المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الزراعة
عدد المواضيع في هذا القسم 13877 موضوعاً
الفاكهة والاشجار المثمرة
المحاصيل
نباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية
الحشرات النافعة
تقنيات زراعية
التصنيع الزراعي
الانتاج الحيواني
آفات وامراض النبات وطرق مكافحتها

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

المسيح هو الملك.
2023-11-01
الفضيحة الإلهية
2-9-2018
المحاصيل العطرية (النباتات العطرية)
19-3-2017
The diphthongs MOUTH
2024-06-04
أهداف التخطيط الحضري
2023-03-16
Cryofixation
21-12-2017


ادوار نضج وحصاد القمح  
  
4028   01:56 صباحاً   التاريخ: 9-3-2016
المؤلف : وصفي زكريا
الكتاب أو المصدر : زراعة المحاصيل الحقلية
الجزء والصفحة : الجزء الاول ص 120-128
القسم : الزراعة / المحاصيل / محاصيل الحبوب / محصول القمح /

ادوار نضج وحصاد القمح

الحصاد هو جمع المحاصيل من الحقل بعد نضجها وبلوغها الغاية المزروعة من أجلها، ونحن الآن قبل أن نبحث في حصاد القمح يحسن أن نتكلم عن أدوار نضجه فنقول:

‏بعد أن تنتهي عملية التلقيح في السنابل تتعاقب على حباتها أربعة أدوار متسلسلة هي:

1- دور اللبن أو الاخضرار (التدجين): في هذا الدور يزداد حجم الحبة تدريجياً حتى تبلغ منتهى حجمها خلال 30- 35 ‏يوماً ويكون لون النبات وقتئذ أخضر في أعلاها وجافاً وأصفر في أسفلها. ولون الحبة بين الأخضر الفاتح والقاتم وتمتلئ خلايا السويداء (الاندوسبرم) بعصارة نشوية.

2- ‏دور التعجن أو الاصفرار: في هذا الدور يصفر لون النبات كله ويصير منظره في الحقل ذهبياً تشوبه خضرة خفيفة في بعض أجزائه ولا سيما لدى إغماد الأوراق العليا، وتتصلب السيقان وتصير لامعة وتتحول السويداء إلى عجينة لينة كالشمع، وفي هذا الدور يمكن صنع الفريكة من سنابل القمح.

3- ‏دور النضج العادي أو التام: في هذا الدور يشتد اصفرار النبات وجفافه وتجمد الحبوب وتتصلب ويظهر لونها الخاص بها إن كان أصفر أو أحمر أو ذهبي.

4- ‏دور النضج النهائي أو المبيت: تشتد صلابة أجزاء النبات وتصير السنابل قابلة للتقصف بسهولة أثناء الحصاد ، واذا ظلت واقعة في الحقل مدة طويلة دون ‏حصاد يتغير لونها بتأثير الندى وغيره ، وتصير الحبوب في هذا الدور سهلة الكسر والتفتت لشدة جفافها. لكنها إذا انتشت تعطي بادرات أقوى ويشرع بحصاد القمح خلال  الدور الثالث أو في بدء الدور الرابع أي حينما تكون عقد الساق بعد خضراء ‏قليلاً والحبوب يمكن جرحها بالظفر، لأن التأخر لبعد ذلك يسبب قصف السنابل أو فرطها وتناثر حبوبها في الأرض، فإذا حصد القمح كما قلنا تتصلب حبوبه ويزداد الغلوتين فيها وهي في أكداسها ، أما القمح المعد للبذار فيحصد في الدور الرابع ليكون الحب قد اكتمل نضجه النهائي واستعداده لأن ينتش جيداً إذا زرع.

‏إن موعد حصاد القمح في بلاد الشام يتبع دفء الربيع ، فهو يبدأ في السواحل وغور الأردن في أوائل شهر أيار، وفي سهولنا الداخلية في أواخر أيار أو أوائل حزيران ، وفي هضابنا المرتفعة في أوائل تموز، فإذا آن هذا الأوان ينهض صغار المزارعين للعمل بأيديهم في حصد حقولهم، اما كبار الملاكين والمزارعين فإنهم يستقدمون عمالا بالأجرة (حصادين) من أهل القرى المرتفعة المتأخرة بحصادها، وهؤلاء يهبطون قبيل أوان الحصاد ببضعة أيام أفواجا أفواجا رجالا ونساء ويتوافدون إلى القرى الواطئة المبكرة بذلك فيحصد الرجل منهم دونما ونصف الدونم من الشعير ودونما واحدا من القمح، وتساعد المرأة في الجمع والتغمير وذلك لقاء أجرة يومية تحدد (تقطع) للعموم في كل منطقة بالإضافة الى الطعام والدحان وغير ذلك مما يؤلف أرقاما كبيرة في نفقات زراعة الحبوب.

