أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-21
1295
التاريخ: 7-10-2014
2129
التاريخ: 2-9-2016
2396
التاريخ: 21-7-2016
1545
|
لقد بث الله سبحانه في هذا الكون ، العديد من آياته ومعجزاته ، والمزيد من نعمه وعنايته ... ومن أعظم تلك المعجزات خلق الانسان ، وما رافق حياته من صنوف التقدير والتدبير ... فأحكم له حركة الارض والشمس، ليكون منهما الاشهر والفصول ، كي تتم دورة الحياة والغذاء ، فتزدهي الاشجار بثمارها وتجري الانهار بمياهها . ثم ليكون منهما الليل والنهار والظلمة والانوار ، فيكون النهار له كسباً ومعاشاً والليل سكناً وراحة .
يقول تعالى جل من قائل :
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا } [الفرقان : 47].
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا} : اي ساتراً بظلامه كاللباس ، تستترون فيه فلا يراكم رقيب .
{وَالنَّوْمَ سُبَاتًا} : اي راحة وسكناً . فالله سبحانه جعل الليل بهدوئه وسكونه مجالا لراحة الانسان من تعب النهار وصخبه.
{ وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا } : اي منشوراً للسعي والعمل . او انه جعلا لنهار وما يقترن به من اليقظة بعثاً ونشوراً من النوم، فكأن النوم واليقظة كالموت والبعث ، مصداقاً لقول تعالى : {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ } [الأنعام : 60].
ولقد اوضح الانان زين العابدين (عليه السلام) هذا الجانب من نعمة الليل في دعائه (في الصباح) فقال :
الحمد لله الذي خلق الليل والنهار بقوته ، وميّز بينهما بقدرته . وجعل لكل واحد منهما حداً محدوداً . وأمداً ممدوداً . يولج كل واحد منهما في صاحبه ، ويولج صاحبه فيه ، بتقدير منه للعباد ، فيما يغذوهم به وينشئهم عليه . فخلق لهم الليل ليسكنوا فيه من حركات التعب ونهضات النصب ، وجعله لباساً ليلبسوا من راحته ومنامه ، فيكون ذلك لهم جماماً وقوة ، وينالوا له لذة وشهوة.
وفي الواقع لولا دوران الارض حول نفسها ، مرة كل اربع وعشرين ساعة ، وما ينشأ عن ذلك من ليل ونهار وظلمة وضياء ، لكان يخيم علينه ، اما الليل الدائم او النهار المستمر ، فلا تستقيم الحياة بأحدهما دون الاخر . وما ظنك لو ظلت الشمس في كبد السماء طوال الزمن تسلط علينا اشعتها المحرقة دون اي انقطاع ؟ اذا لهلك الناس والانعام ، ولم يبق في الارض نبات ولا حياة .. فالليل هو نعمة كبرى أنعمها الله على الانسان . انه سكن له وهدوء ، ورطوبة وهواء عليل ، ثم ان فيه يحلو النوم والسبات ليستريح الجسم والاعصاب . وفي هذا يقول تعالى : {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [القصص: 71 - 73].
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|