أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-4-2022
1379
التاريخ: 10-4-2016
3214
التاريخ: 10-4-2016
3613
التاريخ: 12-4-2016
4202
|
انتخب عمر ستّة أشخاص وجعلهم أعضاء للشورى وألزمهم بانتخاب واحد منهم ليتولّى قيادة الامّة وهم :
1 ـ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) .
2 ـ سعد بن أبي وقّاص.
3 ـ الزبير بن العوّام.
4 ـ طلحة.
5 ـ عثمان بن عفّان.
6 ـ عبد الرحمن بن عوف.
والشيء البارز في هذا الانتخاب أنّه لم يجعل أي نصيب فيه للأنصار الذين نصروا النبيّ واحتضنوا مبادئه ولعلّ السبب في ذلك هو ميولهم للإمام (عليه السلام) وقد اقتصر أعضاء الشورى على الجناح القرشي وليس لغيرهم فيه أي نصيب.
وطلب عمر حضور أعضاء الشورى الذين انتخبهم فلمّا مثلوا أمامه وجّه إليهم أعنف القول وأقساه ورماهم بالصفات الذميمة التي توجب القدح في ترشيحهم لمنصب الإمامة وقد روى المؤرّخون صورا لحديثه معهم وهذه بعضها :
الرواية الاولى : إنّ أعضاء الشورى لمّا حضروا عنده قال لهم : أكلّكم يطمع بالخلافة بعدي؟ ووجموا عن الكلام فأعاد عليهم القول ثانيا فأجابه الزبير : وما الذي يبعدنا منها وليتها أي الخلافة أنت فقمت بها ولسنا دونك في قريش ولا في السابقة ولا في القراب ولم يسعه الردّ عليه لأنّه ليس في كلامه فجوة يسلك فيها لإبطال كلامه والتفت عمر إلى الجماعة فقال لهم : أفلا أخبركم عن أنفسكم؟ , فأجابوا مجمعين : قل فإنّا لو استعفيناك لم تعفنا , وأخذ يحدّثهم عن نفسيّاتهم وميولهم فوجّه كلامه لكلّ واحد منهم فقال : أمّا أنت يا زبير! فوعق لقس مؤمن الرّضا كافر الغضب يوما إنسان ويوما شيطان ولعلّها لو أفضت إليك ظلت يومك تلاطم بالبطحاء على مدّ من شعير أفرأيت إن أفضت إليك فليت شعري من يكون للنّاس يوم تكون شيطانا؟ ومن يكون يوم تغضب!! وما كان الله ليجمع لك أمر هذه الأمّة وأنت على هذه الصّفة , إنّ الزبير حسب هذا التحليل النفسي لشخصيّته مبتلى بآفات شريرة وهي :
1 ـ الضجر والتبرّم.
2 ـ الغضب الشديد الذي يفقده الرشد.
3 ـ عدم الاستقامة في السلوك.
4 ـ الحرص والبخل.
وهذه النزعات من مساوئ الصفات ومن اتّصف ببعضها لا يصلح لأن يكون إماما للمسلمين , ومع هذه الصفات الماثلة فيه كيف رشّحه للخلافة؟
وأقبل عمر على طلحة وأخذ يحدّثه بنزعاته فقال له : أقول أم أسكت؟ فزجره طلحة وقال له :
إنّك لا تقول من الخير شيئا , وأخذ عمر يقول : أما إنّي أعرفك منذ أصيبت اصبعك يوم أحد وائيا بالذي حدث لك ولقد مات رسول الله (صلى الله عليه واله) ساخطا عليك بالكلمة التي قلتها يوم أنزلت آية الحجاب , وإذا كان النبيّ (صلى الله عليه واله) ساخطا على طلحة كيف يرشّحه للخلافة كما أنّه مناقض لما قاله في أعضاء الشورى أنّ رسول الله (صلى الله عليه واله) مات وهو راض عنهم ؛ وعلّق الجاحظ على مقاله بقوله : لو قال لعمر قائل : أنت قلت : إنّ رسول الله (صلى الله عليه واله) مات وهو راض عن الستّة فكيف تقول الآن لطلحة : إنّه مات (صلى الله عليه واله) ساخطا عليك بالكلمة التي قلتها لكان قد رماه بمشاقصه ولكن من الذي كان يجسر على عمر أن يقول له : ما دون هذا فكيف هذا؟