‏إن أجور الحصاد تختلف باختلاف الزروع والسنين وتتساوى عادة في الشعير والقطاني، أما القمح فيسعر بأجرة أغلى من غيرها بنسبة الربع، فإذا كانت السنة سنة بركة و خير يكثر الطلب علن الأيدي العاملة التي تتشدد بأجورها ، واذا كان الأمر بالعكس يزهد الفلاح بمزروعاته ويضمن بالدراهم مفضلا إجهاد نفسه وعياله على دفع أجور تضره ماليا ضررا فادحا يضعف رأس ماله .

‏وأحسن وقت للحصاد من قبل طلوع الفجر حيث يكون الجو رطبا ومعتدلا، وينتهي وقت الظهر وبعده إذا خيف من امتداد الحر ومن قصف السنابل وفرط الحبوب منها خاصة إذا كان الحصاد متأخرا، واذا لم يكن مجال لهذا الخوف يستمر العمل إلى آخر النهار.

‏و أهم ما يجب مراعاته في عملية الحصاد ما يلي:

1- أن يكون قطع السوق فوق الارض مباشرة كسبا للتبن الذي له قيمته في علف حيوانات المزرعة.

‏2- ألا تقطع السوق بجذورها التي يكون ملتصقا بها عادة جزء من التربة لأن كثرة وجود الطين يقلل نظافة الحبوب.

3- ‏ألا يترك في الأرض سنابل او سيقان بسنابلها مبعثرة بل يجب جمعها أولا بأول أثناء الحصاد بحيث تكون الأرض خالية تماما منها .

4- ‏أن يجتنب الحاصد بقدر ما يمكنه حصاد الأعشاب الضارة كالخلة والشوفان البري والدحريجة والحريدينة لأنها تكون في هذا الوقت ناضجة البروز فتختلط بالقمح وتقلل من قيمته.

5- ‏أن يجمع كل عامل السنابل الساقطة والسيقان المبعثرة في (مقطوعيته) مع تكليفه بالتغمير والتكويم، ويلاحظ حتى لا تكون الاغمار كبيرة حتى لا ‏تفك.

‏وفي عملية الحصاد مصطلحات للسيقان المحصودة دارجة لدى فلاحي ‏محافظاتنا الشمالية، وقد تختلف عند فلاحي مناطق أخرى يجدر بنا ذكرها:

‏أولها: (الشمال) وهو مجموع النباتات التي يتمكن الحاصد من قبضها بيده اليسرى حينما يستعمل المنجل بيده اليمنى، وفصيح هذه الكلمة (غبط) وجمعها غبوط، وفى الفرنسية Javelle واذا جمعت شمالات الشعير وجعل حجمها كبيدر صغير إلى علو نصف متر أو متر وأعدت للنقل على الجمال سميت (حابونا) وجمعها حوابين، واذا جمعت شمالات القمح على ذينك الحجم والعلو وأعدت للنقل على العجلات، سميت (غمر) وجمعها غمور. وفصيح الكلمتين (كداسة) ،جمعها كدوس.

وفي أكثر بلاد أوربا وفي بعض البلاد الشرقية ذات الرياح الشديدة التي تبعثر الحصيد و يربطون الغبوط  بسيقان القمح أو غيره ويجعلونه حزما.

‏ومن شروط الحصاد: أن تجعل الغمور وسالحوا بين ممتدة في صفوف طويلة منتظمة ليسهل على الجمال أو العجلات رجادها، وأن تجعل في، أحجام وأعداد متساوية وفي طبقتين الواحدة فوق الأخرى بحيث تغطي قواعد الطبقة العليا سنابل  الطبقة التي تحتها، وبذلك يمكن المحافظة على الزروع المحصودة من الطيور. على قدر الإمكان حتى يأتي دورها في الوجاد.

