قال الإمام علي (عليه السلام) وقد نظر الى السماء في الشتاء ، فلاح له القوس الملوّن : " لا تقولوا قوس قُزح ، ولكن قولوا : قوس الله ، وأمان من الغرق " (1) .

من الظواهر الكونية التي تثير في عقل الإنسان التساؤل والاستفسار : قوس قُزح . وهو قوس ملوّن يشكّله الله تعالى في السماء قُبالة الشمس دالاً على احتمال نزول المطر . فالذي يصنع هذا القوس هو الله وليس الشيطان ، فجدير به أن يسمّى المطر . فالذي يصنع هذا القوس هو الله وليس الشيطان ، فجدير به أن يسمّى (قوس الله) ، وليس قزح (وهو الشيطان) .

يتشكل هذا القوس في الشتاء عندما يكون الجو مشبعاً بذرات الماء المعلّقة التي تبشّر بنزول المطر . فعندما تسقط على هذه الذرات الكروية أشعة الشمس ، تقوم كل ذرة بما يقوم به الموشور الزجاجي ، من تبديد للضوء .

يتألف الضوء الطبيعي الآتي من الشمس من سبعة ألوان مركّبة مع بعضها ومعطية اللون الأبيض . فإذا أمكن تفريق هذه الألوان عن بعضها ، كما هو الحال في الموشور الذي يكسر الأشعة الساقطة عليه بزوايا انكسار مختلفة ، تتعلق بطول موجة اللون . وهكذا نجد الأشعة البارزة انكسار مختلفة ، تتعلق بطول موجة اللون . وهكذا نجد الأشعة البارزة من الموشور وقد نُشرت الى سبعة ألوان ، هي بالترتيب : الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والنيلي والبنفسجي .

(الشكل 3) : تبديد الضوء الأبيض في الموشور

وبما أن حبّة الماء المعلّقة في السماء تقوم بدور الموشور في تبديد الضوء الأبيض ونشره الى سبعة ألوان ، فإننا نرى الأشعة البارزة من حبات المطر والتي تصل الى أعيننا ، منشورة وفق سبعة ألوان ، وهي تصنع نصف دائرة في السماء حسب شكل حبة الماء الكروية التي شكلها . ويكون في هذا القوس اللون الأحمر في الأعلى ، و اللون البنفسجي في الأسفل .

{فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } [المؤمنون: 14].

(الشكل 4) : كيف تتشكل الألوان في القوس السماوي

_______________________

1. مستدرك نهج البلاغة تأليف الهادي كاشف الغطاء ، ص 165 .