قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [الأنعام : 159] .

- إن معنى التفرقة في الدين الابتداع فيه وتفسيره بالرأي ، وقد ورد النهي عنه في القرآن والحديث وباشد العبارات .

دقق في هذه النماذج :

1. قال تعالى : {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة : 79] .

2. يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : (ما أحدثت بدعة إلا تُرك بها سنة) (1) ، وإن واحدة من وظائف الأنبياء والعلماء الوقوف بوجه البدعة والمنع من التحريف (2) .

3. جاء في بعض الروايات أن توبة صاحب البدعة غير مقبولة (3).

4. لا يقبل الله لصاحب البدعة اي عمل (4) .

5. من يحترم المتبدع أو يبتسم بوجهه رضا به فقد أعان على هدم الدين .

6. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من عمل بسنتي وقولي عند الاختلاف في أمتي ولم يستن بغيرها . فله أجر مئة شهيد (5) .

7. لقد ذم القرآن اليهود مراراً لتحريف علمائهم دينهم ، ونقرأ أن النبي موسى (عليه السلام) لما رجع من الطور ورأى انحراف قومه وعبادتهم للعجل ألقى الألواح على الأرض غضباً وأخذ يجر لحية أخيه الذي كان خليفته على قومه وقال له : لمَ انحرف القوم ؟

فأجابه هارون : إني خفت إن منعتهم بقوة أن يتفرقوا ثم تقول : لِمَ فرقتهم ؟ وعندها سوف يصعب إصلاح الفُرقة حتى ولو برجوعك .

إن هذه الآيات والروايات تبين المسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتق علماء الدين في حفظ أصالة المذهب ومواجهة الانحرافات الفكرية في نفس الوقت الذي يقومون بحفظ الوحدة الاجتماعية للأمة .

________________

1. بحار الأنوار ، ج2 ، ص 264 .

2. الحياة ، ج2 ، ص 344 .

3. بحار الأنوار ، ج72 ، ص 216 .

4. كنز العمال ، ج 1115 .

5. بحار الأنوار ، ج2 ، ص 262 .