‏أما صغار المزارعين في القرى ‏فأمرهم يختلف عمن ذكرناه من كبار الملاكين  والمزارعين يحسن بنا أن نصف عاداتهم في أيام الحصاد ثم نصفها عند البحت عن الرجاد، فهؤلاء عندما تستحصد زروعهم في الأرض البعل يكون صبرهم قد نفذ مع مؤونتهم فيهبون هم وأولادهم ونساؤهم يأخذون معهم أدواتهم ولوازم إقامتهم ليالي الحصاد لأنهم قد يبيتون في الحقول طوال مدة العمل، وكلما أصبح الصباح يشرعون في الحصاد قلعا بأيديهم وهم جالسون القرفصاء على صف يتبارون في النشاط والصبر على مضض هذا العمل الشق إبان الحر الشديد ويتناشدون الأغاني استحثاثا للهمم. وكلما حصدوا (شماتة) ألفوها وراءهم فيأتي الأولاد والبنات ويلتقطون هذه الشمالات ويجعلونها غمورا في الحجم والعلو اللذين نوهنا بهما.

‏هذا والحصاد يكون إما قلعا بالأيدي، واما بأدوات يدوية قديمة واما بماكنات مجرورة بالدواب أو الجرارات واما بماكنات حصادة دراسة في آن واحد مجرورة بنفسها او بالجرارات.

‏أما الحصاد قلعا بالأيدي فيؤتى في الاكثر عند استئصال المحاصيل القصيرة السيقان كالشعير العربي ولا سيما ما كان مزروعا في أراضي خفيفة و كالقطانيات الصغيرة أمثال العدس والحمص و الكرسنة والجلبانة. وأما أدوات الحصاد اليدوية القديمة فهي المنجل والمقضب والمحصال.

‏وكل من هذه يختلف بأشكاله وأبعاده وطراز عمله حسب البلاد وعاداتها فالمنجل  Taucille ‏هو المعروف في بلاد الشام , المستعمل لوحده، وأشكاله , أحجامه تصغر وتكبر حسب البلاد وهو نصل من الحديد المطروق غير مسنن، أو مسنن وذو شكل مقوس وله حشبية ملساء السطح.

‏والمنجل هو أقدم أدوات الحصاد في العالم، ولا يزال منتشرا في كل بلاد الشرق والغرب لدى صغار الزراع، ولكن عملهم به بطيء ومتعب وخاصة في الحقول الملوثة بالأعشاب الغريبة والأشواك الواخزة.

‏ومما يمدح به أنه يساعد على حصاد الزروع القصيرة وتلك التي يخشى من تناثر حبوبها ، وكذا التي أصيبت بالضجعان فصار حصادها بالماكنات متعذرا والتي في حقول مسقوية  ذات مساكب وسواقي تحول دون حركة ماكنات الحصاد يمكن للعامل المتوسط القوة أن يحصد به في النهار 1.5 ‏- 2 ‏دونما.

‏والمقضب واسم ما يماثله في مصر ( الشرشرة ) وفي تركيا (قوصة) وفي فرنسا Sopel ‏هو أكبر حصاد المنجل، ويختلف عنه بأن نصله كالسيف مستقيم وعريض ويختلف عن المخصال بأن العصاه قصيرة ورأسها مائل إلى الوراء. وهو اسرع عملاً وأقل أتعابا من المنجل وفي أوربا يستعملون معه أداة تانية اسمها Rochet ‏يمكن ان نسميها (محجنا) ذات عصا قصيرة ونصل حديدي رفيع تمسك باليد اليسرى بينما المقضب باليمنى ويجذب العامل بالمحجن سيقان الزروع الواجب قطعها وهو منحني شبه الراكع فيقصها ويلقيها في أرضها، ويمكن للعامل أن يحصد في النهار 2-3 دونمات.

والمخصال: واسمه في مصر (السيف ) وفي تركيا (طيربان) وفي فرنسا ‏Fqulx هو نصل من الحديد بشكل السيف الطويل العريض المقوس قليلاً طوله ( 70- 80 ‏سم) وله عصا خشبية طويلة بقدر 75‏1سم ذات قبضة أو قبضتين وهي تكون في بلاد أوربا مستقيمة، وفي أمريكا معوجة قليلاً ، ولها قضبان حديدية رفيعة موازية للسيف وظيفتها جذب كمية من سيقان الزروع ليسهل قطعها بسيف المخصال.

