أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-5-2017
1102
التاريخ: 26-5-2016
766
التاريخ: 23-3-2017
1068
التاريخ: 25-9-2019
1021
|
الوضعية والدين
ظلت العلوم الطبيعية عدة قرون تمد الحركات المعادية للأديان بأقوى الأسلحة . وفي أوربا تبدو اليوم هذه الحركات في أوجها آخذة في الهبوط لما يواجهها من تيارات مضادة . لذلك يلزم بعض الوقت لإعادة الأمور الى نصابها من حيث العلاقة بين العلوم الطبيعية والدين وتقرير ما إذا كان اتجاه العلوم الطبيعية المناوئ للدين والذي بلغ الحد الأقصى في عصر هايكل Haeckel لازال قائماً حتى اليوم .
إن اختبار هذه المسائل يتضمن دراسة الأفكار الهامة التي شرحها بافنك Bavink في كتابه : (إسهامات ومشاكل العلوم الطبيعية) *.
والتي قدمت بصورة أكثر تحديداً في كتاب له أصغر اتخذ له عنواناً مميزاً (العلم الطبيعي في الطريق الى الدين) ** . إن النجاح العظيم الذي أحرزته هذه الإصدارات تظهر مدى مطابقة عمليات الفكر عند بافنك لرغبات واحتياجات العصر الحالي أساساً . وأود أن أقرر أن هذا الاستعداد لقبول هذه الأفكار ، على حد اقتناعي ، ليست في حاجة لأن تناظر اتجاهاً مؤقتاً . لقد وضع بافنك تصوراً بأنه على عكس العلم المادي السابق فإن التطور الحديث للعلم ماضٍ قدماً لإقامة صورة عالم الدين من جديد .
إن استنتاجات بافنك بشأن التخلص من الصورة المادية للطبيعة هي دون شك استنتاجات صحيحة ، ولكننا لا نود إغفال أهمية برهان حد دقيق للمشكلة بما يتفق مع الأهمية الدينية لهذا التحديد . تنجم صعوبة المشكلة عن حقيقة عدم إدراك صورة العالم الديني نفسها على نحو ثابت في كل تفصيلاتها ، وإنما على نحو متطور متغير مطرد ، وعليه لا يوجد ما يؤكد أي النظريات العلمية (يتناقض) مع الدين .
فمثلاً ، قبل كوبرنيق Copernicus وكولومبوس Columbus كانت جهنم تحت الأرض ، وكات مملكة السماء فوق النجوم . كما أن الاعتقاد بأن الأرض كرة حسب نظرية كوبرنيق وأنها تتحرك في الفضاء بين النجوم كان أمراً يتعارض بشدة مع الأفكار السابقة . إن نظرة تاريخية ثقافية في الماضي لا تدع مجالاً لأي شك بأن عكس هذه الفكرة كان له دور في حيويتها وقوة حجتها ضد المذهب الديني المتضمن لتقنين مبهم لتصوراته ورغم ذلك فليس هناك اليوم من ينظر الى هذه النظريات العلمية الطبيعية على أنها تتناقض مع تلك التصورات الدينية . وتبين فلسفة كانط Kant أيضاً مختلف الرؤى الدينية للنظريات الطبيعية العلمية أو على تصورات لا هوتية theological في محاولة لدعم وتأييد هذه البنيات الميتافيزيقية metaphysical إذ صرح كانط بأن صورة العالم (أي فكرة وتمثيل عالم الفلسفة المادية في الشكل الدقيق في إطار ميكانيكا نيوتن) هي الأساس الوحيد المحتمل الطبيعي فخدم بذلك جميع احتمالات معرفة الله بناء على تفسير ميتافيزيقي للطبيعة . أدرك بافنك تماماً صلة كانط الوضعية وثيقة الصلة بالفلسفة الطبيعية المادية (أو الميكانيكا) وهي صلة كثيراً ما تفتقر الى تأييد كاف .
عرض فردريك ألبرت لانج Friedrich Albert Lange في كتابه الهام (تاريخ المادية History of Materialism) فلسفة كانط بصورة مزدوجة وصفها بأنها (تعديل refinement) و (انتصار وتتويج surmountin) للصورة المادية للعالم .
