المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

اصناف الجبس - طبيعي
2023-03-04
ذم الغنى‏
6-10-2016
القانون الثاني للديناميكا الحرارية
22-8-2017
تحريم الخمر والزنا والربا في جميع الأديان الإلهية
5/12/2022
المولى محمد حسين بن قاسم الأصفهاني
28-1-2018
القانون الذي يحكم النسب
6-4-2021


نقمة العراق على الاُمويِّين  
  
3403   09:31 صباحاً   التاريخ: 28-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص328-330.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

كره العراقيون بصورة عامّة حكم الاُمويِّين وبغضوا سلطانهم وفيما نحسب أنّ الأسباب في ذلك ما يلي :

1 ـ  إنّ العراق أيّام معاوية أصبح يُساس بالروح العسكرية والأحكام العرفية التي لا تتقيد بالقانون خصوصاً أيام زياد بن سميّة فقد كان يأخذ البريء بالسقيم والمقبل بالمدبر ويقتل على الظنّة والتّهمة ممّا أدى إلى إشاعة الكراهية للأمويين.

2 ـ إنّ الكوفة كانت في عهد الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) عاصمة الدولة الإسلاميّة وفي أيام معاوية أصبحت دمشق العاصمة ومركز الحكم وأصبح العراق مصراً كسائر الأمصار وانتقلت عنه الخزينة المركزية وقد أخذ الكوفيون يندبون حظّهم التعيس بعد تحوّل الخلافة عنهم وأصبح اسم الإمام عندهم رمزاً إلى دولتهم المفقودة وتعلّقت آمالهم بأبناء الإمام فكانوا ينظرون إليهم إنّهم الأبطال لاستقلال بلادهم السياسي وتحررها مِن التبعية لدمشق ؛ فقد كره أهل العراق الخضوع لأهل الشام كما كره أهل الشام الخضوع والسيطرة لأهل العراق وقد صوّر شاعر الشام هذه النزعة بقوله :

أرى الشامَ تكره مُلكَ العراقِ     وأهلَ العراقِ لهم كارهونا

وقالوا عليٌّ إمامٌ لنا             فقلنا رضينا ابنَ هندٍ رضينا

وصوّر شاعر العراق هذه النزعة السائدة عند العراقيِّين بقوله مخاطباً أهل الشام :

أتاكمْ عليٌّ بأهلِ العراقِ          وأهلِ الحجاز فما تصنعونا

فإنْ يكره القومُ مُلكَ العراقِ     فقدماً رضينا الذي تكرهونا

وكانت الثورات المتلاحقة التي قام بها العراق إنّما هي لكراهية أهل الشام والتخلّص مِنْ حكم الاُمويِّين.

3 ـ إنّ السياسة الخاطئة التي تبعها معاوية مع زعماء الشيعة الذين تبنّوا القضايا المصيرية للشعب العراقي وكافة الشعوب الإسلاميّة وما عانوه مِن القتل والتنكيل قد هزّت مشاعر الكوفيِّين وأوغرت صدورهم بالحقد على الاُمويِّين كما إنّ سبّ الإمام على المنابر قد زاد في بغضهم للأمويين وأشعل جذوة المعارضة في نفوسهم.

4 ـ إنّ الاُمويِّين كانوا ينظرون إلى أهل الكوفة إنّهم الجبهة المعارضة لحكمهم وإنّهم المصدر الخطير الذي يهدد دولتهم فقابلوهم بمزيد مِن القسوة والإرهاب ممّا دعى الكوفيين إلى العمل المستمر لمناهضة الحكم الاُموي وتقويض سلطانه , هذه بعض الأسباب التي أدّت إلى نقمة العراق على الحكم الاُموي وبغضهم له.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.