أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-6-2016
14570
التاريخ: 1-6-2016
2764
التاريخ: 25-2-2022
2012
التاريخ: 2023-09-14
787
|
أبو الريحان البيروني
هو أبو الريحان محمد بن احمد البيروني الذي عاش بين سنتي 362-440هـ (973-1048م) ينتمي الى الجنس التركي. ولد بخيوة ضاحية من ضواحي خوارزم، وتوفي بغزنة، ولم يقصر علمه على الفلك بل برز في الرياضيات والطب والادب والتاريخ والجغرافيا والفيزياء والصيدلة وعلوم الأرض.
لمع البيروني بين علماء المشرق والمغرب، حتى اعتبر من واضعي الأسس الأولى لعلم حساب المثلثات، كما حسب الوزن النوعي لثمانية عشر عنصرا ومركبا، لبعض الأحجار الكريمة، وطور البيروني برهانا جدادا لمساحة المثلث بدلالة اضلاعه، يختلف تماما عن البرهان الذي ورثه عن هيرون عام (150م).
بقي البيروني في خوارزم حتى الثالثة والعشرين من عمره، وبسبب التقلبات السياسية هاجر الى جرجان، واستقر هناك خمسة عشر عاما الف خلال اول كتبه (الآثار الباقية عن القرون الخالية).
عاد البيروني الى بلده، وفي عام 407هـ (1017م) غزا السلطان محمود الفزنوي خوارزم واحتلها، فنقل البيروني ومجموعة من العلماء اسرى الى عاصمة دولته (غزنة)، فاختاره السلطان محمود منجما لبلاطه.
وبعد تولي ابنه مسعود بن محمود الفزنوي السلطة قرب البيروني اليه وبدا يصحبه، فاستقر البيروني في بلاد الفزنوي وكان يأخذه معه في غزواته في الشمال الغربي للهند، ولذا تعلم البيروني اللغة السنسكريتية وعددا من لغات الهند، وفي خلال المدة التي قضاها البيروني في الهند الف كتابه (تحقيق ما للهند من مقولة، مقبولة في العقل، او مرذولة).
ثم عاد البيروني الى غزنة والف كتابه الموسوعة الفلكية (القانون المسعودي) في الهيئة والنجوم الذي يحتوي على 143 بابا مبنية على البحث والتجربة الشخصية التي توصل اليها البيروني بعلمه المستمر وسياحاته المتواصلة ودابه على العمل بلا انقطاع، اهدى البيروني هذا الكتاب المنقطع النظير الى السلطان المسعودي.
تميز البيروني بدهائه وذكائه وسعة حيلته، ومثابرته على البحث والتدقيق وتقصي الحقائق، وبالإيجاز والبراهين المقنعة، فقد تضلع في علمي الفلك والرياضيات مما جعله يتفوق بالعلوم الأخرى، واليه يرجع الفضل في ابتكار قانون لمعرفة محيط الأرض.
اتصف البيروني بروح علمية عالية، فهي منهج التجربة والقياس في ابحاثه، ولم يتبن من احكام الاولين الا ما وافق الواقع التجريبي، وقد أشاد بإنجازات غيره من العلماء، ودعا الى اخذ العلم من أي مصدر او لغة او عن أي شعب وكانت ابحاثه تتميز بالمقارنة النقدية وتحري الحقيقة العلمية.
هناك خطا تاريخي خطير شايع في العصر الحديث هو ان إسحاق نيوتن العالم الإنجليزي (1052-1140هـ) هو اول من فكر في نظرية الجاذبية، مع العلم بان اول من فكر فيها بطريقة علمية هو العالم المسلم الكبير البيروني.
وقد اهتم البيروني بعلم الفلك حتى انه استنتج من دراسته ورصد الكسوف والخسوف، ان الشمس اكبر من الأرض، واكبر من القمر، كما شرح البيروني بطريقة واضحة الشفق والغسق، وحسب محيط الأرض بدقة فائقة، وحدد القبلة التي يتجه اليها المسلمون عند آراء صلاتهم، مستعملا نظريات رياضية متقدمة.
