبلون و مدبرون ، و قلوبهم تجول في الملكوت ، وتلوز  بحجب العيوب ، ثم ترجع و معها طوائف من لطائف الفوائد ما لا يمكن لواصف أن يصفها ، فهم في باطن أمورهم كالديباج حسنا ، و في الظاهر مناديل مبذولون لمن أرادهم تواضعا ، و طريقهم لا يبلغ إليها بالتكليف ، و إنما هو فضل اللّه يؤتيه من يشاء».

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.