‏وهو أسرع عملا وأقل إتعابا من المقضب، وأنسب لحصد الزروع العالية الخصبة ولحش كلأ المراعي وهو غير معروف في بلاد الشام وغير مستعمل إلا ‏لدى الشراكسة في قضاء الجولان والشاشان  في ناحية راس العين (الجزيرة)  حيث تكثر المراعي وهم يعرفونه من بلادهم الأصلية في القفقاس، بينما هو معروف في مصر ويستعملونه فقط في حش البرسيم. كما هو معروف وكثير الاستعمال جدا في أوروبا وأمريكا في حصاد الزروع والمراعي . وطريقة العمل به هي أن يقبض العامل باليد اليمنى على القبضة الصغيرة وهي خشبة بارزة قصيرة وسط العصا، ويقبض باليد اليسرى على العصا الكبيرة ويسير ضاربا الزروع ومحركا المخصال من اليمين إلى اليسار.

‏ويلاحظ وقت العمل أن يكون النصل أفقيا تماما لئلا يصطدم بالأرض، وأن يكون قريبا من سطحها بقدر الإمكان حتى لا تبقى من السيقان أجزاء عالية غير محصورة أو محشوشة، ويشتغل العامل بالمحصال وهو قائم أو منحني قليلاً ، يحصد به في النهار 3 – 4 ‏دونمات .

‏وحبذا لو شاع استعمال هذا المحصال في بلاد الشام في الأماكن التي زرعها أو كلؤها يطول ويناسب عمله، لأنه مرجح على كل حال على المنجل فهو يحصد في ‏النهار الواحد ضعاف ما يحصده المنجل المقضب، ولا يتعب الحاصد ولا يجبره على الانحناء بقدرهما. على أن استعمال المنجل أو المقضب أو المحصال في الحصاد جائز حينما تكون المساحات صغيرة والأراضي محجرة أو جبلية، والأيدي العاملة موفورة أجورها زهيدة أو محتملة. أما إذا صارت الأيدي العاملة قليلة وتتقاضى أجوراً باهظة تزيد نفقات الإنتاج، وكانت أسعار الحبوب بخسة لا تسد تلك النفقات فيجب حينئذ استعمال ماكنات الحصاد.

‏إن ماكنات الحصاد من أنفع ما اخترعه الميكانيك الزراعي وأوجبه لتقليل نفقات الحصاد وأتعابه وهذا الإقلال  كما ‏لا يخفى يؤدي الإكثار من الربح.

‏والربح كما قدمنا في مقدمة كتابنا هو الغاية المنشودة في الزراعة وما من أحد يجهل أن نفقات الحصاد المعمول بالأيدي أو بالأدوات اليدوية التي عددناها هي كثيرة تلتهم أرباح المزارعين ، ولا تبقي إلا القليل الذي لا يتناسب مع أكلافهم وأتعابهم طوال العام الزراعي.

ولا يخفى ان المزارعين يجدون كثيراً من المشتقات حين اقتراب موسم الحصاد، وإقدامهم على اقتراض المال بربا فاحش ليقدمونه سلفاً لعمال الحصاد ، وتحملهم الأسفار الطويلة ليتفقوا مع شرذمة منهم وقد لا يتفقون إلا اذا دفعوا جعلاً (بخشيشاً) مناسباً للمتنفذ بينهم أو إذا زادوا بأجور الحصاد زيادة تثير في نفوس أولئك العمال الطمع الذي يحملهم على الرضاء بحصد مزروعاتهم، ويدفعون لهم في نهاية العمل الأجور التي تذهب بمعظم أرباحهم .

‏ ‏لهذه الأسباب أصبح من الواجب استعمال ماكنات الحصاد التي ليست مما يصعب استعماله وإصلاحه حتى على صغار الزراع إذا فهموا أجزاءها وتمرنموا على إدارتها خلال بضعة أيام.

‏ولا سيما إذا تعاون واشترك بها 2‏-3‏-4 منهم واستعملوها بالدور وهي تحتوي على قطع بسيطة ومتينة ومقاومه للعمل ، وكل ما تحتاج إليه من الإصلاح اليومي هو سن السكاكين وتزييت العجلات والقطع الفعالة فقط.

