أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-11
1171
التاريخ: 2024-05-16
859
التاريخ: 2023-03-23
1557
التاريخ: 20-09-2015
2034
|
قال تعالى : {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ} [يس : 20 - 23] .
(أنطاكية) واحدة من أقدم مدن الشام التي بنيت ـ على قول البعض ـ بحدود ثلاثمائة سنة قبل الميلاد . وكانت تعدّ من أكبر ثلاث مدن رومية في ذلك الزمان من حيث الثروة والعلم والتجارة .
تبعد (أنطاكية) مائة كيلومتر عن مدينة حلب ، وستّين كيلومتراً عن الإسكندرية .
فتحت من قبل (أبي عبيدة الجراح) في زمن الخليفة الثاني ، وقبل أهلها دفع الجزية والبقاء على ديانتهم .
احتّلها الفرنسيون بعد الحرب العالمية الاُولى ، وحينما أراد الفرنسيون ترك الشام ألحقوها بالأراضي التركية خوفاً على أهالي أنطاكية من أن يمسّهم سوء بعد خروجهم لأنّهم نصارى مثلهم . (أنطاكية) تعتبر بالنسبة إلى النصارى كالمدينة المنورة للمسلمين ، المدينة الثانية في الأهمية بعد بيت المقدس ، التي ابتدأ المسيح (عليه السلام) منها دعوته ، ثمّ هاجر بعض من آمن بالمسيح (عليه السلام) ـ بولس وبرنابا ـ (1) إلى أنطاكية ودعوا الناس هناك إلى المسيحية ، وبذا إنتشرت المسيحية هناك ، وبهذا اللحاظ أشار القرآن الكريم إلى هذه المدينة لأهميّتها (2) .
«الطبرسي» ـ أعلى الله مقامه ـ في تفسير مجمع البيان يقول : قالوا بعث عيسى رسولين من الحواريين إلى مدينة أنطاكية ، فلمّا قربا من المدينة رأيا شيخاً يرعى غنيمات له وهو (حبيب) صاحب (يس) فسلّما عليه .
فقال الشيخ لهما : من أنتما ؟
قالا : رسولا عيسى ، ندعوكم من عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن .
فقال : أمعكما آية ؟
قالا : نعم ، نحن نشفي المريض ونبرىء الأكمه والأبرص بإذن الله .
فقال الشيخ : إنّ لي إبناً مريضاً صاحب فراش منذ سنين .
قالا : فانطلق بنا إلى منزلك نتطلّع حاله ، فذهب بهما فمسحا إبنه فقام في الوقت بإذن الله صحيحاً ، ففشا الخبر في المدينة وشفى الله على أيديهما كثيراً من المرضى .
وكان لهم ملك يعبد الأصنام فانتهى الخبر إليه ، فدعاهما فقال لهما : من أنتما ؟
قالا : رسولا عيسى ، جئنا ندعوك من عبادة ما لا يسمع ولا يبصر إلى عبادة من يسمع ويبصر .
فقال الملك : ولنا إله سوى آلهتنا ؟
قالا : نعم ، من أوجدك وآلهتك .
قال : قُوما حتّى أنظر في أمركما ، فأخذهما الناس في السوق وضربوهما .
وروي أنّ عيسى (عليه السلام) بعث هذين الرّسولين إلى أنطاكية فأتياها ولم يصلا إلى ملكها ، وطالت مدّة مقامهما فخرج الملك ذات يوم فكبّرا وذكرا الله فغضب الملك وأمر بحبسهما ، وجلد كلّ واحد منهما مائة جلدة ، فلمّا كذب الرسولان وضربا ، بعث عيسى (شمعون الصفا) رأس الحواريين على أثرهما لينصرهما ، فدخل شمعون البلدة متنكّراً فجعل يعاشر حاشية الملك حتّى أنسوا به فرفعوا خبره إلى الملك فدعاه ورضي عشرته وأنس به وأكرمه ، ثمّ قال له ذات يوم : أيّها الملك بلغني أنّك حبست رجلين في السجن وضربتهما حين دعواك إلى غير دينك فهل سمعت قولهما . قال الملك حال الغضب بيني وبين ذلك . قال : فإن رأى الملك دعاهما حتّى نتطلّع ما عندهما فدعاهما الملك .