واتّجه صوب سعد بن أبي وقّاص فقال له : إنّما أنت صاحب مقنب من هذه المقانب تقاتل به وصاحب قنص وقوس وسهم وما زهرة والخلافة وامور الناس؟ وحكى كلام عمر اتّجاهات سعد وأنّه رجل عسكري لا يفقه إلاّ عمليات الحروب ولا خبرة له بالشؤون الإدارية والسياسية وإذا كانت هذه اتّجاهاته كيف جعله من أعضاء الشورى؟
وأقبل عمر على عبد الرحمن بن عوف فقال له : أمّا أنت يا عبد الرحمن فلو وزن نصف ايمان المسلمين بإيمانك لرجح إيمانك عليهم ولكن ليس يصلح هذا الأمر لمن فيه ضعف كضعفك وما زهرة وهذا الأمر, إنّ عبد الرحمن حسب رأي عمر مثال للإيمان والتقوى وإنّ إيمانه يساوي نصف إيمان المسلمين ومن إيمانه المزعوم أنّه عدل عن انتخابه سيّد العترة الطاهرة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وسلّم الخلافة إلى بني أميّة فاتّخذوا مال الله دولا وعباد الله خولا , وإذا لم تكن لعبد الرحمن شخصية صلبة وقوية حسب رأي عمر كيف رشّحه للخلافة؟
والتفت عمر إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له : لله أنت لو لا دعابة فيك , أمّا والله! لئن ولّيتهم لتحملنّهم على الحقّ الواضح والمحجّة البيضاء , ومتى كانت للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) الدعابة؟ وهو الذي ما ألف في حياته غير الجدّ والحزم , إنّ الدعابة تنمّ عن ضعف الشخصية وقد اعترف عمر أنّ الإمام لو ولي امور المسلمين لحملهم على الحقّ الواضع والمحجّة البيضاء ومن المؤكّد أنّ من يقوم بذلك لا بدّ أن يكون شخصية قوية ذا إرادة صلبة , وعلى أي حال فإنّ عمر اعترف بأنّ الإمام لو تقلّد الحكم لسار بين المسلمين على الحقّ الواضح وحملهم على الصراط المستقيم فكيف جعله من أعضاء الشورى ولم يسند إليه الحكم مباشرة؟
وأقبل عمر على عثمان عميد الاسرة الأموية وهو الذي كتب العهد بولايته من أبي بكر وهو المرشّح الوحيد عنده للخلافة فقال له : هيها إليك كأنّي بك قد قلّدتك قريش هذا الأمر لحبّها إيّاك فحملت بني اميّة وبني أبي معيط على رقاب الناس وآثرتهم بالفيء فسارت إليك عصابة من ذؤبان العرب فذبحوك على فراشك ذبحا والله! لئن فعلوا لتفعلن ولئن فعلت ليفعلن ثمّ أخذ بناصيته فقال له : فإذا كان ذلك فاذكر قولي .
والشيء المؤكّد أنّ عثمان لم تقلّده قريش منصب الخلافة وإنّما عمر هو الذي قلّده بها ولم يكن ترشيحه له في أيام مرضه وإنّما كان قبل ذلك بزمان فقد روى الحسن بن نصر قال : حججت مع عمر وكان الحادي يحدو أنّ الأمير بعد عمر عثمان , إنّ نظام الشورى الذي وضعه عمر يؤدّي حتما إلى فوز عثمان بالخلافة فقد جعله من أعضاء الشورى وكان معظهم ممّن لهم ميول واتّصال وثيق بالأمويّين وهم لا يعدلون عن انتخابه .
