يستحب له عند التوجّه إلى منى الدعاء بالمنقول ، وإذا نزل منى ، دعا بالمأثور.

قال الصادق عليه السلام له ⁽¹⁾ ـ في الصحيح ـ : « إذا انتهيت إلى منى فقل : اللهم هذه منى ، وهي ممّا مننت به علينا من المناسك ، فأسألك أن تمنّ عليّ بما مننت به على أنبيائك ، فإنّما أنا عبدك وفي قبضتك ، ثم تصلّي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والفجر والإمام يصلّي بها الظهر لا يسعه إلاّ ذلك وموسّع أن تصلّي بغيرها إن لم تقدر ثم تدركهم بعرفات » قال : « وحدّ منى من العقبة إلى وادي محسّر » ⁽²⁾.

ولو صادف يوم التروية يوم الجمعة ، فمن أقام بمكة حتى تزول الشمس ممّن تجب عليه الجمعة، لم يجز له الخروج حتى يصلّي الجمعة ، لأنّها فرض ، والخروج في هذا الوقت ندب.

أمّا قبل الزوال فإنّه يجوز له الخروج ـ وهو أحد قولي الشافعي ⁽³⁾ ـ لأنّ الجمعة الآن غير واجبة. والثاني للشافعي : لا يجوز ⁽⁴⁾.

إذا عرفت هذا ، فإنّ الشيخ ; قال : يستحب للإمام أن يخطب أربعة أيّام من ذي الحجّة : يوم السابع منه ويوم عرفة ويوم النحر بمنى ويوم النفر الأوّل ، يعلم الناس ما يجب عليهم فعله من مناسكهم ⁽⁵⁾ ، لما روى جابر أنّ النبي صلى الله عليه وآله صلّى الظهر بمكة يوم السابع وخطب ⁽⁶⁾.

ويأمر الناس في خطبته بالغدوّ إلى منى ويعلمهم ما بين أيديهم من المناسك ، وبه قال الشافعي ⁽⁷⁾.

وقال أحمد : لا يخطب يوم السابع ⁽⁸⁾.

ولو وافق يوم الجمعة ، خطب للجمعة وصلاّها ثم خطب هذه الخطبة ثم يخرج بهم يوم الثامن ـ وهو يوم التروية ـ إلى منى.

__________________

(1) أي : للسائل.

(2) الكافي 4 : 461 ( باب نزول منى وحدودها ) الحديث 1 ، التهذيب 5 : 177 ـ 178 ـ 596.

(4،3) فتح العزيز 7 : 353 ، المجموع 8 : 84.

(5) المبسوط ـ للطوسي ـ 1 : 365.

(6) الذي عثرنا عليه من رواية ابن عمر في سنن البيهقي 5 : 111 هكذا : قال : كان رسول  الله صلى الله عليه وآله إذا كان قبل التروية خطب الناس فأخبرهم بمناسكهم. ولم نجده عن جابر.

(7) فتح العزيز 7 : 351 ـ 352 ، المجموع 8 : 81 ـ 82 ، الحاوي الكبير 4 : 167.

(8) فتح العزيز 7 : 352 ، المجموع 8 : 89.