ومن المسائل المعروف باسم البيروني مسائل عديدة، منها التي لا تحل بالمسطرة والفرجار، مثل محاولة قسمة الزاوية الى ثلاثة اقسام متساوية، وحساب قطر الأرض، وان سرعة الضوء تفوق سرعة الصوت، كما اثبت البيروني كروية الأرض، وانها تتحرك حول محورها، وهذه تخالف الآراء الخاطئة التي كانت سائدة قبله، والقائلة بان الشمس هي التي تدور حول الأرض.
كان البيروني يعتمد على القياس والاستقراء في طلب المعرفة، ويتجنب التركيز الزايد على الحفظ، كما يصر البيروني على ان الباحث يلزمه الرجوع الى المراجع الأولية، لهذا كان قد اجاد اللغات: الفارسية واليونانية، والسريانية، والسنسكريتية الى جانب تميزه باللغة العربية، حتى تمكن من الوصول الى تلك المراجع.
يعتبر البيروني من أوائل علماء المسلمين الذين اعتمدوا على البحث والتجربة كوسيلة لتحصيل المعارف، وكان يتحاشى الاخذ بآراء علمية دون دراسة وتحقيق، من هذا يظهر جليا ان طريقة البيروني في البحث تقوم على التأمل والمشاهدة والملاحظة والاستنباط.
يتصف البيروني بسعة الاطلاع وحب القراءة والتأليف، فكان منكبا على التحصيل العلمي، عاكفا على القراءة والكتابة، فلا يفارق يده القلم، ولا عينه النظر، كما كان البيروني من الذين يقضون معظم اوقاتهم في التفكير والتصور حتى تمكن من الوصول الى الاصالة في البحث.
لم يقتصر البيروني بعلمه على التصنيف في حقل الرياضيات، والفلك والطب، بل الف في الادب، والجغرافيا، والتاريخ، فكان موسوعة علمية تمشي على قدمين، واعترف المتخصصون في علم التاريخ بان مؤلفات البيروني تمتاز بالصفات المنطقية وسلامة الأسلوب والتنسيق الرائع.
تفوق البيروني على من سبقه ومن تبعه في حقل التاريخ، حيث ان لديه اطلاعا واسعا في اخبار الشعوب الشرقية والغربية التي لم تكن متوفرة لدى معاصريه، هذا وقد خطا البيروني خطوة عظيمة في التأليف، واشتهر بين علماء عصره، وبخاصة عند العرب والمسلمين، فقد الف ما يقارب ثلاثمائة مؤلف من بين كتاب ورسالة.
كان البيروني يميل الى النقد البناء، فقد كان يبدي آراءه بكل حرية وشجاعة ولا ريب ان شجاعته الفكرية، وميله الشديد الى الوصول الى الحقيقة، والتسامح والإخلاص، كانت من الصفات النادرة خارج العالم الإسلامي آنذاك.
كان البيروني يسلك في دراسته وبحوثه طريقة علمية بحتة، تتبين فيها دقة ملاحظاته وفكره المنظم، ويعتمد في آرائه على البراهين التجريبية والحجج المنطقية، فعلماء المشرق والمغرب في الغابر والحاضر يقدرون البيروني ويحترمونه.
قدمت الاكاديمية السوفييتية للعلوم عام 1370هـ (1950م) كتابا بعنوان (البيروني) يضم بين دفتيه الكثير من المقالات والبحوث التي تبين فضل البيروني على البشرية جمعاء، ونشر في الهند عام 1371هـ كتاب يحتوي على عشرات البحوث والمقالات التي تخص البيروني احياء لمجده واعترافا لجميله على الإنسانية، ولا يفوتني بهذه المناسبة ان اذكر ان مؤسسة حمدارد في الباكستان أخرجت كتابا سنة 1399هـ بعنوان (البيروني) يشتمل على بحوث قيمة عن البيروني.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|