أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-3-2016
7721
التاريخ: 16-3-2016
4085
التاريخ: 18-10-2015
6115
التاريخ: 16-11-2021
4072
|
بعدما انطوت سبعة أيّام من ولادة السّبط أمر النبي (صلّى الله عليه وآله) أن يعقّ عنه بكبش ويوزّع لحمه على الفقراء كما أمر أن تعطى القابلة فخذاً منها وكان ذلك من جملة ما شرّعه الإسلام في ميادين البِرّ والإحسان إلى الفقراء.
وأمر النبي (صلّى الله عليه وآله) أن يحلق رأس وليده ويتصدّق بزِنَته فضة على الفقراء ؛ فكان وزنه درهماً ونصفاً وطلى رأسه بالخلوق ونهى عمّا كان يفعله أهل الجاهليّة من إطلاء رأس الوليد بالدم وأوعز النبي (صلّى الله عليه وآله) إلى أهل بيته بإجراء الختان على وليده في اليوم السابع من ولادته وقد حثّ النبي (صلّى الله عليه وآله) على ختان الطفل في هذا الوقت المبكر ؛ لأنه أطيب له وأطهر .
وتولّى النبي (صلّى الله عليه وآله) بنفسه رعاية الحسين واهتمّ به اهتماماً بالغاً فمزج روحه بروحه ومزج عواطفه بعواطفه وكان فيما يقول المؤرّخون : يضع إبهامه في فيه وأنّه أخذه بعد ولادته فجعل لسانه في فمه ليغذّيه بريق النبوّة وهو يقول له : إيهاً حسين إيهاً حسين أبى الله إلاّ ما يريد هو يعني الإمامة فيك وفي ولد كوفي ذلك يقول السّيد الطباطبائي :
ذادوا عن الماءِ ضمآناً مراضعُهُ من جدّه المصطفى الساقي أصابعُهُ
يُعطيه إبهامه آناً وآونةً لسانَهُ فاستوتْ منه طبائعُهُ
غرس سقاه رسولُ الله من يدِهِ وطاب من بعد طيبِ الأصل فارعُهُ
لقد سكب الرسول (صلّى الله عليه وآله) في نفس وليده مثُله ومكرماته ؛ ليكون صورة عنه وامتداداً لحياته ومثلاً له في نشر أهدافه وحماية مبادئه.
وبلغ من رعاية النبي (صلّى الله عليه وآله) لسبطيه وحرصه على وقايتهما من كل سوء وشَر أنّه كان كثيراً ما كان يعوذهما فقد روى ابن عباس قال : كان النبي (صلّى الله عليه وآله) يعوذ الحسن والحسين قائلاً : أعوذ بكلمات الله التامّة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة. ويقول : هكذا كان إبراهيم يعوّذ ابنيه إسماعيل وإسحاق ويقول عبد الرحمن بن عوف : قال لي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) :يا عبد الرحمن ألا اُعلمك عوذة ؛ عوذة كان إبراهيم يعوّذ بها ابنيه إسماعيل وإسحاق وأنا اُعوّذ بها ابني الحسن والحسين كفى بالله واعياً لمَن دعا ولا مرمى وراء أمر الله لمَن رمى ودلّ ذلك على مدى الحنان والعطف الذي يُكنّه (صلّى الله عليه وآله) لهما وأنّه كان يخشى عليهما من أن تصيبهما عيون الحسّاد فيقيهما منها بهذا الدعاء.
وبدت في ملاح الإمام الحسين (عليه السّلام) ملامح جدّه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) فكان يحاكيه في أوصافه كما كان يحاكيه في أخلاقه التي امتاز بها على سائر النبيّين ووصفه محمد بن الضحاك فقال : كان جسد الحسين يشبه جسد رسول الله وقيل : إنّه كان يشبه النبي (صلّى الله عليه وآله) ما بين سرته إلى قدميه وقال الإمام علي (عليه السّلام) : مَن سرّه أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله (صلّى الله عليه وآله) ما بين عنقه وثغره فلينظر إلى الحسن ومَن سرّه أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله) ما بين عنقه إلى كعبه خَلقاً ولوناً فلينظر إلى الحسين بن علي لقد بدت على وجهه الشريف أسارير الإمامة فكان من أشرق الناس وجهاً فكان كما يقول أبو كبير الهذلي : وإذا نظرت إلى أسرة وجهه برقت كبرق العارض المتهلل ؛ ووصفه بعض المترجمين له بقوله : كان أبيض اللون فإذا جلس في موضع فيه ظلمة يُهتدى إليه ؛ لبياض حسنه ونحره ويقول آخر : كان له جمال عظيم ونور يتلألأ في جبينه وخدّه يضيء حواليه في الليلة الظلماء وكان أشبه الناس برسول الله ووصفه بعض الشهداء من أصحابه في رجز كان نشيداً له في يوم الطفِّ يقول :
له طلعةٌ مثلُ شمسِ الضحى له غرّةٌ مثلُ بدرٍ مُنير
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|