المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أبو الحسن الكاتب المغربي
8-2-2018
تداول الشيك بإجراءات الحوالة المدنية
13-12-2017
قدح الثايرستور:
2023-08-12
مفهوم الإعلام الدولي
17/10/2022
مقومات صناعة السياحة في لبنان - سلسلة جبال لبنان
5-5-2022
صلاة النذر
2024-09-17


دعاؤه (عليه السلام) يوم السبت  
  
3416   02:56 مساءاً   التاريخ: 13-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4 ، ص221-224.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016 4115
التاريخ: 5-4-2019 2239
التاريخ: 20-4-2016 4697
التاريخ: 14-4-2016 6539

هام الإمام (عليه السلام) بذكر الله تعالى وعبادته فكان في جميع أوقات حياته يلهج بحمده ودعائه وقد اثرت عنه أدعية خاصّة كان يدعو بها في بحر الاسبوع كان منها دعاؤه (عليه السلام) يوم السبت :

الحمد لله الّذي قرن رجائي بعفوه وفسح أملي بحسن تجاوزه وصفحه وقوّى متني وظهري وساعدي ويدي بما عرّفني من جوده وكرمه ولم يخلني مع مقامي على معصيته وتقصيري في طاعته وما يحقّ عليّ من اعتقاد خشيته واستشعار خيفته من تواتر مننه وتظاهر نعمه , وسبحان الله الّذي يتوكّل كلّ مؤمن عليه ويضطرّ كلّ جاحد إليه ولا يستغني أحد إلاّ بفضل ما لديه , ولا إله إلاّ الله المقبل على من أعرض عن ذكره والتّوّاب على من تاب إليه من عظيم ذنبه السّاخط على من قنط من واسع رحمته ويئس من عاجل روحه والله أكبر خالق كلّ شيء ومالكه ومبيد كلّ شيء ومهلكه والله أكبر كبيرا كما هو أهله ومستحقّه ؛ اللهمّ صلّ على محمّد عبدك ونبيّك ورسولك وأمينك وشاهدك التّقيّ النّقيّ وعلى آل محمّد الطّيّبين الطّاهرين , اللهمّ إنّي أسألك سؤال معترف بذنبه نادم على اقتراف تبعته وأنت أولى من اعتمد وعفا وجاد بالمغفرة على من ظلم فقد أوبقتني الذّنوب في مهاوي الهلكة وأحاطت بي الآثام وبقيت غير مستقلّ بها وأنت المرتجى وعليك المعوّل في الشّدّة والرّخاء وأنت ملجأ الخائف الغريق وأرأف من كلّ شفيق وإليك قصدت سيّدي وأنت منتهى القصد للقاصدين وأرحم من استرحم في تجاوزك عن المذنبين , اللهمّ أنت الّذي لا يتعاظمك غفران الذّنوب وكشف الكروب وأنت علاّم الغيوب وستّار العيوب وكشّاف الكروب لأنّك الباقي الرّحيم الّذي تسربلت بالرّبوبيّة وتوحّدت بالإلهيّة .

ومن بنود هذا الدعاء قوله :

إلهي أتقرّب إليك بسعة رحمتك الّتي وسعت كلّ شيء فقد ترى يا ربّ مكاني وتطّلع على ضميري وتعلم سرّي ولا يخفى عليك أمري وأنت أقرب إليّ من حبل الوريد فتب عليّ توبة لا أعود بعدها فيما يسخطك واغفر لي مغفرة لا أرجع معها إلى معصيتك يا أكرم الأكرمين , إلهي أنت الّذي أصلحت قلوب المفسدين فصلحت بإصلاحك إيّاها فاصلحني بإصلاحك وأنت الّذي مننت على الضّالّين فهديتهم برشدك عن الضّلالة وعلى الجاحدين عن قصدك فسدّدتهم وقوّمت منهم عثر الزّلل فمنحتهم محبّتك وجنّبتهم معصيتك وأدرجتهم درج المغفور لهم وأحللتهم محلّ الفائزين فأسألك يا مولاي أن تلحقني بهم يا أرحم الرّاحمين ؛ اللهمّ إنّي أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن ترزقني رزقا واسعا حلالا طيّبا في عافية وعملا يقرّب إليك يا خير مسئول , اللهمّ وأتضرّع إليك ضراعة مقرّ على نفسه بالهفوات وأتوب إليك يا توّاب , فلا تردّني خائبا من جزيل عطائك يا وهّاب فقديما جدت على المذنبين بالمغفرة وسترت على عبيدك قبيحات الفعال يا جليل يا متعال أتوجّه إليك بمن أوجبت حقّه عليك إذ لم يكن لي من الخير ما أتوجّه به إليك وحالت الذّنوب بيني وبين المحسنين وإذ لم يوجب لي عملي مرافقة النّبيّين فلا تردّ سيّدي توجّهي بمن توجّهت أتخذلني يا ربّ وأنت أملي أم تردّ يدي صفرا من العفو وأنت منتهى رغبتي يا من هو موجود معروف بالجود والخلق له عبيد وإليه مردّ الأمور فصلّ على محمّد وآل محمّد وجد عليّ بإحسانك الّذي فيه الغنى عن القريب والبعيد والأعداء والإخوان والأخوات وألحقني بالّذين غمرتهم بسعة تطوّلك وكرامتك لهم وتطوّلك عليهم وجعلتهم أطايب أبرارا أتقياء أخيارا ولنبيّك محمّد (صلى الله عليه واله) في دارك جيرانا واغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات مع الآباء والأمّهات والإخوة والأخوات يا أرحم الرّاحمين .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.