فقال لهما شمعون : من أرسلكما إلى هاهنا .
قالا : الله الذي خلق كلّ شيء لا شريك له .
قال : وما آيتكما .
قالا : ما تتمنّاه .
فأمر الملك أن يأتوا بغلام مطموس العينين وموضع عينيه كالجبهة . فما زالا يدعوان حتّى انشق موضع البصر ، فأخذا بندقتين من الطين فوضعاها في حدقتيه فصارتا مقلتين يُبصر بهما ، فتعجب الملك .
فقال شمعون للملك : أرأيت لو سألت إلهك حتّى يصنع صنيعاً مثل هذا فيكون لك ولإلهك شرفاً ؟
فقال الملك : ليس لي عنك سرّ ، إنّ إلهنا الذي نعبده لا يضرّ ولا ينفع .
ثمّ قال الملك للرسولين : إن قدر إلهكما على إحياء ميّت آمنّا به وبكما .
قالا : إلهنا قادر على كلّ شيء .
فقال الملك : إنّ هاهنا ميّتاً مات منذ سبعة أيّام لم ندفنه حتّى يرجع أبوه ـ وكان غائباً ـ فجاءوا بالميّت وقد تغيّر وأروح ، فجعلا يدعوان ربّهما علانيةً ، وجعل شمعون يدعو ربّه سرّاً ، فقام الميّت وقال لهم : إنّي قد متّ منذ سبعة أيّام ، وأدخلت في سبعة أودية من النار وأنا اُحذّركم ممّا أنتم فيه ، فآمنوا بالله فتعجّب الملك .
فلمّا علم شمعون أنّ قوله أثّر في الملك ، دعاه إلى الله فآمن وآمن من أهل مملكته قوم وكفر آخرون .
ونقل «العياشي» في تفسيره مثل هذه الرواية عن الإمام الباقر والصادق (عليهما السلام)مع بعض التفاوت (3) .
ولكن بمطالعة الآيات السابقة ، يبدو من المستبعد أنّ أهل تلك المدينة كانوا قد آمنوا ، لأنّ القرآن الكريم يقول : (إن كانت إلاّ صيحة واحدة فإذا هم خامدون) . ويمكن أن يكون هناك إشتباه في الرواية من جهة الراوي .
ومن الجدير بالملاحظة أيضاً أنّ التعبير بـ «المرسلون» في الآيات أعلاه يدلّل على أنّهما أنبياء مرسلون من الله تعالى ، علاوةً على أنّ القرآن الكريم يقول : بأنّ أهالي تلك المدينة { قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ} [يس : 15] ، ومثل هذه التعبيرات ترد في القرآن الكريم عادةً فيما يخصّ الأنبياء ، وإن كان قد قيل بأنّ رسل الأنبياء هم رسل الله ، ولكن هذا التوجيه يبدو بعيداً .
________________________
1 . «بولس» من المبلّغين المسيحيين المعروفين الذي سعى كثيراً في نشر الديانة المسيحية . «برنابا» ـ بفتح الباء ـ إسمه الأصلي «يوسف» كان من أصدقاء بولس ومرقس ، له انجيل معروف ذكر فيه كثيراً البشارة بظهور نبي الإسلام ، ولكن المسيحيين لا يعتقدون بصحّته ويقولون انّ هذا الإنجيل قد كتبه أحد المسلمين .
2 . تفسير روح الجنان وهامش العالم المرحوم «الشعراني» .
3 . تفسير مجمع البيان ، ج8 ، ص419 ، ذيل الاية مورد البحث (بتلخيص) .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|