المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مرض موت البادرات Damping Off
26-6-2016
Abzymes
4-1-2021
تنفيذ عمليات التدقيق الإداري على مستوى مراكز العمل (المظهر الخارجي لمركز العمل)
2023-03-30
Downstream
27-4-2016
Complex analysis
4-1-2017
مميزات نظم المعلومات الجغرافية
30-8-2021


دور الأم في حياة ابنتها الزوجية  
  
7484   10:28 صباحاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص174-180
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

للأم دور مهم في حياة ابنتها الزوجية , إن وجدت الثقة بينهما , وسببه أن البنت تعتبر – في الغالب – أُمّها قدوةً لها وتحاول استشارتها في الكثير من المشاكل أو إخبارها بها أو تقليدها في الأسلوب والكيفية , وهي مع ذلك تلازمها في أكثر أوقاتها فتكتسب منها العادات السيئة أو الحسنة .

وتأثير الأم يتصور في نحوين :

1ـ التصور الإيجابي :

ويتمثل في تقليد البنت لأمها واتباعها في الأمور الحسنة التي وفّقت لها الأم في حياتها الزوجية والاجتماعية , فهي تقلدها في تهيئة الطعام اللذيذ والشهي وترتيب المنزل والعناية بالطفل وغسل الثياب وكل الأمور التي تتعلق بالنساء عادة وليُعلم أن للأم الأجر والثواب في ذلك عند الله تعالى  بل هي من الصدقات الجارية التي تُحسب لكلِّ أمٍّ مربية تهتم ببناتها , وكلما كانت الفتاة سعيدة في حياتها الزوجية عاد الثواب للأم والأب ودعا لها الزوج بالخير والصلاح .

ولا بد للفتاة أن تعرف أن التقليد له حدوده , إذ أنّ رغبات وعادات زوجها قد تختلف عمّا عليه والدُها , كما ولا بد أن تعرف حياتها العامة في بيتها الزوجي التي قد تختلف الى حدٍّ كبير عما كانت عليه في زمانها الخاص سابقا أي في بيت أهلها .

ولذا على الزوجة الجديدة في ما يتعلق بالأمور المنزلية العامة – مراقبة رغبات ومزاج زوجها فهل يحبّ هذه الكيفية أو تلك الطريقة , سواء في التعاطي في شؤون البيت أم في مظهرها وتجمّلها له ؟!

ولتعلم الفتاة أنّ عزّ سعادتها في تكيُّفها المبرر مع رغبات زوجها والتقرب إليه بما يرضيه ما دام لم يكن هناك معصية لله تبارك وتعالى , وبذلك لها الأجر والثواب عند الله تعالى , وتكون قد أرضت ربّها وأسعدت بيتها وتستحق بذلك شفاعة فاطمة الزهراء (عليها السلام) , والزوج حتماً سوف يحفظ لها هذا الجميل .

ولا يصح قياس زوجها بأبيها أو بغيره لأن الرجال يختلفون في بعض الخصوصيات , فمثلا إذا كان أبوها يحب اللون الأحمر فزوجها قد يحب الأخضر , وإن كان والدها يحب الشاي الثقيل فزوجها قد يحبه خفيفا, وما يهم الزوجة هو رضى زوجها وسعادتها داخل تجربتها التي تخصها في داخل بيتها .

فالزوجة الناجحة تعدّل ما تعلمته عند أمها بما يتناسب لإسعاد زوجها وعائلتها , وتعمل جاهدة كي لا تعكر مزاج حياتها الزوجية , وهذا أمر واضح بل هو مسلم عند العقلاء وفي شرع الاديان .

ـ وقفة عند العشرة الزوجية :

- بعض الرجال اذا آوى الى نومه يحب ان تكون زوجته معه او ان لا تتأخر عنه.

- بعض الرجال لا يرضى بتأخر الزوجة خارج البيت الى ما بعد أذان المغرب , ولو كانت عند الأرحام .

- بعض الرجال لا يحب انخراط الزوجة في جلسات القهوة الصباحية ما دام هو في البيت .

- بعض الرجال لا يحب سهر الزوجة عند الجيران وهو في البيت .

والأمزجة مختلفة كثيرا فيما بينهما , سواء عند الرجل أم المرأة , والحياة المستقرة والسعيدة

تكون بمراعاة مشاعر الآخر , ويتأكد ذلك في الزوجة التي هي أشبه بالبلسم العاطفي للأسرة .

