المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24
الحديث المرسل والمنقطع والمعضل.
2024-11-24
اتّصال السند.
2024-11-24
ما يجب توفّره في الراوي للحكم بصحّة السند (خلاصة).
2024-11-24

على الوالدين مساعدة الابناء لاستغلال ساعات فراغهم
14-5-2017
أنماط الزراعة في العالم- الزراعة الكثيفة Intensive Agriculture
21-1-2023
العمل بالتكاليف الخمسة
2024-11-06
الامير يخبر عن قصة قتله
5-01-2015
E-value
3-4-2018
الطواف واحكامه
2024-09-24


عهد ابي بكر لعمر  
  
3579   09:42 صباحاً   التاريخ: 25-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص279-283.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-6-2019 2123
التاريخ: 2024-08-17 310
التاريخ: 17-6-2019 2614
التاريخ: 23-5-2019 1935

لم يطل سلطان أبي بكر فقد ألمّت به الأمراض بعد مضي ما يزيد على سنتين من حكمه وقد صمّم على تقليد زميله عمر بن الخطاب شؤون الخلافة إلاّ أنّ ذلك لاقى معارضة الكثيرين من الصحابة فقد انبرى إليه طلحة قائلاً : ماذا تقول لربّك وقد ولّيت علينا فظّاً غليظاً تفرق منه النفوس وتنفضّ منه القلوب ؟ وسكت أبو بكر فاندفع طلحة يوالي إنكاره عليه قائلاً : يا خليفة رسول الله إنّا كنّا لا نحتمل شراسته وأنت حيّ تأخذ على يديه فكيف يكون حالنا معه وأنت ميّت وهو الخليفة ؟ وبادر أكثر المهاجرين والأنصار إلى أبي بكر يعلنون كراهيتهم لخلافة عمر فقد قالوا له : نراك استخلفت علينا عمر وقد عرفته وعلمت بوائقه فينا وأنت بين أظهرنا فكيف إذا وليت عنّا وأنت لاق الله عزّ وجلّ فسائلك فما أنت قائل؟

فأجابهم أبو بكر : لئن سألني الله لأقولنّ : استخلفت عليهم خيرهم في نفسي .

وكان الأجدر به فيما يقول المحققون أن يستجيب لعواطف الأكثرية الساحقة من المسلمين فلا يولي عليهم أحداً إلاّ بعد أخذ رضاهم واتفاق الكلمة عليه أو يستشير أهل الحلّ والعقد عملاً بقاعدة الشورى إلاّ أنه استجاب لعواطفه الخاصة المترعة بالحبّ لعمر وقد طلب من معقيب الدوسي ان يخبره عن رأي المسلمين في ذلك فقال له : ما يقول الناس في استخلافي عمر؟

ـ كرهه قوم ورضيه آخرون.

ـ الذين كرهوه أكثر أم الذين رضوه؟

ـ بل الذين كرهوه .

ومع علمه بأن أكثرية الشعب كانت ناقمة عليه في هذا الأمر فكيف فرضه عليهم ولم يمنحهم الحرية في انتخاب مَن شاؤوا لرئاسة الحكم؟! وعلى أيّ حال فقد لازم عمر أبا بكر في مرضه لا يفارقه ؛ خوفاً من التأثير عليه وكان يعزّز مقالته ورأيه في انتخابه له قائلاً : أيها الناس اسمعوا وأطيعوا قول خليفة رسول الله (صلى الله عليه واله) , وطلب أبو بكر من عثمان بن عفان أن يكتب للناس عهده في عمر وكتب عثمان ما أملاه عليه وهذا نصّه : هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة آخر عهده في الدنيا نازحاً عنها وأوّل عهده بالآخرة داخلاً فيها إنّي استخلفت عليكم عمر بن الخطاب فإن تروه عدل فيكم فذلك ظنّي به ورجائي فيه وإن بدّل وغيّر فالخير أردت ولا أعلم الغيب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون , ووقّع أبو بكر الكتاب فتناوله عمر وانطلق به يهرول إلى الجامع ليقرأه على الناس فانبرى إليه رجل وقد أنكر عليه ما هو فيه قائلاً : ما في الكتاب يا أبا حفص؟ فنفى عمر علمه بما فيه إلاّ أنّه أكّد التزامه بما جاء فيه قائلاً : لا أدري ولكنّي أوّل مَن سمع وأطاع ؛ فرمقه الرجل وقد علم واقعه قائلاً : ولكنّي والله أدري ما فيه أمّرته عام أوّل وأمّرك العام ؛ وانبرى عمر إلى الجامع فقرأه على الناس وبذلك تمّ له الأمر بسهولة من دون منازع إلاّ أنّ ذلك قد ترك أعمق الأسى في نفس الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) فراح بعد سنين يدلي بما انطوت عليه نفسه من الشجون يقول (عليه السّلام) في خطبته الشقشقية : فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجاً أرى تراثي نهباً حتى مضى الأوّل لسبيله فأدلى بها إلى فلان ـ يعني عمر ـ بعده ؛ ثمّ تمثّل بقول الأعشى :

