أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-01-2015
3791
التاريخ: 1-5-2016
3699
التاريخ:
3654
التاريخ: 5-5-2016
3953
|
علم معاوية أن الامر لا يتم له إلا إذا انضم إليه داهية العرب عمرو ابن العاص ليقوم بتسديده ويستعين به في مهامه فبعث إليه رسالة يطلب فيها قدومه إليه وهذا نصها : أما بعد : فانه قد كان من أمر علي وطلحة والزبير ما قد بلغك وقد سقط إلينا مروان بن الحكم في رافضة أهل البصرة وقدم علينا جرير بن عبد الله في بيعة علي وقد حبست نفسي عليك حتى تأتيني أقبل أذاكرك أمرا ؛ ولما قرأ الرسالة تحير في أمره فاستشار ولديه عبد الله ومحمدا فقال له عبد الله وكان رجل صدق وصلاح : أرى أن نبي الله قبض وهو عنك راض والخليفتان من بعده وقتل عثمان وأنت عنه غائب فقر في منزلك فلست مجعولا خليفة ولا تريد أن تكون حاشية لمعاوية على دنيا قليلة أو شك أن تهلك فتشقى فيها , وأشار عليه عبد الله بالنصيحة والورع والتقوى وعدم الاستجابة لدواعي الفتن والغرور وأما ابنه محمد فقد فتنته الدنيا وطمع بالملك فقد قال له : أرى أنك شيخ قريش وصاحب أمرها وان تصرم هذا الامر وأنت فيه خامل تصاغر أمرك فالحق بجماعة أهل الشام فكن يدا من ايديها وأطلب بدم عثمان فانك قد استلمت فيه الى بني أمية ؛ وقد دفعه محمد الى هلاك آخرته واصلاح دنياه والتفت عمرو الى ولده عبد الله فقال له : أما أنت فأمرتني بما هو خير في ديني؟ وقال لولده محمد : أما أنت أمرتني بما هو خير لي فى دنياي؟
واعتركت الدنيا والآخرة في نفس عمرو وملأت الحيرة اهابه واحاطت به الهواجس وقد انفق ليلا ساهرا يفكر فى الامر فهل يلتحق بمعسكر معاوية فيناجز أخا رسول الله ووصيه وباب مدينة علمه فيكون قد فرط في أمر دينه أو يلتحق بعلي فيكون رجلا كسائر الناس له ما لهم وعليه ما عليهم ولكنه يضمن بذلك آخرته ودينه وأطال التفكير فى الأمر وسمعه أهله يقول :
تطاول ليلى للهموم الطوارق وخوف التي تجلو وجوه العوائق
وإن ابن هند سائلي أن أزوره وتلك التي فيها بنات البوائق
أتاه جرير من على بخطة أمرّت عليه العيش ذات مضائق
فان نال منى ما يؤمل رده وإن لم ينله ذل ذل المطابق
فو الله ما ادري وما كنت هكذا اكون ومهما قادني فهو سائقي
ودل هذا الشعر على تردده وحيرته إلا ان ابنه عبد الله فهم منه الاستجابة لدعوة معاوية فقال :
بال الشيخ على عقبيه وباع دينه بدنياه!! ولما اندلع لسان الصبح دعا غلامه وردان وكان ذكيا يقرأ ما في النفوس فقال له : حط يا وردان ثم قال له : ارحل ثم قال له حط يا وردان , فعرف غلامه حيرته وذهوله فقال له : خلطت أبا عبد الله؟! أما إن شئت أنبأتك بما فى نفسك؟
قال : هات ويحك!!
قال : اعتركت الدنيا والآخرة على قلبك فقلت : على معه الآخرة فى غير دنيا وفى الآخرة عوض من الدنيا ؛ ومعاوية معه الدنيا بغير آخرة وليس في الدنيا عوض الآخرة فانت واقف بينهما.
قال : إنك والله ما أخطأت!! ما ترى؟
قال : أرى أن تقيم في بيتك فان ظهر أهل الدين عشت في عفو دينهم وإن ظهر أهل الدنيا لم يستغنوا عنك.
ولم يستجب لنصحه وصمم على الالتحاق بمعاوية وهو يقول :
يا قاتل الله وردانا وفطنته أبدى لعمرك ما فى النفس وردان
لما تعرضت الدنيا عرضت لها بحرص نفسى وفي الاطباع ادهان
نفس تعف واخرى الحرص يغلبها والمرء يأكل تبنا وهو غرثان
لقد استجاب لعاطفته فآثر الدنيا على الآخرة وعزم على الالتحاق بمعسكر معاوية ليحارب امير المؤمنين الذي هو نفس رسول الله ومن هو منه بمنزلة هارون من موسى .
|
|
"علاج بالدماغ" قد يخلص مرضى الشلل من الكرسي المتحرك
|
|
|
|
|
تقنية يابانية مبتكرة لإنتاج الهيدروجين
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يطلق مشروع (حفظة الذكر) في قضاء الهندية
|
|
|