أقرأ أيضاً
التاريخ: 2/10/2022
![]()
التاريخ: 25/10/2022
![]()
التاريخ: 1-11-2017
![]()
التاريخ: 10-04-2015
![]() |
سار الإمام زين العابدين (عليه السلام) مع مماليكه سيرة تتسم بالرفق و العطف و الحنان فكان يعاملهم كأبنائه و يغدق عليهم بره و معروفه و إحسانه و قد وجدوا في كنفه من الرفق ما لم يجدوا في ظل آبائهم و يقول الرواة إنه لم يعاقب أمة و لا عبدا فيما إذا اقترفا ذنبا و قد كان له مملوك فدعاه مرتين فلم يجبه و في الثالثة قال له الإمام برفق و لطف: يا بني أ ما سمعت صوتي؟
- بلى .
- لم لم تجبني؟ .
- أمنت منك .
فخرج الإمام و راح يحمد اللّه و يقول: الحمد للّه الذي جعل مملوكي يأمنني .
لقد فرح الإمام لأنه لم يكن قاسيا و لا جبارا حتى يخاف منه الناس أو يحذرون.
و كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) من أبر الناس بجيرانه فكان يرعاهم كما يرعى أهله و كان يعول ضعفائهم و فقراءهم و يعود مرضاهم و يشيع موتاهم و لم يترك لونا من ألوان البر إلا اسداه إليهم و كان يستقي لضعفاء جيرانه في غلس الليل البهيم كما روى ذلك الزهري و ليس في تاريخ الإنسانية مثل هذا اللون من البر و المعروف.
و لم يكتف الإمام زين العابدين (عليه السلام) بما أسداه على جيرانه من أنواع البر و الإحسان و إنما شملهم بدعائه فكان يدعو لهم بالتوفيق و الحسنى و السداد كما كان يدعو لنفسه و أهل بيته و كانوا من مهامه و قد خصهم بدعاء من أدعيته الشريفة و فيما يلي نصه: اللهم صلى على محمد و آله و تولني في جيراني و موالي العارفين بحقنا و المنابذين لأعدائنا بأفضل ولايتك و وفقهم لإقامة سنتك و الأخذ بمحاسن أدبك في إرفاق ضعيفهم و سد خلتهم و عيادة مريضهم و هداية مسترشدهم و مناصحة مستشيرهم و تعهد قادمهم و كتمان أسرارهم و ستر عوراتهم و نصرة مظلومهم و حسن مواساتهم بالماعون و العود عليهم بالجدة و الأفضال و إعطاء ما يجب لهم قبل السؤال .
لقد دعا الإمام (عليه السلام) بهذه الدعوات المباركة لجيرانه و خص دعاءه بالعارفين و المؤمنين بحق أهل البيت (عليهم السلام) الذين ألزم الله مودتهم و جعلهم النبي (صلى الله عليه و آله) سفن النجاة و أمن العباد و الأدلاء على مرضاة الله و طاعته و كان من بنود هذا الدعاء:
1- أن يوفقهم الله لإقامة سنة الإسلام و إحياء فروضه و تعاليمه.
2- أن يوفقهم الله و يهديهم للأخذ بمحاسن آداب الله و هي:
(أ) أن يرفقوا بضعفائهم و يعطفوا عليهم.
(ب) أن يقوموا بسد حاجات جيرانهم و يعينوهم على شؤون هذه الدنيا.
(ج) أن يعود كل فرد منهم مرض عند إخوانه في الله.
(د) أن يهدوا من يطلب الهداية و الرشاد.
(ه) أن يقدموا الرأي الصائب و النصيحة الكاملة لمن يستشيرهم.
(و) أن يتعاهدوا من يقدم من إخوانهم من السفر.
(ز) إذا أسرّ بعضهم في سره لأخيه فعليه أن يكتمه و لا يذيعه بين الناس.
(ح) أن يستر بعضهم عورة بعض و لا يبديها لأن في نشرها هتكا له و إسقاطا لكرامته.
(ط) أن يقوموا بنصرة المظلوم منهم و لا يدعوه وحده لأن في ذلك نشرا للظلم و إماتة للعدل.
(ي) أن يواسي بعضهم بعضا في الحياة الاقتصادية فلا يتركوا الضعفاء و الفقراء ينهشهم الفقر و البؤس.
(ك) أن يسعفوا فقراءهم بالمال قبل السؤال لأن فيه مذلة على الفقير.
و هذه البنود من أهم المواد في النظام الاجتماعي في الإسلام الذي يهدف إلى جمع الناس على صعيد المحبة و المودة و الالفة و يقضي على جميع النعرات و الفوارق التي توجب فساد الحياة الاجتماعية و لنستمع إلى بقية هذا الدعاء الشريف: و اجعلني اللهم أجزي بالإحسان مسيئهم و أعرض بالتجاوز عن ظالمهم و أستعمل حسن الظن في كافتهم و أتولى بالبر عامتهم و أغض بصري عنهم عفة و ألين جانبي لهم تواضعا و أرق على أهل البلاء منهم رحمة و أسر لهم بالغيب مودة و أحب بقاء النعمة عندهم نصحا و أوجب لهم ما أوجب لحامتي و أرعى لهم ما أرعى لخاصتي اللهم صل على محمد و آله و ارزقني مثل ذلك منهم و اجعل أوفى الحظوظ فيما عندهم و زدهم بصيرة في حقي و معرفة بفضلي حتى يسعدوا بي و أسعد بهم آمين رب العالمين .
إن أهم ما يتمناه الإمام في هذه الفقرات أن يسدي إلى جيرانه الأيادي البيضاء و يقدم لهم المزيد من الخدمات التي منها:
1- أن يقابل من أساء إليه بالبر و الإحسان ليقتلع بذلك النزعة الشريرة من نفس المسيء.
2- أن يتجاوز عمن ظلمه و اعتدى عليه و لا يقابله بالمثل و هذه سيرة جده رسول الله (صلى الله عليه و آله) فقد كان يصفح الصفح الجميل عمن ظلمه.
3- أن يستعمل حسن الظن بجيرانه و لا يظن بأحد منهم سوءا و الظن الحسن يجمع الناس على صعيد المحبة و الألفة و الوفاق.
4- أن يتولى بالبر و الإحسان كافة جيرانه سواء منهم الضعيف و الغني و العدو و الصديق.
5- أن يلين لهم جانبه تواضعا و لا يكون معهم فظا غليظا.
6- أن يرق قلبه على أهل البلاء منهم فيحسن لهم و يدعو لهم.
7- أن يسر لهم في أعماق قلبه المودة و الرحمة.
8- أن يحب لهم دوام النعمة.
9- أن يعاملهم بالإحسان و المعروف كما يعامل أقاربه و أرحامه.
10- أن يرعاهم بألطافه كما يرعى خاصته.
إن هذه الأخلاق العلوية تمثل جوهر الإسلام و واقعه و هي تدعو بصورة إيجابية إلى بناء مجتمع متكامل متحد بمشاعره متماسك بعواطفه.
و على أي حال فإن الإمام (عليه السلام) بعد ما أعلن هذه العواطف الكريمة تجاه جيرانه تمنى أن يكنوا له مثل ما يكن لهم من المودة و الحب كما سأل من الله أن يجعل له عندهم أوفى الحظوظ و أن يزيدهم بصيرة و معرفة بفضله و أن يوفقهم للقيام برعاية حقوقه.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تقدم دعوة إلى كلية مزايا الجامعة للمشاركة في حفل التخرج المركزي الخامس
|
|
|