أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-7-2016
2823
التاريخ: 18-7-2016
20449
التاريخ: 18-7-2016
10071
التاريخ: 18-7-2016
11138
|
اللهجة ، يقال : لَهَج بالأمر لهجاً : أولع بع واعتاده ، واللهجة واللهَجة : طرف اللسان .. وجرس الكلام ، ويقال : فلان فصيح اللهجة ، وهي لغته جُبل عليها ، فاعتادها ونشأ عليها ، واللهجة : اللسان(1) .
واللام والهاء والجيم : أصل يدل على المثابرة على الشيء وملازمته ، وسمى اللسان لهجة ، لأن كلاّ يلهج بلغته وكلامه .
وفي الاصطلاح العلمي الحديث – كما يقول إبراهيم أنيس - : (مجموعة من
ص179
الصفات اللغوية تنتمي على بيئة خاصة ، ويشترك في هذه الصفات جميع أفراد هذه البيئة ، وبيئة اللهجة هي جزء من بيئة أوسع واشمل تضم عدة لهجات ، لكل منها خصائص ، ولكنها تشترك جميعاً في مجموعة من الظواهر اللغوية التي يسر – اتصال أفراد هذه البيئات بعضها ببعض ...)(2) .
فاللهجة هي مجموعة من الظواهر اللغوية تنتمي الى بيئة جغرافية معينة ويشترك في هذه الظواهر جميع أفراد هذه البيئة(3) . والمقصودة بالظواهر اللغوية في هذا التعريف هي صفات تتعلق بتدقيق مخارج الحروف وكيفية نطقها ووضع أعضاء النطق مع بعض الأصوات ومقياس أصوات اللين وكيفية إمالتها وكيفية التفاعل بين الأصوات المتجاورة حين يتأثر بعضها ببعض . فإذا تفشت هذه الصفات في بيئة جغرافية معينة وسمت لهجة أهل هذه البيئة بما يميزها عن سواها من لهجات البيئات المجاورة . وقد تتسع هذه السمات قليلاً لتشمل بعض المفردات والتراكيب ، ولكن إن اتسعت رقعة التمايز لدرجة اختلفتا اختلافاً بيناً من حيث المفردات ودلالاتها ومن حيث صيغ الأفعال وأنواع الجموع وأداة التعريف وقواعد النحو تحولتا الى لغتين(4) .
وقد عرفت اللغة العربية اختلاف اللهجات منذ العصر الجاهلي فقد كان لكل قبيلة من قبائل العرب التي صدر عنها الابتكار اللغوي (قريش ، تميم ، أسد ، غطفان ، هذيل ، طيء ...) لهجتها المختلفة عن لهجات سائر القبائل ، ومن هذه الاختلافات ما يتعلق بالجانب الصوتي (الحركات) :
* الحركات بين الفتح والكسر نحو (نستعين) وقد وردت النون مفتوحة بلغة قريش وأسد ومكسورة بلغة غيرهم .
* الحركة بين الضم والسكون نحو (وهو) بضم الهاء وسكونها .
* بتحقيق الهمزة أو تسهيليها نحو الذئب أو الذيب .
* بالتقديم والتأخير نحو صاعقة وصاقعة .
* بالفتح والإمالة ، والإمالة هي الجنوح بالحرف نحو الكسر .
ص180
• بالتذكير والتأنيث فبعض القبائل تقول " هذه البقر " واخرى تقول " هذا البقر " .
• بالجمع نحو اسرى واسارى .
والجدير بالذكر ان مصطلح اللهجة لم يستخدمه اللغويون القدماء ، بل استخدموا مصطلح اللسان ، فقالوا لسان قريش وتميم . واحيانا كانوا يستخدمون مصطلح اللفة وهم يعنون به اللهجة كأن يرد في كتب اللغة كـ ( كتاب اللغات ) ليونس بن حبيب ابي عبد الرحمن الضبي النحوي المتوفي سنة 182(5) هـ، وكتاب اللغات للفراء يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الدليمي المتوفي سنة 207(6) هـ ، وكتاب اللغات لابي عبيدة معمر بن المثنى ابي عبيدة التميمي البصري المتوفي سنة 209(7) هـ ، وكتاب اللغات لابي زيد الانصاري ايضا ، وكتاب اللغات لابي زيد الانصاري سعيد بن اوس بن ثابت المتوفي سنة 215(8) هـ ، وكتاب في لغات القرآن لابي زيد الانصاري ايضا ، وكتاب اللغات للاصمعي عبد الملك بن قريب بن قيس عيلان المتوفي سنة 212(9) هـ ، وكتاب اللغات لابن دريد ابي بكر محمد بن الحسن المتوفي سنة 321(10) هـ ، و ( ما ورد في القرآن من لغات القبائل ) لابي عبد القاسم بن سلام الهروي المتوفي سنة 224(11) هـ ، وكتاب ( اللغات في القران الكريم ) رواية اسماعيل بن عمرو بن حسنون المقرئ المتوفي سنة 429 هـ ، و ( كتاب اللغات ) لابن بري عبد الله بن عبد الجبار النحوي اللغوي المتوفي سنة 582(12) هـ .
ومجموع هذه اللهجات تنتمي الى بيئة لغوية اصطلح على تسميتها باللغة
ص181
الفصحى ، وثمة علاقة بينها وبين مفهوم اللهجة وهي علاقة الخاص بالعام ، فاللغة العربية الفصحى تشمل على لهجات عدة لكل منها ما يميزها عن غيرها من اللهجات ولا سيما في النظام الصوتي والدلالي . ومفهوم الفصحى : الفصاحة : البيان ، تقول : رجل فصيح ، وكلام فصيح ، أي : بليغ ، وافصح : تكلم بالفصاحة ، وكذلك الصبي اذا فهمت ما يقول في اول ما يتكلم ، وتفصح الرجل في كلامه ، وتفاصح : تكلف الفصاحة . والفصيح في اللغة : المنطلق اللسان في القول ، الذي يعرف جيد الكلام من رديئه ، والفصيح : اللسان ، الطليق ، والكلام العربي ، والعربية الفصحى : عبارة عن لهجة او مجموعه لهجات لها صفات خاصة ، كالاعراب والبيان ، وتسمى اللهجة – احيانا – لغة ، ونجده كثيرا في كتب النحو والمعاجم ، مثل : لغة هذيل ، ولغة طيء ولغة قريش ولغة تميم ولغة اسد ولغة باهله .
ص182
____________________
(1) ينظر : لسان العرب 183 : 3 .
(2) في اللهجات العربية : 16 .
(3) فقه اللغة د. محمد النادري : 16 .
(4) في اللهجات العربية : 17 .
(5) انباه الرواة على انباه النحاة : 4: 68 ، 71 .
(6) انباه الرواة على انباه النحاة : 4 : 1 – 16 .
(7) المصدر نفسه : 3 / 276 – 286 .
(8) المصدر نفسه : 2 / 30 – 35 .
(9) المصدر نفسه : 2 / 197 – 204.
(10) المصدر نفسه : 3 / 92 –96.
(11) المصدر نفسه : 3 / 12 - 21 .
(12) المصدر نفسه : 2 / 110 – 111 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|