أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-1-2017
2144
التاريخ: 15-4-2016
1854
التاريخ: 2024-09-20
236
التاريخ: 2024-09-22
249
|
إن من أنواع التسلية والترفيه التي استأثرت باهتمام بالغ في عالمنا اليوم وأخذت تنتشر بسرعة كبيرة ، الرياضة. وقوبلت هذه الظاهرة بترحيب واسع من قبل جيل الشباب في شرق العالم وغربه، وأخذوا يقضون جانب من أوقات فراغهم في إجراء مختلف التمارين الرياضية أو مشاهدة مختلف الرياضات ، ويعتقد أصحاب الرأي أن الرياضة إلى جانب كونها نوعاً من التسلية ، تعتبر مسؤولية صحية الهدف منها ضمان سلامة الأفراد .
نشاط العضلات وسلامة الجسم:
في العهود الغابرة وخاصة تلك التي سبقت الثورة الصناعية كان الناس يقومون بنشاط عضوي وحركات بدنية ، ويستخدمون في أعمالهم اليومية أيديهم وأرجلهم وعضلاتهم وأعصابهم، ساعين وراء لقمة العيش، فكانت أجسامهم سالمة قوية.
أما في عالمنا المعاصر حيث اندثرت الأعمال اليدوية وتلك التي تتطلب جهداً جسمياً معيناً ، وحلت الآلة لتقوم بأكثر الأعمال صعوبة ومشقة بسرعة أكبر وإنتاج أكثر ، وبنتيجة ذلك توقف نشاط العضلات والأعصاب وسائر القوى الجسمية إلى حد ما ، واختل التوازن الداخلي للجسم ، وهذا أمر من شأنه أن يعود بالضرر على سلامة الإنسان ونشاطه .
خمول الأجهزة العضوية:
«إن الجهد العضلي بالرغم من أنه لم يتوقف نهائياً في الحياة العصرية ، إلا أنه خف عن ذي قبل بشكل ملحوظ حيث حلت الآلة في الكثير من الأعمال محل الأيدي العاملة. وبتوقف الجهد العضلي نكون ودون انتباه قد حرمنا السلسلة العصبية الداخلية من التمارين الضرورية لحفظ التوازن الداخلي. إننا نعلم أن العضلات تستهلك أثناء عملها كميات كبيرة من الأوكسجين والسكر ، وتولد الحرارة وتصب كمية من حامض اللبنيك في مجرى الدم، وينبغي على الجسم أن يجاري هذه التغييرات من خلال تشغيل القلب والجهاز التنفسي والكبد والبنكرياس والكليتين والغدد العرقية والجهاز العصبي المركزي والجهاز السمبثاوي .
إننا نشغل اليوم أعضاءنا بعض الوقت ولأيام معدودة ، وفيما عدا ذلك فإن أجهزتنا العضوية هي في حالة خمود»(1).
«إن سبب انعدام التوازن الداخلي يعود لوقف الجهد الإرادي ، ويجر إلى مغالاة الإنسان في الكسل وطلب الراحة في حياته ، ويؤدي بالتالي إلى خمود الأجهزة العضوية وهدر الجهود المتواصلة التي تقوم بها العروق والأعضاء والجهاز العصبي المعروف بجهاز المناعة ضد الجوع والنعاس والتعب والتغييرات الجوية. فالجهد هو الشرط الأساس لنمو الخلايا والأنسجة والأعصاب»(2).
تسهم الرياضة بشكل ملحوظ في تنشيط أعضاء جسم الإنسان ، وتساعد في حفظ توازن القوى الجسمانية. فالحركات الرياضية تستطيع أن تعوض للإنسان عن الجهود العضلية الخاملة وتنظم إلى حد ما عمل الأجهزة العضوية للجسم. وقد حلت الرياضة في حياتنا المعاصرة إلى حد ما محل الأعمال العضلية والحراثة والمشي وحمل الأجسام الثقيلة وغير ذلك من الأعمال العضلية التي كان يقوم بها الناس بجهد عضلي مضن . والرياضة تعتبر ممارسة ترفيهية منشطة ومسلية للإنسان في ساعات فراغه من جهة ، ووسيلة مؤثرة في حفظ سلامة جسم الإنسان وقوته من جهة أخرى .
بالرغم من أن الرياضة وما اصطلح عليه اليوم بالمباريات الرياضية قد استأثرت باهتمام العالم ، وباتت تجرى بأشكالها المختلفة ، ورغم أن الإسلام لم يبحث في هذه المسألة ، إلا أنه لا مانع قط من وجهة نظر المبادئ الإسلامية من ان يؤدي الإنسان اليوم الرياضة بشكل عقلاني دون ان يلحق الضرر بنفسه وبالآخرين فيكون مجرما بحق نفسه وحق الغير ، وأن تتخذ الرياضة كترفيه سليم يهدف إلى سلامة الجسم وتنشيط القوى. ويمكن القول إن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليه السلام) كانوا يحرصون على سلامة المسلمين وقوة أبدانهم ، وهذا معناه أنهم كانوا يشجعون على الرياضة الهادفة .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): طوبى لمن أسلم وكان عيشه كفافاً وقواه شداداً(3) .
نعمة السلامة :
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : الصحة أفضل النعم (4).
لم تكن الرياضة قبل أربعة عشر قرناً أي في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمراً ضرورياً للسلامة في الحياة الاجتماعية آنذاك، لأن الناس يومذاك كانوا يقومون بنشاطات جسمانية وجهود عضلية بما فيه الكفاية لتأمين لقمة العيش ، وكان عمل الأجهزة العضوية للجسم يتم بصورة متوازنة وتلقائية ، ولم تكن أوقات فراغهم بالشكل الذي يسمح لهم بالتفكير في الترفيه والتسلية، وذلك لكثرة أعمالهم التي كانت تنجز باليد .
وبالرغم من كل ذلك فإن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) سعى لأن يستفيد الناس من أوقات فراغهم رغم قصرها ، فشجع على بعض النشاطات الرياضية والترفيهية لأهداف خاصة أراد من خلالها تأمين بعض المنافع الاجتماعية وصون المسلمين من الانحرافات التي كان من الممكن أن تجرهم في حالات البطالة.
_____________________
(1) الإنسان ذلك المجهول، ص 220.
(2) سنن الحياة، ص 36.
(3) بحار الأنوار15، ص236.
(4) فهرست الغرر، ص 199.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|