أشاد كانط نفسه بأعمال نيوتن وما تركته في ذاته من أثر عميق فقدم ما يطلق عليه (الفرض السديمي Nebular Hypothesis) المعروف بشأن أصل نظام الكواكب ، ومؤداه افتراضياً أن الحركات الحالية للكواكب لم تنتج فقط عن قوانين نيوتن بصورة يقينية سببية كاملة ، بل أن أصل نظام الكواكب كعماء (ظلمة – كايوس) chaos أصلي للمادة السديمية يمكن تخيله كعملية مفهومة علمياً أساسها التشاد التجاذبي النيوتوني Newtonian gravitational Attraction ، فمثل كانط نظام الكواكب بساعة تعمل بقانون طبيعي دون ما حاجة الى إشراف أو تدخل من خالق للعالم . أما لابلاس Laplace فقد أعلن قوله (إننا لسنا بحاجة الى هذا الفرض) .
وبينما بين كانط أن الصورة الميكانيكية للطبيعة هي الشكل الوحيد المحمل للفكر العلمي ففي نفس الوقت جعل من الفلسفة المادية أمراً (حميداً) ففصل عنها نتائجها المتيافيزيقيقة (بالمعنى اللاديني) بعملية فكرية غاية في البراعة ، معلناً بأن الصورة الميكانيكية للعالم من حيث الطبيعي كانت ضرورية بسبب أشكال الفكر المتغيرة للعقل البشري ، وأن تفسيرنا هو أن صورة العالم الميكانيكية لا تعتمد على الطبيعة نفسها ، وأن اللجوء لهذه الفكرة يرجع الى التصميم الداخلي للعقل البشري . وعليه فإن هوية الطبيعة لا يعبر عنها بالمرة بالدراسات الأساسية للتفسير الميكانيكي للطبيعة . كما أن التقييم المعتاد لهذه الدراسات الأساسية في استنتاجات متيافيزيقية كفلسفة مادية لا دينية يعد ضرباً من المستحيل .
وبعد ظهور نظرية النسبية فيما بعد وكذا نظرية الكم فسوف تتضح الأمور التي أدت بكانط ليجعل تصور أساس ميكانيكا نيوتن تصوراً مطلقاً من خلال ذلك التطور . وحتى ذلك الحين كان من الممكن حل مشكلة العلم والدين حلاً مقنعاً لأنه بالنظر الى صورة العالم الميكانيكية على أنها صورة فكرية للعلم الطبيعي تجعل التصورات المتيافيزيقية الدينية ذات مكانة غير محصنة تماماً للفكر العلمي الطبيعي والنتائج . ومن جهة النظر للأفكار الكانطية يمكن الزعم بأنه لم تكن هناك فرصة للتفكير الديني لاعتباره أمراً مرغوباً أو هاماً لاستبدال صورة أخرى بالصورة الميكانيكية للطبيعة .
بيد أن التطور التاريخي سار قدماً حقاً حتى إن فلسفة كانط لم تستطع منع المادية بأي طريقة من إتمام ميتافيزيقاها المعارضة للدين جذرياً . ولم يعترف هايكل وأشياعه بما حققه كانط من مكانه للدين ، بل قادو حملة من أجل مادية لا حدود لها وذلك بمزيد من الأفكار والشعارات القوية وإعلامياً . ويضطرنا التطور الحقيقي الى الاستنتاج بأن وضع كانط للمادية في صورتها المجردة تماماً لم يستطع أن يعوق دوماً الحركة المناهضة للدين مما يحفزنا بضرورة الموافقة دون قيد أو شرط على أفكار بافنك من أن الخلاص الحديث من الصورة الميكانيكية المادية للطبيعة معناه تقدم إيجابي لحرية التفكير الديني .
