المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

أمير المؤمنين (عليه السلام) في الكوفة.
2023-10-27
الميرزا السيد رضي الدين محمد بن النواب
5-2-2018
بطلان الحج بترك الوقوف بعرفة عمدا.
20-4-2016
الكنية من الادب
11-9-2016
تسميد الشعير
14-3-2016
إلى السلام .. إلى الرفاه
9-05-2015


الأسلوب الإهمالي وخطورته  
  
2121   09:48 صباحاً   التاريخ: 19-6-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص58-59
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

ونعني به سكوت الأب عن الفعل السيئ للأولاد تارة لعدم أهمية الفعل في نظره أو لله من تكرار تنبيه الأولاد أو لوجود الأب في حالة المرض والتعب .

ولا شك بأن ذلك يؤدي الى إهمال تربية الأولاد , ومع تكرار هذا الأسلوب وعلى فترات طويلة تقع المصيبة ويقع ما لم نتوقع .

ويزداد الأمر تعقيدا أو خطورة إذا كانت أفعال الأولاد قبيحة جدا وتؤثر سلبا على الفرد والمجتمع كعادة السرقة أو التدخين أو المخدرات أو الانجرار الى السياسات أو العقائد الباطلة أو ما شابه من الأمور التي يصعب علاجها بمرور الزمن , في حين أن علاجها يكون سهلا في الزمن الأول .

وقد تكون من الأمور التي ضياعها يشكل ضررا كبيرا على المستقبل , كالأمور الدراسية والجامعية , ففي مرحلة معينة على الشاب انتخاب نوع دراسته فعند إهمال الأب له قد يتخذ الاتجاه الخطأ أو الذي لا يناسبه أو الذي لا يفيده أو الذي لا يستطيع إكماله , وينبغي أن يكون تدخل الأب هنا بواسطة الاستشارة من أهل الاختصاص .

ـ علاج الأسلوب الإهمالي :

وعلاج هذا الأسلوب مبني على معرفة الوالدين لخطورة هذا الإهمال , فإنهما عندما يعرفان بأن أولادهما سوف يكون مدمن خمر أو سوف يقضي عدة سنوات في السجن أو يكون سببا لقتل أحد الأبرياء أو لانتحال ديناً غير الدين الإسلامي أو لالتقاط شبهة عقائدية وما شابه ذلك من الأفعال القبيحة والسيئة , فإنهما سوف يستنهضان هممها وتقوى ارادتهما على ترك الإهمال واللامبالاة ويندفعان الى الحوار وإيجاد الحلول المناسبة ولو بواسطة استشارة الأخصائيين .

ويكفي أن يشعر الأب بالمسؤولية الشرعية والاجتماعية تجاه أبنائه ويحاول مراقبة تصرفاتهما وإرشادهم الى الطريق الصحيح بعد الاستشارة من أهل الاختصاص والتجربة .

وعلى الأم مسؤولية أيضا في هذا المجال بالإضافة الى حث الأب على تحمل المسؤولية والالتفات الى أولاده وفلذة أكباده .

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.