والخلاصة : على الزوجة الناجحة الطامحة لحياة مستقرّة وسعيدة أن تتعرف على طبائع زوجها وعلى ما يحب ويسعده أو على ما يكرهه ويبغضه , فتقوم بما يُميله عليها واجبها الزوجي وضميرها الإنساني وإن كان مخالفا لما تعودته عند أمها أو رأته عند غيرها , ومادام من المقدور وداخل دائرة الاستطاعة .

2- التصور السلبي :  

إن تجربة الأم الفاشلة قد تنعكس سلبا على ابنتها الزوجة اذا كان الجهل هو الحاكم في البيت , وفقد الوعي كلّ مقوماته , وعندها لا مانع أن تتكرر الصور التالية :

1ـ فضح عيوب البيت كالخلافات وغيرها .

2- كشف اسرار البيت كأسرار عمل الأب الخاصة والمال المدَّخر , والكلام الذي يدار, والعادات المتبعة لأفراد الأسرة والأوضاع المحرمة ...

3- سوء التعاطي بين الزوجين ومع الأولاد ...

والزوجة الصالحة بالطبع لا تتوسط في مثل هذه الأمور , حتى لا تخرب بيتها بيدها , إلا أنه مع الجهل ننتظر كل شيء !! .

وعليه لا بدّ من الحذر عند طلب الفتاة المتزوجة استشارة أمّها في أمورها الخاصة لأن الأمر على درجة من الخطورة والحساسية كما سنرى .

ـ مشورة الأم :

إن المشورة التي تعطيها الأم غالبا تبنى على أمرين :

أ‌- الأمر العاطفي :

هناك فرق كبير بين العاطفة المطلوبة في محلها وبين العاطفة التي يغيب معها العقل والإنصاف  بحيث يصدق ((ومن الحب ما قتل)) , والأم قد تغلب عاطفتها عقلها فتبالغ في عطفها على ابنتها المتزوجة , وبالأخص في مرحلة الزواج الأولى , فتقف مع ابنتها عند نشوب أي خلاف مع زوجها وتعطيها الحق من دون حجة ولا برهان , مما يؤجِّج المشكلة بصورة أشد وأكبر, أو يؤسس لمشكلة , ونماذج المشاكل من هذا القبيل كثيرة في مجتمعنا .

ـ نموذج :

زوج صالح حاول تتويج مشكلته التي انتهت بسلام تقديم هدية صغيرة لزوجته , إلا أن الأم – الحماة – فسّرت ذلك لا بنتها بأن ذلك دليل على أنه هو المذنب والمخطئ بحقها .

ألا ترى أن هذه فتنة أشد من القتل ؟ !

ألا ينبغي على الزوجة الحذر من تفسير أمها للحادثة ؟!

ألا ينبغي على الام ان تحكِّم عقلها وتغلِّبه على عاطفتها في المقام ؟!

أليس الأفضل من الأم أن تبارك هذه الهدية أو لا أقل أن لا تتدخّل في الأمر ؟!

لماذا تريد الأم نقل تجربتها الفاشلة الى بيت ابنتها !!

إن من الأمور التي تقلق السعادة الاجتماعية عامة والزوجية خاصة هو التفاعل السلبي مع كلام الناس وحمل كلامهم أو تصرفاتهم على المحمل السيء , وقد نهى عنه الله سبحانه ورسوله (صلى الله عليه واله) حين قال في كتابه :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}[الحجرات: 12] .

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ((ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه , ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا)) (1) .

وقال الإمام الصادق (عليه السلام) : ((إذا اتّهم المؤمن انماث الإيمان من قلبه كما ينماث الملح في الماء)) (2) .

وورد عن عيسى (عليه السلام) : (صدق أخاك وكذب بصرك))(3) .

إن من الصفات السلبية المنتشرة بين عامة الناس اتهام الآخرين بأفعالهم وسوء الظن بهم بحيث إن فاعل الخير أصبح يساوي فاعل الشر في بعض الأحيان , مع أن القرآن نهانا عن الظنّ بالسوء , وأمرنا أن نتبيَّن قبل الاتهام ونحمل أفعال وأقوال الناس على الصحة والخير .

وكذلك أهل البيت (عليهم السلام) حثوا شيعتهم على عدم اتهام المؤمنين المؤثر ضعفا على إيمان القلب.

