المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

رسول الإسلام قدوة وأسوة
20/9/2022
الأمراض غير الطفيلية التي تصيب الديفنباخيا
2023-07-23
اصطلاح قواعد الإسناد
25-3-2017
بيعة سليمان بن عبد الملك
18-11-2016
الميرزا أسد الله بن الميرزا عسكري المشهدي
28-9-2020
 فالاش     o . Wallach
18-11-2015


الرياضة في عالمنا اليوم  
  
1288   07:18 صباحاً   التاريخ: 2023-09-03
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص389ــ392
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /

إن من أنواع التسلية والترفيه التي استأثرت باهتمام بالغ في عالمنا اليوم وأخذت تنتشر بسرعة كبيرة ، الرياضة. وقوبلت هذه الظاهرة بترحيب واسع من قبل جيل الشباب في شرق العالم وغربه، وأخذوا يقضون جانب من أوقات فراغهم في إجراء مختلف التمارين الرياضية أو مشاهدة مختلف الرياضات ، ويعتقد أصحاب الرأي أن الرياضة إلى جانب كونها نوعاً من التسلية ، تعتبر مسؤولية صحية الهدف منها ضمان سلامة الأفراد .

نشاط العضلات وسلامة الجسم:

في العهود الغابرة وخاصة تلك التي سبقت الثورة الصناعية كان الناس يقومون بنشاط عضوي وحركات بدنية ، ويستخدمون في أعمالهم اليومية أيديهم وأرجلهم وعضلاتهم وأعصابهم، ساعين وراء لقمة العيش، فكانت أجسامهم سالمة قوية.

أما في عالمنا المعاصر حيث اندثرت الأعمال اليدوية وتلك التي تتطلب جهداً جسمياً معيناً ، وحلت الآلة لتقوم بأكثر الأعمال صعوبة ومشقة بسرعة أكبر وإنتاج أكثر ، وبنتيجة ذلك توقف نشاط العضلات والأعصاب وسائر القوى الجسمية إلى حد ما ، واختل التوازن الداخلي للجسم ، وهذا أمر من شأنه أن يعود بالضرر على سلامة الإنسان ونشاطه .

خمول الأجهزة العضوية:

«إن الجهد العضلي بالرغم من أنه لم يتوقف نهائياً في الحياة العصرية ، إلا أنه خف عن ذي قبل بشكل ملحوظ حيث حلت الآلة في الكثير من الأعمال محل الأيدي العاملة. وبتوقف الجهد العضلي نكون ودون انتباه قد حرمنا السلسلة العصبية الداخلية من التمارين الضرورية لحفظ التوازن الداخلي. إننا نعلم أن العضلات تستهلك أثناء عملها كميات كبيرة من الأوكسجين والسكر ، وتولد الحرارة وتصب كمية من حامض اللبنيك في مجرى الدم، وينبغي على الجسم أن يجاري هذه التغييرات من خلال تشغيل القلب والجهاز التنفسي والكبد والبنكرياس والكليتين والغدد العرقية والجهاز العصبي المركزي والجهاز السمبثاوي .

إننا نشغل اليوم أعضاءنا بعض الوقت ولأيام معدودة ، وفيما عدا ذلك فإن أجهزتنا العضوية هي في حالة خمود»(1).

«إن سبب انعدام التوازن الداخلي يعود لوقف الجهد الإرادي ، ويجر إلى مغالاة الإنسان في الكسل وطلب الراحة في حياته ، ويؤدي بالتالي إلى خمود الأجهزة العضوية وهدر الجهود المتواصلة التي تقوم بها العروق والأعضاء والجهاز العصبي المعروف بجهاز المناعة ضد الجوع والنعاس والتعب والتغييرات الجوية. فالجهد هو الشرط الأساس لنمو الخلايا والأنسجة والأعصاب»(2).

الرياضة وتوازن القوى:

تسهم الرياضة بشكل ملحوظ في تنشيط أعضاء جسم الإنسان ، وتساعد في حفظ توازن القوى الجسمانية. فالحركات الرياضية تستطيع أن تعوض للإنسان عن الجهود العضلية الخاملة وتنظم إلى حد ما عمل الأجهزة العضوية للجسم. وقد حلت الرياضة في حياتنا المعاصرة إلى حد ما محل الأعمال العضلية والحراثة والمشي وحمل الأجسام الثقيلة وغير ذلك من الأعمال العضلية التي كان يقوم بها الناس بجهد عضلي مضن . والرياضة تعتبر ممارسة ترفيهية منشطة ومسلية للإنسان في ساعات فراغه من جهة ، ووسيلة مؤثرة في حفظ سلامة جسم الإنسان وقوته من جهة أخرى .

الإسلام والقوة الجسمانية:

بالرغم من أن الرياضة وما اصطلح عليه اليوم بالمباريات الرياضية قد استأثرت باهتمام العالم ، وباتت تجرى بأشكالها المختلفة ، ورغم أن الإسلام لم يبحث في هذه المسألة ، إلا أنه لا مانع قط من وجهة نظر المبادئ الإسلامية من ان يؤدي الإنسان اليوم الرياضة بشكل عقلاني دون ان يلحق الضرر بنفسه وبالآخرين فيكون مجرما بحق نفسه وحق الغير ، وأن تتخذ الرياضة كترفيه سليم يهدف إلى سلامة الجسم وتنشيط القوى. ويمكن القول إن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليه السلام) كانوا يحرصون على سلامة المسلمين وقوة أبدانهم ، وهذا معناه أنهم كانوا يشجعون على الرياضة الهادفة .

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): طوبى لمن أسلم وكان عيشه كفافاً وقواه شداداً(3) .

نعمة السلامة :

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : الصحة أفضل النعم (4).

لم تكن الرياضة قبل أربعة عشر قرناً أي في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمراً ضرورياً للسلامة في الحياة الاجتماعية آنذاك، لأن الناس يومذاك كانوا يقومون بنشاطات جسمانية وجهود عضلية بما فيه الكفاية لتأمين لقمة العيش ، وكان عمل الأجهزة العضوية للجسم يتم بصورة متوازنة وتلقائية ، ولم تكن أوقات فراغهم بالشكل الذي يسمح لهم بالتفكير في الترفيه والتسلية، وذلك لكثرة أعمالهم التي كانت تنجز باليد .

وبالرغم من كل ذلك فإن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) سعى لأن يستفيد الناس من أوقات فراغهم رغم قصرها ، فشجع على بعض النشاطات الرياضية والترفيهية لأهداف خاصة أراد من خلالها تأمين بعض المنافع الاجتماعية وصون المسلمين من الانحرافات التي كان من الممكن أن تجرهم في حالات البطالة.

_____________________

(1) الإنسان ذلك المجهول، ص 220.

(2) سنن الحياة، ص 36.

(3) بحار الأنوار15، ص236.

(4) فهرست الغرر، ص 199. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.