المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية الغبار البركاني والغبار الذي يسببه الإنسان Volcanic and Human Dust
2024-11-24
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24
الحديث المرسل والمنقطع والمعضل.
2024-11-24
اتّصال السند.
2024-11-24

الأبعاد الدولية للجودة الشاملة
29-6-2016
الطلاق وشؤونه
22-12-2020
Symmetry and conservation laws
2024-07-15
شعر لأبي الوليد الوقشي
2024-05-06
أطفال الشوارع
11-6-2022
خلاصة مباحث علم الدلالة
28-4-2018


مجالات المواضيع الاخلاقية والاجتماعية  
  
3111   11:52 صباحاً   التاريخ: 28-6-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص100-102
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7/11/2022 2934
التاريخ: 28-6-2016 2935
التاريخ: 22-8-2022 1386
التاريخ: 18/10/2022 2085

لا بد من الادراك ان التربية الاجتماعية والاخلاقية لها مجالات واسعة جدا اذ انها تشمل كل ما يحتاج اليه الطفل في حياته الاجتماعية الحالية والمستقبلية. ولهذا يجدر بالآباء ان لا ينظروا إلى تربية اولادهم نظرة ضيقة وذات بعد واحد، حيث تقع عليهم مسؤولية كبيرة جدا في جوانب عديدة، منها:

أ‌- الجانب الفردي: على الاباء ان يعلموا اطفالهم الطرق والاساليب النافعة والمفيدة في الحياة كي يكونوا اناسا قادرين على التمييز بين الحق والباطل ومنتقدين وهداه صابرين مقاومين، وان يتعرفوا على المشاكل والصعوبات حتى يكونوا وقورين في الكبر ويمتازون بالحلم. وقد جاء عن الامام الكاظم (عليه السلام) قوله : (تستحب غرامة الغلام في صغره ليكون حليما في كبره(

فينبغي ان يتحلى الولد بالآداب وعزة النفس ويهتم بشرفه وعفته حتى يقاوم الانحرافات والمفاسد

ومن الصفات الفاضلة الاخرى التي يجب ان يتعلمها الطفل ويتربى عليها هي الشهامة والتضحية والايثار والاستقامة والفهم والادراك والاشتياق للصفات الحميدة.

ب‌- الجانب الاجتماعي: علينا ان نربي اولادنا على حب الناس وخدمتهم وتمني الخير لهم، وعلى الشعور بالمسؤولية وادائها على افضل ما يرام، وعلى التعاون في طريق الخير والتكافل الاجتماعي والمواساة والتكامل.

لا بد ان نربي اطفالنا حتى يحبوا للآخرين ما يحبون لأنفسهم ويكرهون لهم ما يكرهون لها، وعلى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والاهتمام بموضوع الرقابة الاجتماعية، وعلى الالتزام بالضوابط والمصالح الاجتماعية واحترام الانسان من اجل انسانيته لا للونه او عنصره، والالتزام بالتقاليد والاعراف الجيدة. وكذلك اتخاذ مواقف مناسبة ازاء المجرمين والظالمين والمنحرفين، والشعور بالمسؤولية من اجل إصلاح المفاسد والتعويض عن النقائص.

ـ الاخلاق والقدوة:

يجيد الطفل عملية التقليد، وانه يرغب تعلم السلوك الذي يمثل انموذجاً له فيلتزم به، ويسير خلف اشخاص يمتازون بالصفات التالية :

1- ان يكونوا ابطالا جهد الامكان حتى ينبهر الطفل تقريبا لتصرفاتهم واعمالهم.

2- ان يكونوا ممن يحبهم الطفل ويألفهم.

3- ان يقبلوه ويهتموا به ويُداروه.

4- ان تكون تصرفاتهم متجسدة دائما امام الطفل فينظر اليها باستمرار.

5- ومن هنا تبرز اهمية دور الوالدين. وللاب تأثير يفوق الاخرين لأنه المسؤول عن الانضباط وتنفيذ القوانين.

وهكذا نشاهد ان عيوب الاب وسلبياته سوف تسري بلا شك إلى ولده الذي يحاول تقليده في كل شيء.

ـ الاب والتعليم الاخلاقي  :

للاب تأثير بالغ جدا في تعليم ولده عمليا وذلك في مرحلة الطفولة وحتى النشوء. وتقع عملية مسؤولية تقديم الدروس لولده من خلال عمله وسلوكه حتى يفهم الطفل ماذا عليه ان يعمل وكيف يكون؟ فالزيارات والاحاديث والمواقف في محيط الاسرة والمجتمع تمثل درساً عملياً للطفل، ويتمكن الاب احيانا ان يستعين بالقصص في عملية التعليم بشكل غير مباشر، فالأطفال يلجأون عادة إلى تقليد ابطال القصص في سلوكهم، وذلك متى ما تأثروا بتلك القصة.

اما ما يرتبط بالتعليم المباشر فينبغي القول بان الاطفال الصغار لا تؤثر فيهم سوى الجمل القصيرة، ويمكن دمج ما هو نظري بما هو عملي والتحدث عن فلسفة بعض الامور وذلك منذ نهايات مرحلة الطفولة.

يجب على الاب ان يقدم القول والعمل لولده اولا ثم يوضح له السبب فيما بعد.

ويمكن وضع دروس نظرية في الاخلاق ابتداء من مرحلة البلوغ، لكن الشيء المهم هو ان الطفل او الحدث وحتى البالغ او الشاب لا يمكنه الاستغناء عن سماع القصص ابداء والاستفادة منها اخلاقيا.

ـ ايجاد العادات الأخلاقية  :

يمكن ايجاد العادات الاخلاقية ـ كما هي العادات الاخرى - عن طريق الممارسة والتجربة والتكرار. لكن الاصل هو ان يلتذ الطفل بالشيء المطروح امامه. ومن هنا تبرز ضرورة ذكر بعض اللذات المعنوية للأولاد ابتداء من اواخر مرحلة الطفولة او النشوء وخاصة بالنسبة للبالغين والشباب لتأثيرها الكبير عليهم.

ففهم الامور وادراكها يوفران المناخ الملائم ويشوقان الولد للالتزام بسلوك خاص، وان التمييز بين ما هو ايجابي وما هو سلبي يساعد كثيرا في هذا الطريق، وينبغي على الاسرة ان توفر هذا التصور عند اطفالها لأنه النواة الاجتماعية الاولى.

ويمكن احيانا ايجاد عادات معينة عند الطفل من خلال التحذير العملي المتكرر. فمثلا لا تسمحوا له ابدا ان يقاطع كلام الاخرين او يهينهم او يجرح احد بلسانه.

وثمة طريق اخر لإيجاد هذه العادات يرتبط بتصرف الكبار كاحترامهم للطفل واستقباله بوجه بشوش. وقد جاء عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قوله :(اذا سميتم الولد فاكرموا له واوسعوا له في المجالس ولا تقبحوا له وجهاً).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.