وهناك تمييز هام بين أفكار بافنك ونظريات الفيزياء الحديثة ينبغي توضيحه طالما يعارض بافنك التصور الوضعي لهوية المعرفة الفيزيائية بصورة حساسة محددة لأنه لا يعترف بالوضعية أو أنه للآن لا تبدو الوضعية في نظرة أمراً مقبولاً ، فهو يميل للتطورات العلمية الطبيعية ، ولذلك أعاد دراسة الكثير من التفصيلات بشأن افكاره ، مما قد يؤدي به مستقبلاً الى أن يغير من موقفه المعارض للوضعية بما يتصل أكثر بالاقتناع عامة بفيزيائي الكم الحديث .
وجدير بالملاحظة أن الوضعية ليست مهمة خاصة لأنها بطبيعة الحال لا تشتق معناها من كلمة (الوضعية positivism) . ولسوف يدعي كل باحث جاد حقه المستقل ليبين موقفه من خلال فوارق أدق في مناهج التفسير المعرفية .
ولكن هناك تصوراً معرفياً نظامياً أساساً بصورة مطلقة لدى فيزيائي الكم الحديث دون استبعاد ميكانيكا الكم ذاتها أو اعتبارها أمراً ما زال ناقصاً غامضاً .
إن ضرورة هذا الاستنتاج توصل إليها الفيزيائيون السابق ذكرهم (بلانك ، ف . لوي ، وأينشتاين أيضاً) ممن رفضوا (الوضعية) وبالتالي لم يعترفوا بفيزياء الكم الحديثة كأمر نهائي وإنما يأملون في استعادة الصورة (الميكانيكية) السببية الصارمة للعالم . أما بافنك الذي يرحب من جانبه بسيادة الصورة الميكانيكية للعالم باستبعاده للوضعية فقد عارض الفيزياء الحديثة التي أثرت على هذه الصورة ، علينا أن ننظر الى هؤلاء العلماء على أنهم مستقلون عن بعضهم البعض .
فلا يمكن إدراك الفيزياء الحديثة دون تأثير النظرية الوضعية للإدراك ، بل على العكس إذ تم بداية التحكم في الوضعية وجعلها دقيقة بإحلال الصورة الجديدة لفكرة التتام محل فكرة العمليات الوضعية .
إن محاولة تجنب الوضعية ضروري لطريقة اختيار بافنك في إيجاد تأييد للمذاهب الدينية في إطار العلم الحديث بحثاً عن سبيل مباشر لاعتراف إيجابي بالله من خلال التغلغل في أسرار الطبيعة ، ولكن هذه المعالجة مستحيلة في ظل الاتجاه الوضعي لأن الوضعية اساساً يساورها الشك تجاه جميع المعلومات وتصنيفها عن طريق معلوماتنا ، وهي لا تعترف بإمكان (إدراك الهوية character perception) على نحو طبيعي . إن الاستبعاد الجذري للفلسفة المادية بسبب الوضعية هو نتيجة للنقد الوضعي الذي ينكر على المادية الزعم بأن (شخصية) جميع الأشياء تكمن في المادة.
لذلك لا يمكننا اتباع بافنك في هذا الاتجاه . ولكن التمييع الناتج للمادية ليس فقط نتيجة هامة ، إذ يعرض التصور الوضعي احتمالات جديدة بمنح حيز حيوي للديانة لا يتعارض مع التفكير العلمي .
ولنتذكر أن الوضعية تقبل النتائج العلمية والتجريبية على أنها مجرد (حقيقة) بالنسبة للفيزيائي . والتأكيد على هذا التصور يؤدي بنا الى حقيقة وجود خبرات محتملة تختلف تماماً عن هذه النتائج والملاحظات تبعاً لترتيبها في نظام الفيزيائي . وما دامت موضوعية جميع الظواهر الفيزيائية تبدو منطقية وواضحة بذاتها فلا يستطيع المرء إلا أن يحاول أن يعزي لنواتج هذه الموضوعية والحوادث في الزمان والمكان نوعاً من الحقيقة (الأعلى) عنها في المشاهدات المباشر نفسها . ولكننا بعد أن عرفنا في هذا المقام على نحو مختلف فلم نعد مجبرين لوضع الخبرة الفيزيائية في معارضة القليل من الخبرات البشرية جميعها اعتماداً على وسائل القياس في معمل أو مرصد الفيزيائي ، ولنعد مرة أخرى الى ما سبق معالجته من مشاكل من أن الفيزيائي ينظر الى اللون الأزرق على أنه حركة موجية ذات طول موجي محدد (أو حاليا كسيال كمات محددة الطاقة) ، فحذرنا حينئذ من طريقة التعبير التي كانت شائعة في عصور علم ما قبل الوضعية – التأكيد بأن (الشخصية) الحالية للون الأزرق تم التعرف عليها وأن الإحساس المباشر له في عرف ديمقريطس هو فكرة خالصة واضحة . وينبغي أن يعترف الأداء المنطقي للتصور الوضعي بأن (اللون الأزرق) على هذا النحو هو ببساطة تعبير مقبول .
