المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

رؤية المقدس الأردبيلي الحجة (عليه السّلام)
3-08-2015
ابن الانباري
12-08-2015
حكم القتال في الاسلام
21-8-2016
سقوط الجمعة عمن صلى العيد لو اتفقا في يوم واحد.
17-1-2016
علم الجنين وبيضة الانثى يحيلان الصدف
26-3-2018
استحباب الأضحية
25-11-2016


وسائط التربية  
  
26325   10:57 صباحاً   التاريخ: 19-4-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص275-276
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-4-2017 11949
التاريخ: 2023-03-04 2544
التاريخ: 21-4-2017 9957
التاريخ: 24-4-2017 2062

نقصد بوسائط التربية المصادر والمؤسسات الاجتماعية المختلفة التي يستقي منها الفرد تربيته أو عن طريقها يتمرس أساليب معايشته في الجماعة , وهذه الوسائط قد تتخذ صورة أسرة أو مدرسة , وهي حينئذ تكون وسائط متخصصة في احداث التربية , وقد تتخذ صور تنظيمات أو مؤسسات , أو هيآت اجتماعية وهذه وسائط غير متخصصة في عملية التربية , ولكنها تسهم في أحداثها .

والثقافة لا تؤثر تأثيراً مباشراً على سلوك الأفراد في أي مجتمع من المجتمعات بل عن طريق هذه الوسائط (المؤسسات الاجتماعية والجماعات المختلفة) التي ينتمي إليها الفرد , تتفاعل فيما بينهما , متخذة الإنسان محوراً للتفاعل , من أجل تربيته وتطبيعه بما يتفق وتراث المجتمع الثقافي. وهذه التربية لا تقتصر على مؤسسة واحدة , بل تشارك فيها جميع الدوائر والمؤسسات الاجتماعية التي تتمثل في الأسرة والمدرسة وأماكن العبادة , وأماكن التثقيف المتنوعة ووسائله إلى جانب التنظيمات السياسية والاقتصادية , والمهنية , وما يستحدثه أفراد المجتمع من وسائل اتصال وتجمع، مثل النقابات وجماعات الرفاق والزملاء ... الخ .

إنَّ عناصر البيئة الاجتماعية ليست متساوية , ولا تؤثر بدرجة واحدة على الطفل في شتى مراحل نموه , فإذا كانت البيئة الاسرية تؤثر تأثيراً حاسماً على الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة , فإن ما يحدد نمو المراهقين إلى حد بعيد , هم رفاقهم وجماعتهم المختلفة كما أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تؤثر بصورة متفاوتة على نموه في مراحل حياته المختلفة(1) هذا فضلاً عن تأثير وسائل الاتصال الجماهيري المختلفة , اضافة إلى كل التفاعلات المختلفة والمتبادلة ما بين الطفل وما بين من يتصل بهم في جميع مراحل حياته التي لها شأن مهم في حياته وتشكيل شخصيته النامية , وعلى قدر ما يخرج به من إشباع أو حرمان كنتيجة لهذه التفاعلات يكون ذلك قدر وضعه النفسي .

ويتأثر الطفل خلال مراحل حياته بعدة جماعات ومؤسسات , ففي الأربع أو الخمس سنوات الأولى من حياته , نجد أن من بين العوامل المهمة والمؤثرة في علاقته مع الأطفال الآخرين وتكوين جماعات معهم , هو عجز الطفل واحتياجه إلى الزمالة في اللعب والاهتمامات المشتركة , وتتكون في الغالب من عضوين ثم تزداد لاحقاً في السنوات التي تلي . ويحصل أحياناً إعاقة للطفل عن تكوين صداقات مع المؤثرات والموضوعات التي تغضبه وتؤلمه , تلك الصداقات تحصل نتيجة تقارب الأعمال , ووجود اهتمامات مشتركة , وأي تصرف يقوم به الأطفال في مثل هذه السن وخاصة تلك التصرفات القائمة على الجنس أو اللون أو الدين , إنما تكون بتوجيه من الكبار سواء كان ذلك في الأسرة أم المدرسة أم في البيئة الاجتماعية , لأنهم لا يستطيعون وحدهم إدراك هذه الفواصل . كما أن الصداقة التي تقوم بينهم في المراحل المبكرة لا تدوم طويلاً . وقد بنيت مدرسة " التحليل النفسي " وعلى رأسها " فرويد " أنه تتكون في هذا السن جملة من " العقد النفسية " , ويشاهد لدى الطفل فضول لمعرفة الفروق بين الجنسين وسر الولادة , وسر العلاقات الجنسية و كما تتكون عنده الغيرة وخاصة من الأخ الأصغر , ويقبل على أمه متعلقاً بها اشد التعلق (عقدة أو ديب) (2).

إن أصحاب هذه المدرسة قد أكدوا على أشياء ثابتة تحدث في الطفولة المبكرة , وتستمر إلى ما بعدها, حيث فسروا حياة الراشدين لاحقاً وما تصاب به , بناء على تثبيتات تحصل في اللاشعور في مراحل الطفولة المبكرة , ولم يعطوا أهمية كبيرة للتغييرات الإجتماعية التي تؤثر على حياة الإنسان خلال تنشئته الاجتماعية اللاحقة والمستمرة , فعلى سبيل المثال فسروا كل ما يصيب الإنسان في مراحل لاحقة من حياته من أمراض نفسية أو عقلية بما يحصل ويبقى في لا شعوره في المراحل المبكرة من حياته .

______________

1ـ  أ. أ. لوبلنسكايا ,علم نفس الطفل , ترجمة بدر الدين عامود , وعلي منصور الطبقة الأولى , منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي , دمشق : 1980 ص 81 , 82 .

2ـ حافظ الجمالي , أبحاث في علم نفس الطفل المراهق , طبقة أولى بدون تاريخ , ص31 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.