أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016
8979
التاريخ: 6-12-2018
3611
التاريخ: 19-5-2017
2952
التاريخ: 2023-10-13
1336
|
ظهور الاتصال الجماهيري وانتشاره على نطاق واسع جدا، كان السبب المباشر للتغير الجذري الذي حدث في حياة الأفراد والمجتمع ، حيث لم تعد هذه الحياة تتميز بوجود العلاقات التي تحمل الطابع الأول، وذلك لكون الأعداد الكبيرة من الناس عرضة بصورة مستمرة ودون انقطاع للتأثر بالرسائل التي تقوم وسائل الاتصال الجماهيري بإرسالها. مما أدى إلى تغير وتأثر بصورة واضحة بعمليات الاتصال. الشيء الذي جعل من القيم والعادات والاتجاهات المشتركة بين الأفراد والمجموعات الإنسانية يتشكل ويتكون بواسطة أفراد الذين يتواجدون في أماكن بعيدة عن الأماكن التي يتواجد فيها المستقبلين للاتصال، والمقصود هنا بالتواجد الجسدي للمرسل والمستقبل. بالإضافة لكونه يتشكل بواسطة أفراد الأسرة الصغيرة أو الكبيرة، والجيران والجماعات الأولية الأخرى، التي تتكون من المحيط القريب. هذه العلاقات التي تربط بين أفراد المجتمع المحيط القريب، قد فقدت الكثير من معانيها ومضامينها المعنوية، بسبب ظهور الاتصال الجماهيري وانتشاره في كل مكان ووصوله لكل بيت.
ومن الجوانب التي لا مجال للشك فيها أن الخبرة الواقعية ، التي يمر بها أو يكتسبها الفرد مع الملاحظات العامة أدت إلى معرفة مدى تأثير الاتصال الجماهيري في كل فرد، ونجاحه في خلق مفاهيم اجتماعية جديدة لم تكن معروفة أو موجودة من قبل.
وحينما نقول إن الاتصال الجماهيري يعتبر نوعا من الاتصال الثانوي، نقصد بذلك الاتصال الذي لا يتطلب وجود علاقات أولية، التي يقصد منها علاقات المواجهة بين أطراف عملية الاتصال الجماهيري، وهذا الجانب يمكننا من القول بأن المجتمعات التي وجدت في الماضي استطاعت أن تعرف وتمارس أشكالا محددة ومعينة من الاتصالات الثانوية لدرجة معينة وهذا النمط الاتصالي الثانوي، توجد له بعض الصفات المشتركة مع الاتصال الجماهيري السائد أو المسيطر اليوم على المجتمعات المختلفة.
وعندما نتحدث عن الآثار التي يتركها الاتصال الجماهيري، نجد آراء واتجاهات النظرية التي تختلف في مدى إدراكها للآثار التي تظهر كنتيجة مباشرة لعملية الاتصال الجماهيري. ففي هذا المجال اختلف الباحثون فيما بينهم، حيث يقول قسم منهم بأن لهذا الآثار أهمية كبيرة والتي من الممكن أن يمارسها أو يستغلها القائمون على الاتصال الجماهيري.
أما القسم الآخر فهو يقلل من أهمية الآثار التي تحدث من عملية الاتصال الجماهيري.
وهنا نذكر ما قاله ولبر شرام (أحد الباحثين في مجال الاتصال، والذي ترك علامة مميزة في تفسير هذه العملية حيث جاء في نموذج خاص...) بأن لعملية الاتصال الجماهيري يوجد تأثيرا شاملا، لأنه يشمل جميع أفراد المجتمع في أماكنهم المختلفة. والمجتمع مثل أي وحدة اتصالية يعمل على تفسير وحل الرموز التي تصل إليه على شكل رسالة وفي نفس الوقت يقوم بعلمية الترميز ووضعها في رسائل ثم يرسلها إلى المجتمعات الأخرى.
والاتصال الجماهيري يعتبر من الاتصالات القوية والفعالة التي تساعد على الإبصار والاستماع، الذي يؤدي إلى ايصال الثقافة التي تتمثل في المعلومات التي تكتب، والعملية تعني أخذ جانب كبير من المسؤولية في عملية الاتصال الاجتماعي التي نتحدث عنها. والآثار الأساسية للاتصال الجماهيري نشاهدها كل يوم وفي الكثير من جوانب الحياة اليومية، وهذا يظهر في طبيعة العادات الاجتماعية الموجودة حولنا، والتي نتعامل معها وتحد لنا الكثير من جوانب الحياة كما وأنها تظهر في المشاكل التي يناقشها أفراد المجتمع فيما بينهم، واللغة التي يخاطبون بعضهم البعض فيها، وهذه الجوانب جميعها لها آثار تكون بطيئة الظهور، ولذلك تكون غير مدركة.