بيد أن هناك احتمالات إضافية بوجود ظواهر أخرى متنوعة للضوء الأزرق باستخدام أجهزة محددة متطورة . وهذه الظواهر هامة جداً بالنسبة للفيزيائي لوجود خصائص مختلفة لقياس هذه الظواهر التي يمكن توقعها بصورة مميزة بكل تفاصيل القياسات تبعاً للنظرية الموجية أو النظرية الكمية الازدواجية dualistic للضوء .
إن تلك الصياغة الجديدة التي تتطلبها الوضعية والتي هي على قدم المساواة من حيث الأهمية بين مختلف الخبرات الممكنة ربما تصبح من خلال مزيد من التحليل أساسية جداً لتوضيح مشكلة العلاقات المتبادلة بين المعرفة العلمية والدين . ونود التأكيد على نقاط قلائل ربما تكون ذات أهمية محددة في هذا المجال ، بادئ ذي بدء ، لنتذكر أننا من خلال ما سبق من فلسفة قدمنا تمييزاً بين فلسفة تحاول وضع توكيدات علمية وأخرى – اشرنا إليها (بالحكمة wisdom) لا تقدم توكيدات علمية ولكنها رغم ذلك (تعبر) عن شيء ما عالي القيمة ، على نحو ما (تعبر) سوناطة لموتسارت Mozart عن شيء ما لا يمكن تحويله الى نصوص علمية دون أن تتأثر قيمتها سلباً . فهناك حقاً أشياء يمكن التعبير عنها بطريقة غير علمية ، ويجتهد الوضعي في تنقية وتطهير نظامنا العلمي للتعبير عن توكيداتنا الميتافيزيقية التي تخطئ هوية وكفاءة المقدرة على التفكير العلمي . هذا الوضعي بضعنا في حالة تأهب أكبر للاعتراف بأهمية تعبيرات أخرى غير عمية محتملة بالإضافة الى نظامنا العلمي . أوضح العالم السيكولوجي كارل جوستاف يونج C. G. jung بصورة مؤثرة أن وظيفة التصور العلمي العقلاني للوعي ليست هي فقط بل وأيضاً حالة ما دون الوعي subconscious يحددان محصلة اتجاهنا نحو العالم . ويمكن الإشارة الى عصر التحليل النفسي غير الإرادية ، فنحن نعرف من علم النفس الحديث بالنسبة للإرادية مدى ما ينبغي في مواجهة هذا الإجراء ، نظراً لأن المحاولات (البديلة) للإرادية لا تفقد قوتها وإنما تصبح وظيفة مشوشة هدامة على غير المعتاد ولكن على عكس طرق التحليل النفسي غير الإرادية فإن الصور غير العلمية للتعبير هامة تماماً كالتعبيرات العلمية لتفكيرنا الواعي .
لقد وضعنا عن عمد اعتبارات مختلفة كثيرة جنباً الى جنب بصورة منفصلة دون رغبة في الدخول في دراسة أكثر تفصيلاً لعلاقاتها المتبادلة .
إننا في هذا الصدد لا ننشد بأهميتها وعلاقاتها الروحية تبدو أساسية في أهميتها من أجل إدراك الاستقلال غير العلمي للدين .
