أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-17
![]()
التاريخ: 27-4-2022
![]()
التاريخ: 12-4-2016
![]()
التاريخ: 10-4-2016
![]() |
لمّا عقد الأنصار مؤتمرهم في السقيفة انبرى سعد بن عبادة زعيم الخزرج إلى افتتاح مؤتمرهم وكان مريضا لا يتمكّن أن يجهر بكلامه وإنّما كان يقول : فيبلغ بعض أقربائه مقالته وهذا نصّ كلامه : يا معشر الأنصار لكم سابقة في الدين وفضيلة في الإسلام ليست لأحد من العرب إنّ محمّدا (صلى الله عليه واله) لبث في قومه بضع عشرة سنة يدعوهم إلى عبادة الرحمن وخلع الأنداد والأوثان فما آمن به إلاّ قليل ما كانوا يقدرون على منعه ولا على إعزاز دينه ولا على دفع ضيم حتى إذا أراد الله بكم الفضيلة ساق إليكم الكرامة وخصّكم بالنعمة ورزقكم الإيمان به وبرسوله والمنع له ولأصحابه والاعزاز له ولدينه والجهاد لأعدائه فكنتم أشدّ الناس على عدوّه حتى استقامت العرب لأمر الله طوعا وكرها وأعطى البعيد المقادة صاغرا فدانت لرسوله بأسيافكم العرب وتوفّاه الله وهو عنكم راض وبكم قرير العين , استبدّوا بهذا الأمر دون الناس فإنّه لكم دونهم , وحفل خطاب سعد بالإشادة بإيمان الأنصار وبسالتهم وحمايتهم للإسلام وأنّه قام على سوقه عبل الذراع مفتول الساعد بفضل جهادهم ونصرتهم له فهم الذين حموه أيام غربته ومحنته , فإذن هم أولى بالنبيّ وأحقّ بمركزه ومقامه فإنّ من كان عليه العزم فهو أولى بالغنم.
وكان من بنود هذا الخطاب التنديد بالقرشيّين الذين ناهضوا النبيّ (صلى الله عليه واله) وناجزوه الحرب حتى اضطرّ إلى الهجرة إلى يثرب وما آمن به من قومه إلاّ فئة قليلة لم تتمكّن من حمايته والذبّ عنه وبذلك فلا حقّ للقرشيّين في الخلافة ولا نصيب لهم بها ؛ لكن تناسى سعد في خطابه المصيبة العظمى التي دهمت المسلمين وهي موت سيّد الكائنات فلم يشر إليها بقليل ولا بكثير ولم يعزّ الأنصار بهذا الخطب المروع كما تناسى في خطابه العترة الطاهرة التي هي وديعة النبيّ في امّته وعديلة القرآن الكريم ولم يتعرّض لسيّد المسلمين وإمام المتّقين الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي هو باب مدينة علم النبيّ ومن كان منه بمنزلة هارون من موسى فقد تجاهله سعد بالمرّة ونسى البيعة له يوم غدير خمّ فدعا لنفسه وقومه , لقد أخطأ سعد إلى حدّ بعيد ولا مبرّر له في عقد مؤتمره فقد أخلد للامّة الفتن والمصاعب وألقاها في شرّ عظيم ومن ذلك اليوم عانت العترة الطاهرة ألوانا قاسية من الكوارث والخطوب وآلت الخلافة إلى الطلقاء وأبنائهم فاتّخذوها مغنما ووسيلة لنيل شهواتهم ورغباتهم ولم يعد للامّة أي ظلّ لمصالحها طيلة الحكم الأموي والعباسي ؛ وعلى أي حال فقد لاقى سعد جزاء عمله فإنّه لم يكد يستقرّ الحكم القصير الأمد إلى أبي بكر حتى جهد في ملاحقته وفرض الرقابة عليه حتى اضطرّ إلى الهجرة إلى الشام فتبعه خالد بن الوليد مع صاحب له فكمنا له ليلا وطعناه وألقياه في البئر وتحدّثوا أنّ الجنّ هي التي قتلته وأوردا على لسانها شعرا تفتخر فيه بقتله وهو :
نحن قتلنا سيّد الخزرج سعد بن عباده ورميناه بسهمين فلم نخطئ فؤاده
ومن الغريب أنّ دبلوماسية الحكم في ذلك العصر استخدمت الجنّ في أغراضها السياسية وقد آمن بذلك البسطاء والسذّخ من غير وعي للأهداف السياسية .
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
مشاتل الكفيل تزيّن مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بالورد استعدادًا لحفل التخرج المركزي
|
|
|