أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-4-2017
11949
التاريخ: 2023-03-04
2544
التاريخ: 21-4-2017
9957
التاريخ: 24-4-2017
2062
|
نقصد بوسائط التربية المصادر والمؤسسات الاجتماعية المختلفة التي يستقي منها الفرد تربيته أو عن طريقها يتمرس أساليب معايشته في الجماعة , وهذه الوسائط قد تتخذ صورة أسرة أو مدرسة , وهي حينئذ تكون وسائط متخصصة في احداث التربية , وقد تتخذ صور تنظيمات أو مؤسسات , أو هيآت اجتماعية وهذه وسائط غير متخصصة في عملية التربية , ولكنها تسهم في أحداثها .
والثقافة لا تؤثر تأثيراً مباشراً على سلوك الأفراد في أي مجتمع من المجتمعات بل عن طريق هذه الوسائط (المؤسسات الاجتماعية والجماعات المختلفة) التي ينتمي إليها الفرد , تتفاعل فيما بينهما , متخذة الإنسان محوراً للتفاعل , من أجل تربيته وتطبيعه بما يتفق وتراث المجتمع الثقافي. وهذه التربية لا تقتصر على مؤسسة واحدة , بل تشارك فيها جميع الدوائر والمؤسسات الاجتماعية التي تتمثل في الأسرة والمدرسة وأماكن العبادة , وأماكن التثقيف المتنوعة ووسائله إلى جانب التنظيمات السياسية والاقتصادية , والمهنية , وما يستحدثه أفراد المجتمع من وسائل اتصال وتجمع، مثل النقابات وجماعات الرفاق والزملاء ... الخ .
إنَّ عناصر البيئة الاجتماعية ليست متساوية , ولا تؤثر بدرجة واحدة على الطفل في شتى مراحل نموه , فإذا كانت البيئة الاسرية تؤثر تأثيراً حاسماً على الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة , فإن ما يحدد نمو المراهقين إلى حد بعيد , هم رفاقهم وجماعتهم المختلفة كما أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تؤثر بصورة متفاوتة على نموه في مراحل حياته المختلفة(1) هذا فضلاً عن تأثير وسائل الاتصال الجماهيري المختلفة , اضافة إلى كل التفاعلات المختلفة والمتبادلة ما بين الطفل وما بين من يتصل بهم في جميع مراحل حياته التي لها شأن مهم في حياته وتشكيل شخصيته النامية , وعلى قدر ما يخرج به من إشباع أو حرمان كنتيجة لهذه التفاعلات يكون ذلك قدر وضعه النفسي .
ويتأثر الطفل خلال مراحل حياته بعدة جماعات ومؤسسات , ففي الأربع أو الخمس سنوات الأولى من حياته , نجد أن من بين العوامل المهمة والمؤثرة في علاقته مع الأطفال الآخرين وتكوين جماعات معهم , هو عجز الطفل واحتياجه إلى الزمالة في اللعب والاهتمامات المشتركة , وتتكون في الغالب من عضوين ثم تزداد لاحقاً في السنوات التي تلي . ويحصل أحياناً إعاقة للطفل عن تكوين صداقات مع المؤثرات والموضوعات التي تغضبه وتؤلمه , تلك الصداقات تحصل نتيجة تقارب الأعمال , ووجود اهتمامات مشتركة , وأي تصرف يقوم به الأطفال في مثل هذه السن وخاصة تلك التصرفات القائمة على الجنس أو اللون أو الدين , إنما تكون بتوجيه من الكبار سواء كان ذلك في الأسرة أم المدرسة أم في البيئة الاجتماعية , لأنهم لا يستطيعون وحدهم إدراك هذه الفواصل . كما أن الصداقة التي تقوم بينهم في المراحل المبكرة لا تدوم طويلاً . وقد بنيت مدرسة " التحليل النفسي " وعلى رأسها " فرويد " أنه تتكون في هذا السن جملة من " العقد النفسية " , ويشاهد لدى الطفل فضول لمعرفة الفروق بين الجنسين وسر الولادة , وسر العلاقات الجنسية و كما تتكون عنده الغيرة وخاصة من الأخ الأصغر , ويقبل على أمه متعلقاً بها اشد التعلق (عقدة أو ديب) (2).
إن أصحاب هذه المدرسة قد أكدوا على أشياء ثابتة تحدث في الطفولة المبكرة , وتستمر إلى ما بعدها, حيث فسروا حياة الراشدين لاحقاً وما تصاب به , بناء على تثبيتات تحصل في اللاشعور في مراحل الطفولة المبكرة , ولم يعطوا أهمية كبيرة للتغييرات الإجتماعية التي تؤثر على حياة الإنسان خلال تنشئته الاجتماعية اللاحقة والمستمرة , فعلى سبيل المثال فسروا كل ما يصيب الإنسان في مراحل لاحقة من حياته من أمراض نفسية أو عقلية بما يحصل ويبقى في لا شعوره في المراحل المبكرة من حياته .
______________
1ـ أ. أ. لوبلنسكايا ,علم نفس الطفل , ترجمة بدر الدين عامود , وعلي منصور الطبقة الأولى , منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي , دمشق : 1980 ص 81 , 82 .
2ـ حافظ الجمالي , أبحاث في علم نفس الطفل المراهق , طبقة أولى بدون تاريخ , ص31 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|