والمتأصل في شخصية هذه الصور من التعبير هو ضرورة التخلي عن الرغبة في الوصول هذا من أهمية الدين بنقطة التحول التي حدثت في الفكر العلمي الطبيعي . لقد تحقق الاتزان في تقييم الصور المختلفة للخبرة والذي أتاح لنا إرجاع مكانها المناسب للخبرة غير العلمية وإمكانات التعبير وذلك بالوأد الوضعي للمادية ووضع حد لملائمة الفكر العلمي وأهميته ، وكذا وضع حد وضعي لأهمية القياسات الفيزيائية.
لا تذعن هذه النزعات أو الأحكام لمتطلبات النظريات الدينية إذ أن الفكر الديني يلزمه أيضاً حقه في الوجود من أجل علم خاص – اللاهوت theology ***.
بيد أن الاتجاه لربط فرضيات هذا العلم بمسارات الفكر الفلسفي والميتافيزيقي ، وهو اتجاه مشهور في الماضي ولازال واضحاً حتى يومنا هذا ، هذا الاتجاه لا يتوافق مع النقد الوضعي الذي يسمح فقط لفرضيات النظريات اللاهوتية بقناعة ذات معنى إذا ما ثبت بتحليل أدق أنها تعبيرات لخبرات مادية ملموسة قد لا يكون هذا التفسير مستحباً من عدة جوانب ، ولكن من المحتمل أنه يتضمن مؤشراً لاتجاه قد يؤدي الى نتيجة وإدراك جديدين لبصائر دينية مفقودة بأسرع كثيراً مما يمكن الحصول عليه من (القبول) البسيط لفرضيات مجردة ، فمثلاً ، قد يعتبر المرء وجود فرضية خالق العالم في جل الأديان – والتي بكونها مفسرة على أنها تعبير علمي شبه طبيعي تعرضت الى دحض مستمر لمحتواها من خلال تطور العلم الطبيعي – بأنها معنى حي جداً في شكل تقرير اختلاف كبير بين الطبيعة (المخلوقة) وبين التقنية التي اكتشفها (وصنعها) الانسان . ويعد ذلك أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لنا أطفال عالم التقنية technology (التكنولوجيا) ، وهناك أصوات حالياً ترى في علاقتنا بالتكنولوجيا مشكلة دينية من نوع خاص .
ولكننا وصلنا في هذا المقام الى مرحلة المؤلف المتحدث من موقعه الخاص كفيزيائي فقط عليه أن يقاوم إغراء مزيد من غزل خيوط الفكر الذي بدأ بتزكيته . وقد يبدو مخيباً للآمال لدى الكثيرين من القراء أن نتوقف الآن في تجوالنا ونترك أهم المشاكل معلقة ولكن اذا تطلب الأمر ألا يكف الفلاسفة عن إيجاد حلول شاملة لكل المشاكل في (نظام) منفصل ، فللعالم الطبيعي اتجاه آخر عبر عنه نيوتن بقوله : (لا أعلم كيف أبدو في نظر العالم ، ولكني أراني صبياً يلهو على شاطئ البحر من وقت لآخر لعلي أعثر على صدفة أكثر نعومة أو دعة أجمل من المعتاد ، بينما يمتد أمامي محيط الحقيقية الهائل بأسراره الدفينة ) .
لذلك فلنكن سعداء ونحن نرى الافكار تناسب مع تيار الجدول لعل بوابات الجديد من الإنجازات تفتح على مصراعيها . إن الحصول على الطرق العلمية الطبيعية لتمثيل التتام معناه نضج واستنتاج مرحلة من أغنى المراحل بالمكاسب لإدراك فيزياء الذرة وفيزياء الكم .
ولكن تقويم عمليات التفكير الجديدة خارجاً عن نطاق الفيزياء في المشكلة البيولوجية ، وإعمال الفكر في المشاكل الفلسفية والدينية لا زالت تقف حيث بدأت ، ولا ينبغي إغفال نتائجها . لنكن سعداء لأن سفينتنا رفعت المرساة – من أجل رحلة لشواطئ جديدة .
________________________________
* الطبعة الخامسة ، ليبزج 1933 .
** الطبعة الثانية ، فرانكفورت 1933 .
*** المقصود باللاهوت هنا الاجتهاد لفكر ديني تقليدي متطور دون تقييد للنظرية المسيحية .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|