العلامات المرضية: هي تراكيب خاصة بالمسبب المرضى نفسه والتي قد تكون تراكيب خضرية أو ثمريه والتي تعتبر الدليل المباشر على وجود المرض. ومن العلامات الهامة الدالة على الأمراض وجود الميسيليوم الفطري والبثرات والأجسام الحجرية والحوامل الجرثومية والأكياس الأسبورانجية والأوعية البكنيدية والثمار الأسكية وقد تكون بعض هذه التراكيب مصحوبة بإفرازات أو روائح مميزة. ولتلك العلامات أهمية كبيرة في التشخيص المرضى والتعرف على والتفريق بين الأمراض النباتية المختلفة والتي قد تتشابه في أعراضها ولكن تختلف مسبباتها كما في كثير من الأمراض الفطرية والفيروسية والفسيولوجية. وتجدر الإشارة إلى أن العلامات المرضية التي تدل على كائن أو كائنات ممرضة معينة قد يمكن ملاحظتها ورؤيتها بالعين المجردة غير أن العلامات التي تكونها بعض من تلك الكائنات الممرضة قد يتطلب فحصها استخدام عدسة مكبرة أو حتى استخدام الميكروسكوب حتى يمكن التعرف عليها وفيما يلى بعض التراكيب التي تكونها الفطريات على أو داخل النباتات المريضة والتي يمكن الاستدلال بها كعلامات تستخدم في تشخيص المرض النباتي:

١- الغزل الفطري (الميسيليوم)

يتكون جسم الغالبية العظمى من الفطريات من مجموعة ضخمة من خيوط دقيقة تسمى بالخيوط الفطرية أو الهيفات (مفردها هيفا) ويطلق عليها جميعها اسم ميسيليوم تكون هيفاته محاطة بجدران خلوية تتكون بصورة رئيسية من السليولوز (كما في الفطريات البيضية) أو الكيتين (كما في الفطريات الزيجية والأسكية والبازيدية) ويختفي الكيتين تدريجيا مع تقدم الخيط الفطري في العمر ربما نتيجة للتحلل الذاتي.

شكل (1) يبين الهيفات الفطرية

والهيفات الفطرية قد تكون متفرعة أو غير متفرعة كما أنها قد تكون مقسمة بجدر عرضية إلى خلايا كل منها يوجد به نواة واحدة أو اثنتين أو تكون ذات أنوية متعددة (شكل١)، ومن ناحية أخرى قد تكون الهيفات الفطرية غير مقسمة تبدو كخيوط أنبوبية يظهر البروتوبلازم (السيتوبلازم والأنوية) مستمر على امتداد الهيفا التي يطلق عليها في هذه الحالة مصطلح "مدمج خلوي". والميسيليوم قد يكون عديم اللون أو قد يتخذ مظهرا قطنيا ذو لون أبيض أو أحمر أو برتقالي أو أسود أو مصبوغا بألوان أخرى كما أنه قد يكون ميسيليوما عقيما أو تخرج عليه الجراثيم إما مباشرة أو محمولة على حوامل جرثومية كما سيأتي وصفه فيما بعد.

٢- الجسم الحجري:

تتجمع الهيفات لتكوين جسم صلب محكم يسمى الجسم الحجري وفيه تتسع خلايا الهيفات جانبيا مكونة نسيج بارانشيمي كاذب وتصبح خلاياه عديدة الأركان نتيجة لضغط الخلايا على بعضها البعض وقد تبقى جدر الخلايا رقيقة أو تصبح سميكة نوعا، خاصة في خلايا الطبقات الخارجية التي تكون طبقة واقية تسمى القشرة تحمي الخلايا الداخلية للجسم الحجري (شكل2).

شكل (2) جسم حجري مفكك للفطر ريزوكتونيا (أعلى الشكل) وقطاعات عرضييا يمثل تركيب الجسم الحجري الصلب للفطر سكليروشيوم

