استراتيجيات وطرق الخصخصة 

تتعدد استراتيجيات وطرق الخصخصة، وتتفنن الدول في ابتكار طرق جديدة، وغالباً في المزج بين عدة طرق، ويتحدد اتباع الدولة لطرق معينة للخصخصة، وذلك حسب اعتبارات كثيرة منها مدى العمق في الخصخصة الذى تنويه الدولة، ومدى السرعة المطلوبة، ومدى الرغبة في التحول ( دفعة واحدة أو بالتدريج)، والظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للدولة وتجاربها السابقة في مجال الخصخصة والقطاع العام والخاص.

ويوضح شكل رقم (4 - 1) استراتيجيات وطرق الخصخصة (ماهر، 2002).  

استراتيجيات التحول إلى القطاع الخاص

هناك ثلاث استراتيجيات للتحول من الملكية العامة للدولة إلى الملكية الخاصة. وهذه الاستراتيجيات هي : إنهاء ملكية الدولة، وقيام الدولة بتوكيل أو تفويض القطاع الخاص لأداء النشاط، وقيام الدولة بإحلال القطاع الخاص فى أدائه لنشاط كان في يد القطاع العام والحكومي. وهذه الاستراتيجيات - في لمحة سريعة - هي كالآتي:

أولاً: إنهاء ملكية الدولة

في هذه الاستراتيجية ترغب الدولة في إنهاء ملكيتها للمشروعات أو الممتلكات العامة، وهي تعني إنهاء حياة هذه المشروعات، أو تحويل الشكل القانوني لها، أو ردها إلى أصحابها الأصليين إذا كانت قد أممت من قبل. ويتضح من هذه الاستراتيجية أن نية الدولة للخصخصة هي نية واضحة ومباشرة، وإيجابية، وسريعة (دفعة واحدة تقريباً). وتعتبر هذه الاستراتيجية إعلاناً قوياً عن رغبة الدولة في الامتناع عن نشاطها العام.

ثانياً : التوكيل ( أو التفويض )

في هذه الاستراتيجية تقوم الدولة بتوكيل أو تفويض القطاع الخاص في القيام بالنشاط نيابة عنها. ويعني هذا بالطبع عدم خروج القطاع العام أو الدولة من الصورة، فما زال دورها مستمراً، ويظهر فى شكل قيامها بالإشراف على القطاع الخاص في الاضطلاع بمهمة أداء النشاط الاقتصادي للدولة. وإن كانت هذه الاستراتيجية تتشابه مع استراتيجية إنهاء ملكية الدولة في أن التحول مباشر، وواضح، وإيجابي، إلا أن هناك نقطة اختلاف أساسية وهي أن التوكيل أو التفويض يتم بصورة تدريجية وخطوة بخطوة، وليس دفعة واحدة كما في إنهاء ملكية الدولة. 

ثالثاً: الإحلال

في هذه الاستراتيجية تقوم الدولة بإحلال القطاع الخاص محلها في أداء النشاط. ويعني هذا أن تقوم الدولة بإعطاء فرصة للقطاع الخاص أن يظهر وينمو طبيعياً في أنشطة الدولة والحكومة وسعي الحكومة في الخصخصة وفقاً لهذه الاستراتيجية هو سعي غير مباشر، وغير صريح، وبشكل سلبي (أي فيه تردد تجاه نشاطها). ويتم التحول في هذه الظروف - وبالطبع - بشكل تدريجي وببطء.

ويعرض شكل (4 - 2) الفروق الأساسية بين هذه الاستراتيجيات الثلاثة