وسوء الظن يؤثر على ثقة الناس ببعضهم البعض وله تداعيات اقتصادية وإنسانية , فيقلّ عمل الخير وينتشر الفساد من جراء تبادل التهم بين الناس وإذا اصيب المجتمع بعدم الثقة فمن أين السبيل للوحدة والأخوة والتعاون ؟!.

فلا بد من الحذر من سوء الظن , والعمل على تعويد أنفسنا على حسن الظن بالآخرين وحمل كل أفعالهم وأقوالهم على أحسنها , ولو كان فيها نوع شك وشبهة نؤوله لنجد له محملا حسنا , وتصديق الآخر أفضل من تكذيبه على كل حال .

لماذا يريد الإنسان أن يرى القذاة في عين أخيه وينسى ما في عينه , فكما الناس تخطئ نحن نخطئ أيضا ؟

لماذا نحب أن يُغفر خطأنا ولا نحب أن نغفر خطأ الآخرين !؟

علينا أن نعمل جادين على نشر فكرة المحمل الحسن في أوساطنا وبين أسرنا لأنها نقطة الوصول ورابطة المحبة ووصية أهل البيت (عليهم السلام) .

عندما أسمع خيراً عليّ أن أفرح وأشجع وأحث غيري عليه , وأتجنّب تأويله بما يناسب النفس الأمارة بالسوء .

وكذلك على الزوجة والزوج أن يفسرا كلامهما على أحسن الأوجه وأفضل المحامل , وأن يستبعدا كل محمل أو احتمال سيء يخطر بالبال مما هو من فعل الشيطان الذي يريدنا أن نبتعد عن ثقافة الرحمة والإنسانية التي جاء بها محمد وآل محمد (عليهم السلام) .

ب‌- تكرار تجربتها مع زوجها :

قد تقوم الأم بحل مشكلة ابنتها بناء على تجربتها مع زوجها وبالأسلوب الذي اعتادت عليه , وهو أمر في غاية الخطورة , لبداهة أن الأزواج تختلف أحوالهم وأمزجتهم في كثير من الأمور  فمن الأزواج من هو هادئ صبور ومنهم من هو عصبي سريع الغضب , ومنهم من يحب نوعا من التعامل وقد يكرهه الآخر, ومن الأزواج من هو اعتاد على الأسلوب المتمدِّن ومنهم من هو قروي تعود على عادات وتقاليد محلَّته , ومنهم من يرغب في الثقافة العلمانية أو الغربية ومنهم من يرغب بالثقافة الإسلامية وهكذا , فلكل زوج خصوصية تختلف عن الآخر , فلا يمكن توحيد الأساليب كما لا يمكن توحيد الأمزجة والعادات .

 ومن هنا فأسلوب الأم إن نجح مع زوجها فهو قد لا ينجح مع زوج ابنتها , نعم على الزوجة

الحاذقة أن تعرف ما يناسب زوجها فإن كان هو الأسلوب الذي أشارت به أمها أو تعلمته منها أو من أقاربها فَنِعِمّ هو وإلا عدلت الى غيره بما يبقي على السعادة الزوجية ويبعدها عن التوترات .

وعلى الأمهات فتح المجال أمام بناتهن للتعلم والتثقف في الدين , خاصة ما يفيد تقوية الحياة الزوجية أو معرفة كيفية حل مشاكلها , لأن البنت قبل الزواج تكون عادة في المدرسة وثقافتها ثقافة مدرسية لا تمت الى الحياة الزوجية بصلة , وعند الزواج تنتقل مباشرة الى بيت زوجها الجديد الذي يختلف كليا عن بيت أمها وأبيها  فتنتقل إليه من دون معرفة بتفاصيل هذه الحياة أو حدودها أو أحكامها الشرعية , فكيف تريد أن تتفاهم وتتأقلم مع الزوج بما يتناسب مع منطقه وطبعه عند حدوث المشاكل .

فمسؤولية الأمهات كبيرة تجاه بناتهن من حيث توعيتهن وتعليمهن وإرسالهن الى الدروس الدينية والاجتماعية أو إدخالهن في دورات ثقافية تعنى بالشأن الاجتماعي العام أو بالحياة الزوجية بشكل خاص , ونِعمَ الأم التي تحولت الى مربية تربوية لأولادها وأحفادها وقد جرت على لسانها حكمة الحياة .

___________

1ـ الكافي : 2/362 , ح3 .

2- الكافي : 2/361 , ح1 .

3- الوسائل : 12/296 .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.