‏هذا إلى أن قيمة الماكنة كلها (900 ‏- ١200 ‏ليرة سورية) لا يتجاوز ما يدفعه كل مزارع أجرة حصاد ‏في موسم واحد.

‏ونفقة حصاد الدونم بها لا يتجاوز في كل زمان ومكان خمس أو ربع نفقة ‏الحصاد باليد (المنجل) عملها سريع تقوم مقام 25-30 عاملا في اليوم ، اذا قدرنا مساحة ما يحصده العامل بين حصاد وتغمير وتنظيف بدونم واحد.

ثم هي تشتغل كما تشتهي المزارع وحينما يرغب وتريحه من اجور الحصادين ومشاكلهم ومطالبهم العديدة التي قدمنا ذكرها وخاصة في السهول المنبسطة والحقول الوسيعة كالتي في محافظاتنا الشمالية.

‏ويمكنه أن يؤجرها إلى جيرانه إذا أكمل عمله بها، وهي إذا وضعت تحت سقيفة وحفظت من المطر والغبار والشمس عاشت سنين طوالا.

‏وماكنات الحصاد اخترعت في أوروبا في النصف الأول من القرن التاسع عشر وما زالوا في أوروبا وأمريكا يصلحون فيها ويحسنون حتى بلغت الغاية من المتانة وسهولة العمل.  

‏إن ماكنات الحصاد على شكلين:

‏ألأول- (حصادة غمارة) أو عادية تحصد الزرع وتجمعه أغمارا بدون ربط وتلقيه على الأرض مصفوفاً.

‏وهذه هي الماكنات التي نوصي بها زراعنا الصغار والمتوسطي الحال الذين عندهم زروع عالية إلى حد ما تسمح لهذه الماكنة بحصدها.

والثاني- (حصادة رباطة) تحصد الزرع وتجمعه حزما وتربط  هذه الحزم بخيوط وتلقيها على الأرض أكداساً.

‏وأكثر الأحجام شيوعاً في الحصادات الأولى هي التي يبلغ عرض سكينتها 6-5 ‏أقدام.

‏وهي تجر بزوج من الخيل أو البغال أو الثيران القوية على أن تبدل بغيرها في منتصف النهار ويشتغل بها غلامان سائق ومعاونة وهي تحتاج معها الى 3-4 أولاد للم المحصول الذي حصد من طريقها (إلا إذا كان هناك الملم الآلي الذي يجره حصان) وأربعة رجال يحصدون ما يتبقى في آخر الحقل وفي وسطه إذا لزم . مع حصاد جدران المساكب (الكسول) والسواقي وهدمها وذلك في الأرضي المسقوية ‏ولحصاد محيط الحقل قبل بدء استعماله.

‏ومن نقائصها أنها تترك في الأرض الأحجار والأدغال، وهذا أصر ذو بال في المناطق المحتاجة إلى التبن ولكنه غير ذي بال في سواها .

‏ولا يمكن حصاد القمح المصاب بالضجعان بها فضلا عن أن النسافات قد تسقط بعض السنابل على الأوامر إذا زاد نضج القمح واشتد جفافه ، مما يترتب عليه نفقات في جمع هذه السنابل.

‏وعلى رغم ذلك فإن هذه الماكنات كما قلنا من أحسن وسائل الحصاد وأسرعها، خصوصا إذا كان المزارع مستعجلا بحصاد محصوله خشية التلف أو الحوادث.

‏ففي مثل هذه الحالة يحسن حصاد القمح قبل ‌أن يزداد نضجه وجفافه، ولا خوف عليه من ذلك إذ يتم جفافه عقيب الحصاد قبل الدراس.

والحصادة الرباطة تجر بثلاثة رؤوس تبدل أيضاً في منتصف النهار ويشتغل بها ثلاثة عمال.

وبينما الحصادة الغمارة تحصد في النهار خلال عشر ساعات مساحة 25 ‏- 30 ‏دونما تحصد الرباطة  30- 40 ‏دونما ، وتزداد المساحتان بزيادة قوى الدواب الجارة أو باستعمال جزارة قوتها عشرون حصاناً ، وحينئذ تجد الإسراع والإتقان الزائدين.

