المسح البيئي لمصادر المياه

المسح الصحي البيئي هي عملية تستهدف تقييم جميع العناصر البيئية والخدمات التي من الممكن ان تؤثر في موارد المياه ومستوى الاصحاح البيئي وصحة المجتمع.

ويجب ان يقوم افراد الجهاز الصحي القائمون على خدمات الصحة الوقائية وصحة البيئة باجراء المسح الصحي البيئي لمنطقتهم وذلك من اجل: -

اولا: توفير قاعدة بيانات واقعية لديهم تمكنهم من تقييم المستوى البيئي لموارد المياه والمرافق الصحية لمجتمعهم حتى يمكنهم التصدي لاي طارئ قد يتعرض لهم.

واهم تلك البيانات: -

1. تعداد السكان في المنطقة وعدد التجمعات السكانية ورسم خريطة للتوزيع السكاني في المنطقة.
2. تحديد مصدر او مصادر المياه للمنطقة.
3. مدى توافر شبكات التوزيع ونسبة تغطية المنازل بشبكات المياه وحالة الشبكات.
4. اسلوب حصول السكان على احتياجاتهم من المياه. وهل يتم ذلك عن طريق وصول المياه الى منازلهم ام الى حنفيات عامة ام عن طريق التخزين او المياه المنقولة.
5. كمية المياه المنتجة يوميا وهل تكفي كافة السكان ومدى توافر المياه على مدار اليوم.

ثانيا: يجب ان يقوم المسئولون عن الرقابة على الاصحاح البيئي بزيارة مورد المياه للمنطقة واجراء المرجعة البيئي على الطبيعة وذلك من اجل تحديد: -

1. نوعية المعالجة التي تتم للمياه.
2. مدى مطابقة مصدر المياه للشروط الصحيه من حيث الموقع-المأخذ-البعد عن مصادر التلوث.
3. خطوات التنقية المتبعة للمياه.
4. مدى توافر الشروط الصحية في بناء محطة التنقية ومطابقة المروقات والمرشحات للمواصفات الصحية.
5. وجود الخزانات الارضية والعلوية للمياه ومدى مطابقتها للشروط.
6. نظافة محطة المعالجة وتوافر العمالة الازمة.
7. مدى توافر مواد الترويق والتعقيم وصلاحية اجهزة اضافة الكلور والشبه.
8. الاطلاع على نظام الرقابة الداخلية بالمحطة ومدى تجهيز المعمل بالمعدات اللازمة وتدريب افراده ومدا المعلومات المتوافرة لديهم حول المعايير والمواصفات الصحية لمياه الشرب.

ثالثا: لا يتم استكمال امسح البيئي لمورد المياه سوى بالاطلاع على حالة مياه الماخذ والمياه المنتجة ومدى مطابقتها للشروط الصحية والمعايير ولذلك يجب ان يقوم المكلف بالمسح بالاطلاع على نتائج العينات السابق تحليلها خلال العامين السابقين ثم يقوم باخذ عينات وقت اجراء المسح وذلك للتحليل الكيميائي والبكتريولوجي للمطابقة للمعايير وذلك من الماخذ ومن طرد للعملية.

رابعا: يجب ان يتم المسح البيئي والمعاينة لمصادر المياه في وجود مندوب عن الجهة المنتجة للمياه او الوحدة المحلية كما يجب ان يتم بشكل منتظم وان يتم ملئ الاستمارة الخاصة باجراء المسح في الموقع وذلك لاستكمال كافة البينات وعدم اغفال اي نقطة كما يجب على القائم بالمسح تحديد مواطن الخطر والنقاط

التي تحتاج الى اصحاح واخطار القائمين على انتاج المياه بها في حينه وتحديد موعد الزيارة التالية لمتابعة اصحاح الموقف.

خامسا: عند المرور على محطات المياه الجوفية يجب تحديد حرم البئر بدقة وعدد الابار الموجودة وعمق كل بئر وكمية تصريف المياه من كل بئر كما يجب تحديد التعديات على حرم البئر ان وجدت ومعرفة سعة الخزانات العلوية واستيفائها للشروط واذا كانت مستخدمة ام لا ومعدل مرات الغسيل والتطهير للخزان. كما يجب ان تحتفظ المحطة بسجل يحدد فيه مواعيد وخطوات الغسيل والتطهير للخزان يوقع عليه من القائم بالمرور والمراجعة.

سادسا: يجب انس شمل المسح البيئي لمصادر المياه المعلومات الكاملة عن الشبكة ويتم المرور على الشبكة وتفقد حالتها وقد يتم زيارة بعض المنازل في مواقع متفرقة وسؤال المنتفعين عن حالة ومدى توافر المياه وساعات التشغيل.

