المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Spontaneous Change
20-12-2020
العوامل المؤثرة في حجم المدن - العوامل البشرية
8-1-2023
Chance resemblances
2024-01-12
5- الفنون في لارسا - ايسن
20-9-2016
الهايفات الملتوية Pelotons
15-7-2019
الذاتي في باب الكليّات
11-9-2016


مراسيم الولادة  
  
4617   11:33 صباحاً   التاريخ: 16-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص33-36.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الولادة والنشأة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-3-2016 7721
التاريخ: 16-3-2016 4085
التاريخ: 18-10-2015 6115
التاريخ: 16-11-2021 4072

بعدما انطوت سبعة أيّام من ولادة السّبط أمر النبي (صلّى الله عليه وآله) أن يعقّ عنه بكبش ويوزّع لحمه على الفقراء كما أمر أن تعطى القابلة فخذاً منها وكان ذلك من جملة ما شرّعه الإسلام في ميادين البِرّ والإحسان إلى الفقراء.

وأمر النبي (صلّى الله عليه وآله) أن يحلق رأس وليده ويتصدّق بزِنَته فضة على الفقراء ؛ فكان وزنه درهماً ونصفاً وطلى رأسه بالخلوق ونهى عمّا كان يفعله أهل الجاهليّة من إطلاء رأس الوليد بالدم وأوعز النبي (صلّى الله عليه وآله) إلى أهل بيته بإجراء الختان على وليده في اليوم السابع من ولادته وقد حثّ النبي (صلّى الله عليه وآله) على ختان الطفل في هذا الوقت المبكر ؛ لأنه أطيب له وأطهر .

وتولّى النبي (صلّى الله عليه وآله) بنفسه رعاية الحسين واهتمّ به اهتماماً بالغاً فمزج روحه بروحه ومزج عواطفه بعواطفه وكان فيما يقول المؤرّخون : يضع إبهامه في فيه وأنّه أخذه بعد ولادته فجعل لسانه في فمه ليغذّيه بريق النبوّة وهو يقول له : إيهاً حسين إيهاً حسين أبى الله إلاّ ما يريد هو يعني الإمامة فيك وفي ولد كوفي ذلك يقول السّيد الطباطبائي :

ذادوا عن الماءِ ضمآناً مراضعُهُ           من جدّه المصطفى الساقي أصابعُهُ

يُعطيه إبهامه آناً وآونةً                               لسانَهُ فاستوتْ منه طبائعُهُ

غرس سقاه رسولُ الله من يدِهِ              وطاب من بعد طيبِ الأصل فارعُهُ

لقد سكب الرسول (صلّى الله عليه وآله) في نفس وليده مثُله ومكرماته ؛ ليكون صورة عنه وامتداداً لحياته ومثلاً له في نشر أهدافه وحماية مبادئه.

وبلغ من رعاية النبي (صلّى الله عليه وآله) لسبطيه وحرصه على وقايتهما من كل سوء وشَر أنّه كان كثيراً ما كان يعوذهما فقد روى ابن عباس قال : كان النبي (صلّى الله عليه وآله) يعوذ الحسن والحسين قائلاً : أعوذ بكلمات الله التامّة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة. ويقول : هكذا كان إبراهيم يعوّذ ابنيه إسماعيل وإسحاق ويقول عبد الرحمن بن عوف : قال لي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) :يا عبد الرحمن ألا اُعلمك عوذة ؛ عوذة كان إبراهيم يعوّذ بها ابنيه إسماعيل وإسحاق وأنا اُعوّذ بها ابني الحسن والحسين  كفى بالله واعياً لمَن دعا ولا مرمى وراء أمر الله لمَن رمى ودلّ ذلك على مدى الحنان والعطف الذي يُكنّه (صلّى الله عليه وآله) لهما وأنّه كان يخشى عليهما من أن تصيبهما عيون الحسّاد فيقيهما منها بهذا الدعاء.

وبدت في ملاح الإمام الحسين (عليه السّلام) ملامح جدّه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) فكان يحاكيه في أوصافه كما كان يحاكيه في أخلاقه التي امتاز بها على سائر النبيّين ووصفه محمد بن الضحاك فقال : كان جسد الحسين يشبه جسد رسول الله وقيل : إنّه كان يشبه النبي (صلّى الله عليه وآله) ما بين سرته إلى قدميه وقال الإمام علي (عليه السّلام) : مَن سرّه أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله (صلّى الله عليه وآله) ما بين عنقه وثغره فلينظر إلى الحسن ومَن سرّه أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله) ما بين عنقه إلى كعبه خَلقاً ولوناً فلينظر إلى الحسين بن علي لقد بدت على وجهه الشريف أسارير الإمامة فكان من أشرق الناس وجهاً فكان كما يقول أبو كبير الهذلي : وإذا نظرت إلى أسرة وجهه برقت كبرق العارض المتهلل ؛ ووصفه بعض المترجمين له بقوله : كان أبيض اللون فإذا جلس في موضع فيه ظلمة يُهتدى إليه ؛ لبياض حسنه ونحره ويقول آخر : كان له جمال عظيم ونور يتلألأ في جبينه وخدّه يضيء حواليه في الليلة الظلماء وكان أشبه الناس برسول الله ووصفه بعض الشهداء من أصحابه في رجز كان نشيداً له في يوم الطفِّ يقول :

له طلعةٌ مثلُ شمسِ الضحى         له غرّةٌ مثلُ بدرٍ مُنير




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.