أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-01-2015
3782
التاريخ: 30-01-2015
3414
التاريخ: 2024-04-22
869
التاريخ: 30-01-2015
4069
|
سجّلت واقعة بدر نصرا مبينا للإسلام وفتحا عظيما للمسلمين وضربة حاسمة لأئمّة الكفر والضلال من الطغاة القرشيّين وجبابرتهم لقد أعزّ الله عبده ورسوله محمّد (صلى الله عليه واله) بواقعة بدر وأذلّ أعداءه وأظهر دينه ودفع كلمته وكان البطل البارز في تلك المعركة هو الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد كان سيفه منجل الموت الذي حصد رؤوس المشركين وعتاة الملحدين من القرشيّين ؛ كان أبو سفيان العدوّ الأوّل للإسلام قد خرج إلى الشام في تجارة له ومعه سبعون شخصا من قريش ولمّا فضت تجارتهم واشتروا من البضائع ما يريدون قفلوا راجعين إلى مكّة وعلم النبيّ (صلى الله عليه واله) بقدومهم فندب إليهم أصحابه لمصادرة بضائعهم وأموالهم وذلك لإضعافهم اقتصاديا حتى لا يتمكّنوا من مناجزته وعلم أبو سفيان ذلك فاستنجد بالقبائل القرشية وطلب منها حمايتهم وحماية بضائعهم وأموالهم فهبّت قريش لنجدته وسلك أبو سفيان طريقا غير الطريق العامّ فنجا من قبضة المسلمين وزحف النبيّ (صلى الله عليه واله) بمن معه من المسلمين لإلقاء القبض على أبي سفيان وعسكر بجيشه ببدر.
رأت السيّدة عاتكة بنت عبد المطّلب في منامها رؤيا أفزعتها فسارعت إلى أخيها العبّاس بن عبد المطّلب فقصّتها عليه قائلة : إنّي رأيت الليلة رؤيا أفزعتني .
وسارع العبّاس قائلا :ما رأيت؟ وأخذت تقصّ عليه رؤياها بفزع وخوف قائلة : إنّي أتخوّف أن يدخل على قومك منها شرّ عظيم فاكتم منّي ما أحدّثك به ؛ أفعل ذلك ولا أحدّث به ؛ ولمّا ضمن لها أن لا يذيع رؤيتها بين قريش أخذت تحدّثه بها قائلة : رأيت راكبا أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح ثمّ صرخ بأعلى صوته : ألا انفروا يا آل نجد لمصارعكم فأرى الناس اجتمعوا إليه ثمّ أخذ صخرة فأرسلها فأقبلت تهوي حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضت فما بقي بيت من بيوت مكّة ولا دار إلاّ دخلتها منها فلقة ..
وفزع العبّاس من هذه الرؤيا التي تنبئ بالخطر العظيم على أهالي مكّة ولم يستطع كتمانها فقد ضاق صدره منها وراح يشيعها ويتحدّث بها إلى الناس ووصل خبرها إلى أبي جهل فانطلق إلى العباس وقال ساخرا : يا بني عبد المطّلب أما رضيتم أن يتنبّأ رجالكم حتى تتنبّأ نساؤكم .
وصدقت رؤيا عاتكة فقد حلّ بالقرشيّين الدمار الشامل فقد كانت واقعة بدر التي نشرت في بيوتهم الثكل والحزن والحداد وخيّم عليها الذلّ والهوان.
وقبل أن تندلع نار الحرب أشار عتبة بن ربيعة على قومه القرشيّين بعدم مناجزة الرسول (صلى الله عليه واله) ونهاهم عن فتح باب الحرب مع المسلمين قائلا : إنّي أرى قوما مستميتين لا تصلون إليهم ؛ يا قوم اعصبوها اليوم برأسي وقولوا : جبن عتبة بن ربيعة ولقد علمتم أنّي لست بأجبنكم ؛ وسمع أبو جهل نصيحة عتبة فاستشاط غضبا وغيظا وصاح به : أنت تقول هذا؟ والله! لو غيرك يقول هذا لعضضته لقد ملئت رئتك وجوفك رعبا , ويردّ عليه عتبة بعنف قائلا :
إيّاي تعيّر يا مصفرا استه ستعلم اليوم أيّنا أجبن؟
و نظر النبيّ (صلى الله عليه واله) إلى عتبة وكان على جمل أحمر فرأى في وجهه الرشد والخير فقال لأصحابه : إن يكن في أحد من القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر إن يطيعوه يرشدوا .