سابعا: يعد متابعة وتقييم خدمات الصرف الصحي مكملا للتقييم البيئي لمصادر المياه وذلك لما لتاثير التصرف الصحي للمياه العادمة على حالة المياه في المجاري المائية وكذلك حالة المياه الجوفية.

لذلك يجب ان تحتفظ في وحدات تقديم خدمات صحة البيئة بتقارير وافية عن حالة خدمات الصرف وحالة الاصحاح البيئي للمرافق الصحية بصفة عامة.

الطحالب.. تلتهم مخلفات الصناعة

التخلص من المخلفات الصناعية واحدة من كبرى المشاكلة البيئية٬ تبذل جهود مكثفة وتندفق اموال طائلة على مستوى العالم للتقليل من اثارها المدمرة على كافة العناصر البيئية بما فيها صحة الانسان دون جدوى تذكر٬ اذ ترفض الدول الصناعية الكبرى-لاسيما الولايات المتحدة-الالتزام بما تتوصل اليه المؤتمرات

العالمية من اشتراطات بيئية٬ وترفض التوقيع على المعاهدات الدولية٬ للتهرب من الاتزام بما تفرضه تلك المعاهدات من اعباء مالية وقيود بيئية.

كذلك تسقط المنشات الصناعية في الدول النامية من حساباتها معالجة مخلفاتها الصناعية لتقليل ما تحويه من مواد عالية السمية وشديدة الخطورة مثل الزنك والرصاص والكادميوم والكروم والزئبق لاسباب اخرى تتعلق بضيق ذات اليد والاسعار الباهظة للمواد الكيميائية اللازمة لعمليات المعالجة٬ فضلا عن تقنيات المعالجة المعقدة التي قد لا تتوفر لديها.

لذا تعمد مثل تلك الدول للتخلص منها بتصريفها في مياه الصرف الصناعي دون معالجة٬ والتي غالبا ما يتسرب الجزء الاكبر منها الى مياه الابار والانهار والبحر القريبة منها٬ بل وقد تعمد لتصريفها في مياه البحر والانهار مباشرة دون معالجة رغم ما تحمله من اضرار صحية بالغة لمواطنيها ولكافة شعوب الارض الطحالب عي للحل ولحل تلك المعضلة البيئي كان لا بد من البحث عن وسيلة طبيعية امنة صحيا ولا تمثل عبئا جديدا على البيئة المثقلة بالملوثات٬ وفي نفس الوقت زهيدة الثمن بسيطة التجهيز لا تمثل عبئا ماليا او فنيا يضاف لتكاليف الانتاج.

وقد وجد الدكتور عبد الحميد على حمدي استاذ كيمياء الطحالب البحرية بقسم المنتجات الطبيعية والميكروبية بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة ضالته المنشودة في الطحالب البحرية٬ لانتاج خليط منها يعمل على تنقية مياه الصرف الصناعي تماما من المعادن الثقيلة مهما ارتفعت درجة تركيزاتها في المياه٬ معتمدا على ما تحويه الطحالب البحرية من مواد كربوهيدراتية ذات قدرة عالية على امتصاص المعادن الثقيلة.

وتتميز المادة التي قام بتحضيرها من خليط من انواع الطحالب المختلفة بامكانية استخدامها بذات الكفاءة لمرات متعددة تصل الى تشرين مرة فضلا عن امكانية انتزاع المعادن الثقيلة منها واستخلاصها لاعادة تدويرها في العملية الانتاجية. وقد نالت ابحاثه المنشورة في هذا المضمار بالدوريات العلمية العالمية تقدير الدوائر العلمية العالمية والمحلية على السواء٬ حيث حصل على جائزة الدولية التشجيعية في العلوم التكنولوجية المتقدمة لعام 2002 تقديرا لجهوده وابحاثه في هذه المجال.

وتنتمي الطحالب للمملكة النباتية٬ وهي ذات مجموعة خاصة لا تتميز اجزاؤها الى جذور او سيقان او اوراق٬ كما يوضح الدكتور عبد الحميد حمدي٬ وتنمو بصورة طبيعية في البيئة المائية في مستعمرات كبيرة المساحة على الشعب المرجاني. وتتنوع اشكالها والوانها واحجامها ويصل اطوال بعضها في المحيطات الى نحو اربعين مترا٬ حتى ليخيل لم يتجول بينها تحت الماء انه وسط حديقة وارفة متعددة النباتات. وقد تعارف العلماء على تقسيم الطحالب الى ثلاثة فصائل رئيسية طبقا لالوانها التي تميز بينها٬ حيث يوجد منها طحالب خضراء وحمراء واخرى بنية اللون.