أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-7-2016
1510
التاريخ: 14-8-2020
1398
التاريخ: 20-7-2016
1181
التاريخ: 18-8-2017
1300
|
الشيخ الأنصاري (1214- 1281 ه) بن مرتضى بن شمس الدين الأنصاري، الدزفولي، النجفي، كان من عباقرة الإسلام، و روّاد التجديد في الفقه و الأصول، و زعيم الإمامية و مرجعها الأعلى في عصره.
ولد في مدينة دزفول الإيرانية في يوم الغدير الثامن عشر من ذي الحجة من سنة أربع عشرة و مائتين و ألف، و تلقى مبادئ العلوم و غيرها عن: والده محمد أمين، و عمّه حسين الأنصاري، و آخرين.
و ارتحل إلى العراق مرّتين، فأقام به نحو سبع سنين ملازما لحلقات دروس: السيد محمد المجاهد بن علي الطباطبائي الحائري، و شريف العلماء محمد شريف المازندراني الحائري، و هو أبرز مشايخه، و موسى بن جعفر كاشف الغطاء النجفي.
و عاد إلى دزفول، ثمّ زار مدينتي بروجرد و أصفهان، و التقى فيهما رجالات العلم و الفقه، ثمّ توجّه إلى كاشان، فمكث فيها نحو أربع سنوات، حضر خلالها دروس أحمد بن محمد مهدي النراقي الكاشاني، و رجع إلى بلدته، فأقام بها مدّة يسيرة.
ثمّ ارتحل إلى النجف عام (1246 ه)، فاستوطنها و حضر بحوث علي بن جعفر كاشف الغطاء (المتوفّى 1253 ه)، و تبحر في الفقه و الأصول، و تصدّى لتدريسهما، فأظهر كفاءة و مقدرة عالية لما كان يتمتع به من ذوق رفيع، و دقة نظر، و غزارة علم، و لما كانت تتسم به بحوثه من عمق و ابتكار و روح علمية.
و ذاع صيته في الأوساط العلمية، و أقبل عليه العلماء.
ثمّ انتهت إليه رئاسة الطائفة بعد وفاة محمد حسن صاحب الجواهر في سنة (1266 ه)، فنهض بأعبائها، و كرّس جهوده للتدريس و التأليف و الإفتاء و إقامة دعائم النهضة العلمية الحديثة، حتّى صار رائدا لأرقى مرحلة من مراحلها، و هي المرحلة التي يتمثل فيها الفكر العلمي منذ أكثر من مائة سنة حتى اليوم على حدّ تعبير المفكّر الإسلامي الكبير السيد الشهيد محمد باقر الصدر «1» (المتوفّى 1400 ه).
و عاش المترجم- قبل تسنمه المرجعية العامة و بعدها- متواضعا زاهدا، يأكل الجشب، و يلبس الخشن، محبّا للفقراء محسنا إليهم، محتاطا في الأمور كلّها إلى أن وافاه أجله في- الليلة الثامنة عشرة من شهر جمادى الثانية لسنة إحدى و ثمانين و مائتين و ألف.
و كان يدرّس في مسجد الهندي في النجف الأشرف، فيحضر مجلس درسه أكثر من أربعمائة عالم و طالب، و قد أخذ عنه و تخرج به عدد كبير من المشاهير، منهم: السيد حسين بن محمد الكوهكمري، و السيد محمد حسن الشيرازي، و حبيب اللّه بن محمد علي الرشتي، و أبو القاسم بن محمد علي النوري الكلانتري، و عبد الحسين بن نعمة الأسدي الطريحي، و محمد حسن بن جعفر الآشتياني، و محمد رضا بن محمد هادي الهمداني النجفي.
و ترك آثارا جليلة، أشهرها كتاب فرائد الأصول (مطبوع) المعروف بالرسائل «2»، و كتاب المكاسب (مطبوع)، و لا يزال هذان الكتابان مدارا للدرس و التدريس و البحث في الحوزات العلمية لما أودع فيهما من مباحث عميقة و آراء جديدة، حتّى قال الدكتور السنهوري «3»- و هو يتحدث عن كتاب «المكاسب»-:
لو وقفت عليه قبل تأليفي لكتاب «الوسيط» لغيّرت كثيرا من الأسس التي بنيت عليها. «4»
و للأنصاري مؤلفات أخرى مطبوعة، منها: كتاب الطهارة، كتاب الصلاة، كتاب الصوم، كتاب الخمس، أحكام الخلل في الصلاة، الوصايا و المواريث، القضاء و الشهادات، رسالة فتوائية بالفارسية سماها صراط النجاة، رسالة في الرضاع، حاشية على موضوع الاستصحاب من «القوانين» للمحقّق أبو القاسم القمي، رسالة في الاجتهاد و التقليد، و رسالة في العدالة، و غير ذلك.
هذا، و قد قامت منظمة الإعلام الإسلامي بعقد مؤتمر عالمي في مدينتي قم المشرفة، و دزفول بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاد الشيخ الأنصاري، و تصدّت لطبع و نشر آثاره.
______________________________
(1) راجع المعالم الجديدة للأصول ص 87- 89، و كذلك كتاب الفقه الإسلامي منابعه و أدواره للعلّامة السبحاني، القسم الثاني، ص 430.
(2) لاشتماله على الرسائل التالية: رسالة في القطع، رسالة في الظن، رسالة في أصل البراءة و الاحتياط، رسالة في الاستصحاب، رسالة في التعادل و التراجيح.
(3) عبد الرزاق بن أحمد السنهوري المصري: كبير علماء القانون المدني في عصره، تولّى وزارة المعارف بمصر عدّة مرات. و وضع قوانين مدنية كثيرة لمصر و العراق و سورية و ليبيا و الكويت، له مؤلفات منها الوسيط (مطبوع) في التشريع الإسلامي في عشرة أجزاء. توفّي سنة (1391 ه) الأعلام 3/ 350.
(4) انظر تذكرة الأعيان للعلّامة السبحاني.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|