بالإضافة إلى ما ذكر يقول شرام أنه من الصعب علينا أن نتوقع حدوث التأثير على الفرد وحده، لأن المؤسسات الاتصالية المختلفة التي تعمل في مجال الاتصال الجماهيري قامت بعملية تطوير وإعداد جماهيري للرسائل الاتصالية ،أما بالنسبة لعملية استقبالها وتفسيرها فمن الطبيعي أن تكون فردية، الأمر الذي يساعد على التنبؤ بالآثار التي تنتج عن الاتصال الجماهيري بالطريقة التي تساعد على التنبؤ بالاتصال الآخر، أي في ضوء تفاعل الرسالة ، والمواقف الشخصية والجماعية، وهنا يجب أن نذكر وجود الاهتمام الذي يلعب دورا هاما له صلة مباشرة في الاتصال الجماهيري، ومشكلة موضوع الاهتمام هي من المشاكل يصطدم بها الاتصال الجماهيري بصورة مستمرة ودائمة، لأن الجمهور له حرية الاختيار وهذا يعني عدم مقدرة الاتصال الجماهيري على فرض نفسه على الأفراد أو الجمهور، إلا إذا وجد لدى الجمهور الدافع والاهتمام الشخصي والذاتي لتقبل الرسائل الاتصالية، لأن المستقبل لديه القدرة على عدم الاستماع أو تحويل جهاز الاستقبال أو إغلاقه.
واعتمادا على ما ذكر من جوانب نظرية نصل إلى نتيجة حتمية، التي تقول إن الآثار الشاملة والعامة للاتصال الجماهيري على المجتمع، تعتبر آثارا من الممكن التنبؤ بها على المدى البعيد، إلا أن الآثار الخاصة التي تحدث من رسالة محددة عندما نحاول التنبؤ بها يجب أن تكون على جانب كبير من الحذر بسبب وجود عدة متغيرات التي تؤثر تأثيرا واضحا على عملية التنبؤ.
ويقول بعض الباحثين إن مناقشة آثار وسائل الاتصال الجماهيري بصورة عامة يعتبر حديث الذي يأخذ طابع المجازفة ، بسبب وجود عدة وسائل متنوعة للاتصال الجماهيري ، وكل وسيلة من هذه الوسائل لها صفاتها الخاصة التي تميزها عن الوسائل الأخرى، بالإضافة إلى ظهور الحاجة الماسة للقيام بفحص الفعالية المتباينة لك وسيلة من وسائل الاتصال الجماهيري بصورة منفردة. ومعظم الأبحاث في هذا المجال تشير نتائجها إلى الأمور الآتية:
١- القيام بعرض المعلومات الاتصالية بصورة مزدوجة مثل التحدث أولا ثم المشاهدة، يؤدي إلى حدوث تأثير فعال في مجال الوعي والتذكر لدى المستقبل اكثر من أي وسيلة أخرى.
2- العرض الشفوي للمادة أو الرسالة الاتصالية الجماهيرية يؤدي إلى حدوث وعيا أو تذكرا ملحوظا إذا كان بسيطا ومختصرا، وعلى هذا الشكل يفوق عملية التقديم المرئي للمعلومات التي نريد تقديمها إلى الجماهير.
٣- وبالنسبة للقيام بعملية العرض البصري السمعي فإن النتائج هنا كثيرة ومركبة ومتضاربة بالنسبة لمدى الفعالية النسبية التي تحدث في مجال التذكر والوعي.
٤- في هذا المجال الاتصالي الذي نتحدث عنه تعتبر اتصالات الوجه للوجه والمباشرة، اكثر الوسائل فعالية بالنسبة لكل ما يتعلق بآثار الإقناع والاقتناع خصوصا إذا قارنا بين هذا الاتصال والاتصال الذي يعتمد على الوسائل السمعية، التي تعتبر ذات فعالية تفوق فعالية الوسائل المطبوعة (الصحف، الكتب ).
واعتمادا على ما ذكر حتى الآن، ونتيجة للأبحاث والمحادثات التي أجريت بين الباحثين
والقائمين على العملية الاتصالية بصورة عامة والاتصال الجماهيري بصورة خاصة، نصل إلى حقيقة ونتيجة معقدة التي تقول بأن آثار الاتصال الجماهيري من الصعب إن لم يكن من غير الممكن، أن تكون مثيرا لموضوع معين بطريقة مباشرة، وذلك لكون أفراد المجتمع يتأثرون من العيش داخل جماعات التي تؤثر وتعدل المثيرات التي تأتي من مصدر خارجي، وهؤلاء الأفراد لديهم القدرة على خلق مستوى من التكامل الذي يحدث بين استجاباتهم وبين العديد من المثيرات التي تحدث أو تأتي بصورة عفوية تلقائية مهما كثرت هذه المثيرات أو قلت.
أيضا وسائل الاتصال الجماهيري التي نتحدث عنها ، تقوم بتقديم الفرصة المناسبة والقدرة على إدراك مواقف حياتية جديدة، ونوعية أساليب حياتية تختلف اختلافا كليا عن المواقف والأساليب المتبعة على ارض الواقع. وهذه تعتبر قدرة أساسية وضرورية للقيام بعمل اجتماعي على نطاق واسع.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|