المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



حكمة علي (عليه السلام) وفهمه  
  
3739   10:31 صباحاً   التاريخ: 30-01-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص226-233.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني مرفوعا إلى سلمان رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه واله) أنه قال أعلم أمتي بعدي علي بن أبي طالب.

وبالإسناد عن شهردار هذا يرفعه إلى عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) قسمت الحكمة على عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة و الناس جزءا واحدا .

ورواه الحافظ في الحلية أيضا

وروى الترمذي في صحيحه في صفة أمير المؤمنين (عليه السلام) بالأنزع البطين أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال أنا مدينة العلم و علي بابها و ذكر البغوي في الصحاح أنا دار الحكمة و علي بابها.

ومنه عن ابن عباس قال : قال رسول الله أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب

 

ومنه عن أبي الحمراء قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه و إلى نوح في فهمه و إلى يحيى بن زكريا في زهده و إلى موسى بن عمران في بطشه فلينظر إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال أحمد بن الحسين البيهقي لم أكتبه إلا بهذا الإسناد.
وقد روى البيهقي في كتابه المصنف في فضائل الصحابة يرفعه بسنده إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه و إلى نوح في تقواه و إلى إبراهيم في حلمه و إلى موسى في هيبته و إلى عيسى في عبادته فلينظر إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام).
فقد ثبت لعلي (عليه السلام) ما ثبت لهم(عليهم السلام) من هذه الصفات المحمودة و اجتمع فيه ما تفرق في غيره.

 

تركت فيك المنى مفرقة      و أنت منها بمجمع الطرق

ومنه عن علي (عليه السلام) قال بعثني رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى اليمن فقلت تبعثني وأنا شاب أقضي بينهم ولا أدري ما القضاء فضرب في صدري و قال : اللهم اهد قلبه و ثبت لسانه قال فو الذي فلق الحبة ما شككت بعد في قضاء بين اثنين و قد ذكره النسائي و ساقه في صحيحه و قد ذكره أحمد بن حنبل في مسنده.

قال علي (عليه السلام) بعثني رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى اليمن و أنا حدث السن قال قلت تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث ولا علم لي بالقضاء قال (صلى الله عليه واله) إن الله سيهدي لسانك و يثبت قلبك فما شككت في قضاء بين اثنين بعد.

ومن المناقب عن علي (عليه السلام) قال قلت يا رسول الله أوصني فقال : قل ربي الله ثم استقم فقلتها و زدت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب فقال ليهنئك العلم يا أبا الحسن لقد شربت العلم شربا و نهلته نهلا.

ومنه عن أبي بريدة قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لكل نبي وصي و وارث و إن عليا وصيي و وارثي .

ومن المناقب عن أنس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) يا أنس اسكب لي وضوءا ثم قام فصلى ركعتين ثم قال يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين و سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين و خاتم الوصيين قال قلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار و كتمته إذ جاء علي فقال من هذا يا أنس فقلت علي فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه و يمسح عرق وجه علي على وجهه فقال علي (عليه السلام) يا رسول الله لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعته بي قبل قال و ما يمنعني و أنت تؤدي عني و تسمعهم صوتي و تبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي و قد رواه الحافظ أبو نعيم في حليته ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه وعرق وجه علي بوجهه.

 

ومن المناقب عن أبي ذر قال كنت مع رسول الله (صلى الله عليه واله) و هو ببقيع الغرقد فقال والذي نفسي بيده إن فيكم رجلا يقاتل الناس بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت المشركين على تنزيله و هم يشهدون أن لا إله إلا الله فيكبر قتلهم على الناس حتى يطعنوا على ولي الله و يسخطوا عمله كما سخط موسى أمر السفينة و قتل الغلام و أمر الجدار و كان خرق السفينة و قتل الغلام و إقامة الجدار لله رضا و سخط ذلك موسى, أراد بالرجل علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ومن كتاب المناقب عن الحارث الأعور صاحب راية علي (عليه السلام) قال بلغنا أن النبي (صلى الله عليه واله) وكان في جمع من أصحابه فقال أريكم آدم في علمه و نوحا في فهمه و إبراهيم في حكمته فلم يكن بأسرع من أن طلع علي (عليه السلام) فقال أبو بكر يا رسول الله أقست رجلا بثلاثة من الرسل بخ بخ لهذا الرجل من هو يا رسول الله قال النبي (صلى الله عليه واله) ألا تعرفه يا أبا بكر قال الله و رسوله أعلم قال أبو الحسن علي بن أبي طالب قال أبو بكر بخ بخ لك يا أبا الحسن و أين مثلك يا أبا الحسن.

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.