رخّص للرعاة المبيت في منازلهم وترك المبيت بمنى‌ ما لم تغرب الشمس عليهم في منى ، فإنّه يلزمهم المبيت بها إجماعا روى العامّة : أنّ  النبي صلى الله عليه وآله رخّص للرعاة أن يتركوا المبيت بمنى ويرموا يوم النحر جمرة العقبة ثم يرموا يوم النفر ⁽¹⁾.

وكذلك أهل سقاية العباس ، لأنّ  النبي صلى الله عليه وآله رخّص لأهل سقاية العباس أن يدعوا المبيت بمنى.

وقد قيل : إنّه إذا غربت الشمس على أهل سقاية العباس بمنى أن يدعوا المبيت بمنى ، بخلاف الرعاة ، لأنّ شغل أهل السقاية ثابت ليلا ونهارا ، وشغل الرعاة بالنهار ⁽²⁾.

والأقرب : أنّ من شاركهم في العذر ـ كمن له مريض بمكّة يحتاج أن يعلّله ، أو مال بها يخاف ضياعه ـ يترخّص كترخّصهم.

وللشافعي وجهان ⁽³⁾.

[و] ⁽⁴⁾ الأقرب : أنّه لا تختصّ رخصة أهل السقاية بالعبّاسيّة ـ وبه قال الشافعي ⁽⁵⁾ ـ لأنّ المعنى يعمّهم وغيرهم.

وقال مالك وأبو حنيفة : إنّها تختصّ بأولاد العباس ⁽⁶⁾.

________________

(1) فتح العزيز 7 : 393 ، وفي سنن أبي داود 2 : 202 ـ 1975 ، وسنن الترمذي 3 : 289 ـ 290 ـ 955 ، وسنن ابن ماجة 2 : 1010 ـ 3037 ، وسنن البيهقي 5 : 150 نحوه.

(2) فتح العزيز 7 : 394 ، المجموع 8 : 248.

(3) فتح العزيز 7 : 394 ، المجموع 8 : 248 ، حلية العلماء 3 : 350.

(4) أضفناها لأجل السياق.

(5) فتح العزيز 7 : 394 ، المجموع 8 : 248 ، روضة الطالبين 2 : 386.

(6) فتح العزيز 7 : 394.