ولم تصغ قريش لنصيحة عتبة ومضت سادرة في غيّها وجهلها وصمّمت على مناجزة النبيّ (صلى الله عليه واله) ونظر أبو جهل إلى قلّة أصحاب النبيّ (صلى الله عليه واله) فاستضعفهم واستهان بهم وقال : إنّ محمّدا وأصحابه أكلة جزور .
وأصاب الجيش الإسلامي ظمأ في بدر فانبرى الإمام (عليه السلام) إلى القليب وجاء بالماء حتى أروى المسلمين .
ونظر النبيّ (صلى الله عليه واله) إلى الأنصار وهم يتعاقبون في الحمل على النوق التي لم تكن تكفيهم فدعا لهم وقال : اللهمّ إنّهم حفاة فاحملهم وعراة فاكسهم وجياع فأشبعهم وعالة فأغنهم من فضلك ؛ واستجاب الله تعالى دعاء نبيّه العظيم فما انتهت معركة بدر إلاّ وجد كلّ واحد منهم بعيرا معتليه واكتسى منهم كلّ عار وأصابوا الطعام من متاع قريش وأصابوا فداء الأسرى فاغتنى به كلّ عائل منهم .
وأنفق النبيّ (صلى الله عليه واله) ليله ساهرا يصلّي إلى جانب شجرة وقد نام جميع المسلمين إلاّ هو كما حدّث بذلك الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان يدعو الله تعالى بهذا الدعاء : اللهمّ هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحاربك وتكذّب رسولك اللهمّ فنصرك الّذي وعدتني اللهمّ أحفّهم الغداة .
وأخذ النبيّ (صلى الله عليه واله) يلهم أصحابه القوّة والنشاط قائلا لهم : والّذي نفس محمّد بيده! لا يقاتلهم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلاّ أدخله الله الجنّة ؛ وبعثت هذه الكلمات في نفوسهم العزم فاندفعوا كالأسود لمناجزة أعداء الله .
بدأت المعركة صباح يوم الجمعة في اليوم السابع عشر من رمضان المبارك سنة 2ه المصادف 15 كانون الثاني سنة 624 م وقد فتح القرشيّون باب الحرب فبرز منهم عتبة بن ربيعة وشيبة والوليد وهم أبطال قريش وطليعة فرسانهم وبرز إليهم فتيان من الأنصار فاحتقرهم عتبة وأخذته العزّة بالإثم فقال لهم : لا نريد هؤلاء ولكن نريد أن يبارزنا بنو أعمامنا من بني عبد المطّلب فندب الرسول (صلى الله عليه واله) لمبارزتهم عبيدة وعليّا وحمزة وبرز حمزة لعتبة وعبيدة لشيبة وعليّ للوليد ؛ أمّا الإمام عليّ وحمزة فكلّ منهما قتل صاحبه وأمّا عبيدة وعتبة بن ربيعة فقد اختلفا بضربتين وأثبت كلّ منهما سيفه في رأس صاحبه فكرّ عليه الإمام وحمزة بأسيافهما وتركاه جثة هامدة واشتدّت الحرب وكان النبيّ (صلى الله عليه واله) من أشدّ الناس بأسا ومن أقرب جيشه إلى العدو وكان المسلمون يلوذون به كما حدّث بذلك الإمام (عليه السلام) وبان الانكسار في صفوف القرشيّين وانهارت معنوياتهم وانهزموا شرّ هزيمة.
وأبدى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) من البسالة والصمود ما لا يوصف فكان القوّة الضاربة في جيش الرسول (صلى الله عليه واله) فقد غاص في أوساط القرشيّين يحصد رؤوسهم ويشيع فيهم القتل والدمار وقد بهرت ملائكة السماء من بسالته ونادى جبرئيل : لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ عليّ , وكتب الله النصر المبين للإسلام على يد الإمام القائد الملهم العظيم الذي أذلّ القرشيّين وأخزاهم وألحق بهم الهزيمة والعار .
|
|
أكبر مسؤول طبي بريطاني: لهذا السبب يعيش الأطفال حياة أقصر
|
|
|
|
|
طريقة مبتكرة لمكافحة الفيروسات المهددة للبشرية
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|