المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

غايات القصص لقرآنية
16-1-2021
الطريق العملي لتجاوز الثنائية الجغرافية
26/12/2022
المال والثروة بالنسبة للناس
11-5-2020
أركان الأمان وأحكامه
10-9-2018
المعرف بـ(ال)
17-10-2014
Intramolecular hydrogen bonds
5-4-2019


الاهتمام باليتيم في سيرة النبي والامام علي  
  
2789   11:53 صباحاً   التاريخ: 25-6-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص245-247
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-27 1359
التاريخ: 22-11-2016 2788
التاريخ: 16-1-2022 1993
التاريخ: 15-12-2017 2884

ـ سيرة النبي صلى الله عليه و آله وسلم :

ذكر في سيرة رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم): انه اصر على تولي شؤون يتيم، وأن احد اسرار تعدد زواج النبي (صلى الله عليه و آله وسلم)، من النساء المسنات، والكبيرات في السن، او نساء من امثال ام سلمة، والاخريات، إنما هو لكي يربي أيتامهن وينجيهن من الضياع والهلاك، كان (صلى الله عليه و آله وسلم) يتكفل الايتام، وفي احدى المرات مات احد اليتامى ممن كان تحت كفالة النبي (صلى الله عليه و آله وسلم)، فبكى (صلى الله عليه و آله وسلم) ، وتألم كثيراً، وعندما سئل عن السبب قال (بالمضمون): هذا الطفل كان معانداً وعصيباً وكنت اداريه كثيراً، ولأجل هذه المداراة جعل الله لي ثواباً، والآن قد حرمت منه.

وفي احد الايام شاهد النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) مجموعة من الاطفال المشغولين باللعب، وكان إلى جانبهم طفل جلس منزوياً عنهم باكياً، فسأله النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) عن سبب بكائه؟ فقال الطفل: إن الاطفال قرعوني ان ليس لي اب، ولم يشركوني معهم باللعب، فلاطفه النبي (صلى الله عليه و آله وسلم)، وقال له: لا تبك، أنا ابوك وفاطمة اختك، ثم اخذ الطفل الى بيته (يقال إن الطفل كان ابن رفاعة الانصاري احد شهداء واقعة احد) وعهد به الى فاطمة عليها السلام فغسلته ودهنت رأسه بالزيت، وجاءته بالرطب، وألبسته ثوباً جديداً ذا قيمة ثم ارسلته الى ازواج النبي (صلى الله عليه و آله وسلم)، وبقي مدة عمره في كنف النبي (صلى الله عليه و آله وسلم).

ـ سيرة امير المؤمنين عليه السلام :

كان للإمام علي (عليه السلام) مع الايتام سيرة وضاءة وتاريخ مهم طيلة فترة حياته، فنقرأ في سيرته في اثناء الخلافة وقبلها، أنه كان يحمل على كتفه كيساً مملوءاً بالطعام، ويذهب الى بيوت الايتام، ويوصل إليهم الطعام دون ان يعرفهم على نفسه، لدرجة ان بعضهم فهم بعد استشهاده انه هو الذي كان يأتي إليهم بالطعام، ولا بد انكم سمعتهم، بأنه كان يحمل القربة لأم الايتام على كتفه ويأتي بها الى بيتهم، وكان يجلب لهم الطحين والتمر، وكان يلاعب الايتام بنفسه ويلاطفهم، وكان يطبخ لهم بنفسه، ويطعهم الطعام بيده لقمة لقمة ويضعها في افواههم.

كان (عليه السلام) اثناء خلافته يضع إصبعه في العسل ثم يضعها في افواه اليتامى ليوحي لهم انني انا ابو الايتام ويجب ان أرأف بهم؛ فهذه وعشرات، بل مئات الحالات والأمثلة الاخرى من سيرة ائمة الإسلام في هذا المجال تثبت كيف كانت همتهم في تربية الايتام الى ان يصبح الايتام راشدين.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.