وتختلف الأجسام الحجرية في الحجم فقد تكون صغيرة في حجم رأس الدبوس كما في الفطر سكليروشيم سبيفورم Sclerotium cepivorum أو كبيرة تصل إلى عدة بوصات  كما في الفطر سكليروتينيا سكليروتيورم Sclerotinia sclerotiorum ويختلف شكلها فمنها الكروي أو الأسطواني أو البرميلي أو غير المنتظم وغير ذلك. وتمتلئ الخلايا الداخلية للجسم الحجري بمواد غذائية الأمر الذي يجعل الأجسام الحجرية كأعضاء تخزين فضلا عن قدرتها على تحمل الظروف غير الملائمة (شكل٣) فتظل في حالة سكون لفترات زمنية طويلة وتعتبر وسائل فعالة في انتشار الفطريات المتطفلة حيث تلتصق أو تختلط بأجزاء من العائل وعندما تعود الظروف المناسبة قد تنبت الأجسام الحجرية إلى ميسيليوم كما في الفطر رايزوكتونيا Rhizoctonia أو يتكشف منها جسم ثمري ومن أمثلة ذلك الفطريات كلافيسبس Claviceps و سكليروتينيا .Sclerotinia

شكل(3) اشكال مختلفة من الاجسام الحجرية التي تكونها الفطريات

٣- الوسائد الهيفية:

الوسادة الهيفية هي عبارة عن تركيب مدمج يتكون من هيفات متداخلة مع بعضها مكونة نسيجا بارانشيميا كاذبا وتتكون الوسادة الهيفية عادة تحت أو على سطح العائل مباشرة وتختلف عن الجسم الحجري في أنها أقل انتظاما منه وعادة ما تكون الأجسام الثمرية مطمورة داخلها كليا أو جزئيا (شكل4).

شكل (4) وسادة هيفية تتكون من هيفات مندمجة من ميسليوم الفطر وتحمل على سطحها الاجسام الثمرية دورقيه الشكل مطمورة داخلها.

٤- الكويمة الكونيدية (أسيرفيولس):

الكويمة الكونيدية أو الأسيرفيولس acervulus عبارة عن أحد التراكيب التي تكونها بعض الفطريات المسببة لأمراض الإنثراكنوز (مثل الفطر كوليتوتريكوم) لإنتاج جراثيمها اللاجنسية وهو عادة ما يكون سطحيا ومغطى ببشرة العائل وأحيانا يتكون فوق طبقة كيوتيكل العائل وأحيانا أخرى تحتها وعند نضج الجراثيم تضغط على بشرة العائل وتمزقها مما يؤدى إلى انتثار وانتشار الجراثيم وأكثر ما يميز تلك التراكيب هو وجود ما يشبه الأشواك مختلطة بالحوامل والجراثيم التي يكونها الفطر وتعرف بالشعيرات العقيمة (شكل5).

شكل (5) يوضح مظهر الكويمات الكونيدية (اعلى الشكل) كما تبدو على سطح العائل (باستخدام عدسة مكبرة) وتركيبها التفصيلي (اسفل الشكل).

٤- الجذر- فطريات (الحبال الريزومورفية):

تتجمع الهيفات مع بعضها وتكون أنسجة معقدة تشبه الجذر. ويتركب الجزء الخارجي منه من قشرة سميكة صلبة خلاياها بارانشيمية كاذبة ذات جدر سميكة بنية اللون. وينمو الريزومورف تحت قلف الأشجار أو يكون مدفونا في التربة فإذا لمس جذور أشجار حية وكانت الظروف ملائمة للإصابة فإنه يشق طريقه للداخل منتشرا ومكونا ميسيليوم لبادي الشكل داخل القشرة كما في الفطر أرميلاريا ميلا Armillaria mellea ويقاوم شكل الجذر الظروف الغير ملائمة ويظل في حالة كمون حتى تعود إليه الظروف المناسبة حينئذ يعاود النمو (شكل6).

شكل (6) يوضح مظهر الحبال الريزومورفية في الفطر ارميلاريا

٥- أعضاء الامتصاص:

في الفطريات المتطفلة قد ينمو الغزل الفطري على سطح العائل أو ينفذ إلى داخله ممتدًا بين الخلايا أو مخترقًا لها. وتحصل الفطريات المتطفلة اجباريا على غذائها بواسطة ممصات يدفع بها الفطر الى داخل خلايا العائل بطريقة خاصة وقد تتخذ تلك الممصات شكلا يشبه العقدة او مستطيلا او متفرعا مثله كمثل مجموع جذري مصغر ولا تنتج الفطريات هذه الممصات على البيئات الصناعية (شكل7).

شكل (7) بعض اشكال الممصات (اعضاء الامتصاص) التي تكونها الفطريات داخل خلايا العائل.

المصدر

امراض النبات (2010-2011), تأليف أ.د جهاد محمد الهباء و م. محمود شاكر مصطفى, وزارة التربية والتعليم جمهور مصر العربية.