أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-11-2014
7583
التاريخ: 6-4-2016
5022
التاريخ: 2024-10-29
204
التاريخ: 18-10-2015
5762
|
ذكر أن غرضه من البعثة الطاعة فقال {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ} [النساء : 64] أي لم نرسل رسولا من رسلنا « إلا ليطاع » عني به أن الغرض من الإرسال أن يطاع الرسول ويمتثل بما يأمر به وإنما اقتضى ذكر طاعة الرسول هنا أن هؤلاء المنافقين الذين يتحاكمون إلى الطاغوت زعموا أنهم يؤمنون به وأعرضوا عن طاعته فبين الله أنه لم يرسل رسولا إلا ليطاع وقوله « بإذن الله » أي بأمر الله الذي دل به على وجوب طاعتهم والأذن على وجوه ( أحدها ) يكون بمعنى اللطف كقوله {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [يونس : 100] - ( وثانيها ) - بمعنى التخلية كقوله تعالى { وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 102] - ( وثالثها ) - بمعنى الأمر كما في الآية « ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم » أي بخسوها حقها بإدخال الضرر عليها بفعل المعصية من استحقاق العقاب وتفويت الثواب بفعل الطاعة وقيل ظلموا أنفسهم بالكفر والنفاق « جاءوك » تائبين مقبلين عليك مؤمنين بك « فاستغفروا الله » لذنوبهم ونزعوا عما هم عليه « واستغفر لهم الرسول » رجع من لفظ الخطاب في قوله « جاءوك » إلى لفظ الغيبة جريا على عادة العرب المألوفة واستغفرت لهم يا محمد ذنوبهم أي سألت الله أن يغفر لهم ذنوبهم « لوجدوا الله » هذا يحتمل معنيين - ( أحدهما ) - لوجدوا مغفرة الله لذنوبهم ورحمته إياهم - ( والثاني ) - لعلموا الله توابا رحيما والوجدان يكون بمعنى العلم وبمعنى الإدراك فلا يجوز أن يكون على ظاهره هنا بمعنى الإدراك لأنه سبحانه غير مدرك في نفسه « توابا » أي قابلا لتوبتهم « رحيما » بهم في التجاوز عما قد سلف منهم وفي قوله « وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع » أوكد دلالة على بطلان مذهب المجبرة والقائلين بأن الله يريد أن يعصي أنبياءه قوم ويطيعهم آخرون وذكر الحسن في هذه الآية إن اثني عشر رجلا من المنافقين ائتمروا فيما بينهم واجتمعوا على أمر مكيدة لرسول الله فأتاه جبرائيل فأخبره بها فقال (عليه السلام) إن قوما دخلوا يريدون أمرا لا ينالونه فليقوموا وليستغفروا الله وليعترفوا بذلك حتى أشفع لهم فلم يقوموا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) مرارا لا تقومون فلم يقم أحد منهم فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم) قم يا فلان قم يا فلان حتى عد اثني عشر رجلا فقاموا وقالوا كنا عزمنا على ما قلت ونحن نتوب إلى الله من ظلمنا فاشفع لنا فقال الآن أخرجوا عني أنا كنت في أول أمركم أطيب نفسا بالشفاعة وكان الله أسرع إلى الإجابة فخرجوا عنه حتى لم يرهم وفي الآية دلالة على أن مرتكب الكبيرة يجب عليه الاستغفار فإن الله سيتوب عليه بأن يقبل توبته ويدل أيضا على أن مجرد الاستغفار لا يكفي مع كونه مصرا على المعصية لأنه لم يكن ليستغفر لهم الرسول ما لم يتوبوا بل ينبغي أن يتوب ويندم على ما فعله ويعزم في القلب على أن لا يعود أبدا إلى مثله ثم يستغفر الله باللسان ليتوب الله عليه .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|