الرواية الثانية : رواها ابن قتيبة أنّ أعضاء الشورى التقوا بعمر فقالوا له : قل فينا يا أمير المؤمنين! مقالة نستدلّ فيها برأيك ونقتدي بها , فقال مخاطبا لسعد : والله! ما يمنعني أن أستخلفك يا سعد إلاّ شدّتك وغلظتك مع أنّك رجل حرب , وقال لعبد الرحمن : وما يمنعني منك يا عبد الرحمن! إلاّ أنّك فرعون هذه الامّة , وقال مخاطبا للزبير : وما يمنعني منك يا زبير! إلاّ أنّك مؤمن الرضا كافر الغضب , وقال لطلحة : وما يمنعني من طلحة إلاّ نخوته وكبره ولو وليها وضع خاتمه في اصبع امرأته , وقال لعثمان : وما يمنعني منك يا عثمان! إلاّ عصبيّتك وحبّك لقومك وأهلك , وقال للإمام أمير المؤمنين : وما يمنعني منك يا عليّ! إلاّ حرصك عليها وأنّك أحرى القوم إن وليتها أن تقيم على الحقّ المبين والصراط المستقيم , وقد اتّهم عمر أعضاء الشورى بمساوئ الصفات فوصف عبد الرحمن أنّه فرعون هذه الامّة وإذا كان ذلك فكيف جعله من أعضاء الشورى؟ والغريب أنّه في الفصل الأخير من وصاياه أناط برأيه شئون الخلافة وجعل قوله في انتخاب أحد المرشّحين منطق الفصل وفصل الخطاب ؛ ووصف الإمام بالحرص على الخلافة وهو اتّهام مردود فإنّ سيرة الإمام مشرقة كالشمس بعيدة عن الحرص كلّ البعد فإنّه لم يكن بأيّ حال من عشّاق الملك والسلطان وإنّما نازع الخلفاء وأقام عليهم الحجّة بأنّه أولى بالخلافة وأحقّ بها منهم من أجل أن يقيم في هذا الشرق وفي غيره حكم القرآن وعدالة الإسلام وقد صرّح (عليه السلام) بذلك بقوله : اللهمّ إنّك تعلم أنّه لم يكن الّذي كان منّا منافسة في سلطان ولا التماس شيء من فضول الحطام ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك , وأدلى (عليه السلام) في حديثه مع ابن عبّاس عن زهده للسلطة واحتقاره للحكم وكان (عليه السلام) يخصف بيده نعله الذي كان من ليف فقال لابن عبّاس : يا ابن عبّاس ما قيمة هذا النّعل؟.
يا أمير المؤمنين لا قيمة له : إنّه خير من خلافتكم إلاّ أن اقيم حقّا وأدفع باطلا .
من أجل إقامة الحقّ وتطبيق العدالة الاجتماعية كان الإمام يبغي الحكم وسيلة لتحقيق مثله العليا.
الرواية الثالثة : رواها ابن أبي الحديد المعتزلي قال : نظر إلى أعضاء الشورى فقال لهم : قد جاءني كلّ واحد منكم يهزّ عفريته يرجو أن يكون خليفة , ثمّ التفت إلى طلحة فقال له : أمّا أنت يا طلحة! أفلست القائل : إن قبض النبيّ أنكح أزواجه من بعده؟ فما جعل الله محمّدا أحقّ ببنات أعمامنا منّا فأنزل الله فيك : {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا} [الأحزاب: 53] ؛ ثمّ التفت إلى الزبير فقال له : وأمّا أنت يا زبير! فو الله! ما لان قلبك يوما ولا ليلة وما زلت جلفا جافيا .
ووجّه خطابه إلى عثمان فقال له : وأمّا أنت يا عثمان! لروثة خير منك , ثمّ التفت إلى عبد الرحمن بن عوف فقال له : وأمّا أنت يا عبد الرحمن! فإنّك رجل عاجز تحبّ قومك , ثمّ وجه خطابه إلى سعد بن أبي وقّاص فقال له : وأمّا أنت يا سعد! فصاحب عصبية وفتنة , ثمّ التفت إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له : وأمّا أنت يا عليّ! لو وزن إيمانك بإيمان أهل الأرض لرجحهم , وانصرف الإمام عنه فالتفت عمر إلى حضّار مجلسه فقال لهم : والله! إنّي لأعلم مكان الرجل لو ولّيتموه أمركم لحملكم على المحجّة البيضاء ؛ وبادروا قائلين : من هو؟
هذا المولى بينكم وأشار إلى الإمام , ما يمنعك من ذلك؟ ليس إلى ذلك من سبيل , ولم لا سبيل إلى ترشيح الإمام بعد ما رشّحه النبيّ (صلى الله عليه واله) وقلّده منصب الخلافة في يوم غدير خمّ فهل هناك عيب في الإمام وعدم توفّر قابليات القيادة فيه؟ نعم إنّها الأضغان والأحقاد التي أترعت بها نفوس القوم ضدّ وصيّ رسول الله (صلى الله عليه واله) وباب مدينة علمه والله هو الذي يحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|