شتّان ما يومي على كُورِها         ويومُ حيّانَ أخي جابرِ

فيا عجباً! بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشدّ ما تشطرا ضرعيها , وكشفت هذه الكلمات عن مدى أحزانه وآلامه على ضياع حقّه الذي تناهبته الرجال فقد وضعوه في تيم مرّة وفي عدي تارةً اُخرى وتناسوا جهاده المشرق في نصرة الإسلام وما له من المكانة القريبة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) , وعلى أيّ حال فقد تناهبت الأمراض جسم أبي بكر ودفعته إلى النهاية المحتومة التي ينتهي إليها كل إنسان وقد راح يبدي ندمه وأساه على ما فرّط تجاه حبيبة رسول الله وبضعته قائلاً : وددت أنّي لم أكشف بيت فاطمة ولو أنهم أغلقوه على الحرب ؛ كما أنه ودّ لو سأل رسول الله عن ميراث العمّة وبنت الأخ وثقل حاله فدخلت عليه بنته عائشة تعوده فلمّا رأته يعالج سكرات الموت أخذت تتمثّل بقول الشاعر :

لعمركَ ما يُغني الثراءُ عن الفتى       إذا حشرجتْ يوماً وضاق بها الصدرُ        

فغضب أبو بكر وقال لها : ولكن قولي : {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] , ولم يلبث قليلاً حتّى وافاه الأجل المحتوم وانبرى صاحبه عمر إلى القيام بشؤون جنازته فغسّله وصلّى عليه وواراه في بيت النبي (صلّى الله عليه وآله) وألصق لحده بلحده. ويذهب النقّاد من الشيعة إلى أنّ هذا البيت إن كان من تركة النبي (صلّى الله عليه وآله) فإنه لم يؤثر عنه أنه وهبه لعائشة فلا بدّ أن يكون خاضعاً لقواعد الميراث حسبما تراه العترة الطاهرة في تركة النبي (صلّى الله عليه وآله) وعلى هذا الرأي فلا يحلّ دفنه فيه إلاّ بعد الإذن منها ولا موضوعية لإذن عائشة ؛ لأنها إنما ترث من البناء لا من الأرض حسب ما ذكره الفقهاء في ميراث الزوجة ؛ وإن كان البيت خاضعاً لعملية التأميم حسبما يرويه أبو بكر عن النبي (صلّى الله عليه وآله) من أنّ الأنبياء لا يورّثون أي شيء من متع الدنيا وإنما يورّثون الكتاب والحكمة وما تركوه فهو صدقة لعموم المسلمين فلا بدّ إذاً من إرضاء جماعة المسلمين في دفنه فيه ولم يتحقق كل ذلك بصورة مؤكدة ؛ وعلى أيّ حال فقد انتهت خلافة أبي بكر القصيرة الأمد وقد حفلت بأحداث رهيبة وكان من أخطرها ـ فيما يقول المحققون ـ معاملة العترة الطاهرة كأشخاص عاديِّين قد جرّد عنها إطار التقديس والتعظيم الذي أضفاه النبي (صلّى الله عليه وآله) عليها , وقد مُنيت بكثير من الضيم والجهد فقد كانت ترى أنها أحقّ بمقام النبي (صلّى الله عليه وآله) وأولى بمكانته من غيرها وقد أدّى نزاعها مع أبي بكر إلى شيوع الاختلاف وإذاعة الفتنة والفرقة بين المسلمين كما أدّى إلى إمعان الحكومات التي تلت حكومة الخلفاء إلى ظلمهم واستعمال البطش والقسوة معهم ولعلّ أقسى ما عانوه من الكوارث هي فاجعة كربلاء التي لم ترعَ فيها أيّ حقّ لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) في عترته وأبنائه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.