أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-07
257
التاريخ: 25-1-2016
2293
التاريخ: 26-7-2019
1804
التاريخ: 28-6-2017
2542
|
ـ الواجب الأخلاقي :
في الحديث الشريف إنما سمي الطبيب طبيباً لأنه يطيّب نفوس الناس(1) .
وقال في علل الشرائع: أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد ابن أبي عبد الله البرقي بإسناده يرفعه الى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان يسمى الطبيب المعالج فقال موسى بن عمران: يا رب ممن الداء؟
قال: مني.
قال: ممن الدواء؟
قال: مني.
قال: فما يصنع الناس بالمعالج؟
قال: يطيب بذلك أنفسهم فسمي الطبيب لذلك(2) .
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: من تطبّب فليتّق الله ولينصح وليجتهد(3) .
لا تنحصر واجبات الطبيب بالعمل المهني المعتاد، بل عليه واجب آخر هو مقدمة لعمله المهني, ألا وهو تطييب نفسُ مريضه وحسن لقائه ومحادثته، ثم التوجه الى سؤاله عن مرضه وأسبابه, ذلك أن المريض في غالب الأحيان يخجل عن البوح بحقيقة مرضه أو بعض خصوصياته، أو يكشف عن بعضه دون البعض الآخر، خاصة إذا كانت المرة الأولى التي يلتقي بها المريض بهذا الطبيب.
فعند مصادقة المريض ومؤاخاته ينشرح صدره ويفصح عمّا في داخله.
بل بعض الأمراض تكون نتيجة العامل النفسي الأمر الذي قد ينطلي على الطبيب إذا تعامل مع مريضه معاملة جافة، فلا ضير في ممازحة الطبيب لمريضه وتطييب نفسه ليرتاح باله وتسكن نفسه. ويزداد هذا الأمر إذا كان المرضى من الأطفال فانّ الهدية لهم قبل البدء بالفحص الطبي أو الملاطفة معهم أمر ضروري.
ومن واجبات الطبيب الناجح مشاركة الناس في أحزانهم وأفراحهم والتواصل معهم الأمر الذي يعطي الطبيب دوراً في المجتمع ـ كأحد أركانه ـ يكشف من خلاله موقع الناس واختلاف أجناسهم وأشكالهم وطريقة عيشهم، فلا يصبح غريباً عنهم وعن تصرفاتهم، بل لو شاركهم في طعامهم وشرابهم لعرف مصدر أمراضهم وأسبابه ـ في الغالب ـ لأن المعدة هي بيت الداء والدواء كما في الحديث(4).
وعلى الطبيب تهوين المرض على مريضه وأحياناً قد يضطر الى إخفائه إذا فيه مصلحة للمريض. نعم، عندها يجب تنبيهه على المسائل التي تضره أو تزيد في مرضه.
وينبغي على الطبيب الحاذق نصيحة مريضه بالمسائل النافعة أو المستحبة وحثّه على الآداب المرتبطة بمأكله ومشربه ونومه وكيفيتهم مما له أثر على صحته أو كان سبباً لمرضه، وسوف نذكر بعض الآداب والمستحبات المرتبطة بذلك، ....
ومن المسائل المؤثرة على المريض عدم وجود أحد مع الطبيب ـ إن أمكن ـ إذ عادة يحب المريض أن يشرح حاله لطبيبه بتفاصيل لا تذكر إلا له، فعند وجود شخص ثالث يخجل المريض أو يختصر الكلام مما لا يدرك الطبيب بعض التفاصيل المهمة المرتبطة بالمرض أو يبقى المريض يتوهم أن كتمانه لبعض التفاصيل له مدخلية في عدم شفائه أو بطئه ـ ولو من الناحية النفسية -، لذا على الطبيب أن يفرض على المريض أو غيره تواجده في الغرفة المختصة منفرداً.
ومن الأمور التي لابد من مراعاتها مناسبة مكان استقبال المرضى أو استراحتهم، كوجود مكان واسع مجهز بأساليب الراحة وعدم الملل عند لزوم الانتظار.
وينبغي للمريض اختيار المساعد ذا الصدر الرحب والكلام الجميل غير المنفّر والمؤذي، وإلفات نظره كل أسبوع تقريباً لتحسين تعامله مع المرضى والتلطّف بهم وحسن استقبالهم بطلاقة الوجه وبإلقاء أفضل السلام.
وعلى الطبيب الالتزام بمواعيده ما أمكن وإعطاء الأولوية للأمور المهمة، ويستحسن به ان يراعي جانب المرضى إذ بعضهم لديهم أعمال مهمة وبعضهم حالته الصحية لا تحتمل التأخير بل الانتظار في بعض الأحيان له مدخليّة في زيادة المريض.
ولابدّ في مسألة المواعيد من ترتيب المواعيد بشكل منظم ودقيق وعدم تقديم المتأخر إلا في حالة الضرورة المؤثرة على المريض أو مرضه، وإن كنا لا نشك أن أطباءنا الأعزاء لا يهدرون أوقاتهم إلا في المسائل العلمية التي تعود بالنفع على المرضى ولو في المستقبل، لكن المقام اقتضى التنبيه.
وعلى الطبيب أن يحتاط في معالجة المريض فيتثبت في تشخيص المرض والفحص عن السبب واختيار الدواء المجرّب المناسب للفصل والمزاج، كل ذلك في حال سكون نفسه واجتماع باله، ويستعين بالدعاء ويرى الشفاء من الله لا من دوائه بل يعدّه سبباً من الأسباب التي تربط بها المسببات في هذا العالم، ويستبشر في وجه المرضى ويمنّيه العافية إن شاء الله تعالى.
______________
1ـ التحفة السنية : 344.
2ـ علل الشرائع : باب العلة التي من اجلها سمي الطبيب طبيباح1(304).
3ـ بحار الانوار : 59/74ح33،دعائم الاسلام : 2/144/503.
4ـ علل الشرائع :1/99.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|