‏والحصادة الرباطة تنفع خاصة في بلاد السهلة التي تهب فيها أيام الحصاد رياح شديدة تبعثر القش الذي تلقيه الماكنة العادية.

‏فالربط والحزم بالخيوط  يحولان دون تلك البعثرة ‏ويسهلان اللم والتحميل والرجاد.

‏لكن هذه الماكنة الرباطة كبيرة الحجم ثقيلة الوزن معقدة التركيب تحتاج- إلى عمال مهرة ودواب قوية.

‏لذلك لا نوصي بها زراعنا الصغار بل نوصي باستعمال الحصادة الغمارة التي لا تربط لأنها أصغر حجماً وأخف وأسهل عملاً.

‏وأحسن استعمال المكنات المذكورة المسحوبة بالدواب او الجرارات والتي توجب الرجاد والدراس فيما بعد هو استعمال المكنات (الحصادة الدراسة) التي لها محرك يسيرها.

وهذه المكنات الحديثة – الاختراع قد انتشرت الآن في بلاد الشام في بعض المزارع الكبيرة في محافظة الجزيرة وأدت خدمات عظيمة لسرعة عملها وتوفيرها نفقات جمة للحصاد والرجاد والدراس.

‏ولابد من القول بأن هذه الماكنات كلها لا تسير وتعمل عملا صالحا إلا إذا كان الزرع عاليا والحقول محروثة ومسلوفة وممشطة من قبل ، وخالية من التلع والأخاديد والحفر ومنظفة من الأحجار والأشواك بالقدر المستطاع ، أما في الأراضي المسقوية فيصعب استعمالها لأن الجداول السواقي وجدران المساكب (الكسول) تعرقل سير هذه الماكنات.

‏واذن يجب بادئ ذي بدء ردم هذه الجداول والسواقي، وهدم الجدران المذكورة إما بالأدوات اليدوية أو بإضافة قطع إلى الماكنات المذكورة تقوم بهذه الأعمال أمامها وتمهد لها سبيل السير.




الإنتاج الحيواني هو عبارة عن استغلال الحيوانات الزراعية ورعايتها من جميع الجوانب رعاية علمية صحيحة وذلك بهدف الحصول على أعلى إنتاجية يمكن الوصول إليها وذلك بأقل التكاليف, والانتاج الحيواني يشمل كل ما نحصل عليه من الحيوانات المزرعية من ( لحم ، لبن ، صوف ، جلد ، شعر ، وبر ، سماد) بالإضافة إلى استخدام بعض الحيوانات في العمل.ويشمل مجال الإنتاج الحيواني كل من الحيوانات التالية: الأبقـار Cattle والجاموس و غيرها .



الاستزراع السمكي هو تربية الأسماك بأنواعها المختلفة سواء أسماك المياه المالحة أو العذبة والتي تستخدم كغذاء للإنسان تحت ظروف محكمة وتحت سيطرة الإنسان، وفي مساحات معينة سواء أحواض تربية أو أقفاص، بقصد تطوير الإنتاج وتثبيت ملكية المزارع للمنتجات. يعتبر مجال الاستزراع السمكي من أنشطة القطاعات المنتجة للغذاء في العالم خلال العقدين الأخيرين، ولذا فإن الاستزراع السمكي يعتبر أحد أهم الحلول لمواجهة مشكلة نقص الغذاء التي تهدد العالم خاصة الدول النامية ذات الموارد المحدودة حيث يوفر مصدراً بروتينياً ذا قيمة غذائية عالية ورخيص نسبياً مقارنة مع مصادر بروتينية أخرى.



الحشرات النافعة هي الحشرات التي تقدم خدمات قيمة للإنسان ولبقية الاحياء كإنتاج المواد الغذائية والتجارية والصناعية ومنها ما يقوم بتلقيح النباتات وكذلك القضاء على الكائنات والمواد الضارة. وتشمل الحشرات النافعة النحل والزنابير والذباب والفراشات والعثّات وما يلحق بها من ملقِّحات النباتات.ومن اهم الحشرات النافعة نحل العسل التي تنتج المواد الغذائية وكذلك تعتبر من احسن الحشرات الملقحة للنباتات, حيث تعتمد العديد من اشجار الفاكهة والخضروات على الحشرات الملقِّحة لإنتاج الثمار. وكذلك دودة الحريري التي تقوم بإنتاج الحرير الطبيعي.