أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-2-2016
11818
التاريخ: 4-2-2016
14959
التاريخ: 15-1-2022
1985
التاريخ: 8-8-2017
2041
|
لم يأخذ فقهاء الشيعة الامامية بنظام الارث بالتعصيب ، وانما اخذوا بديلاً عنه بنظام الارث بالقرابة ، استناداً على العموم الوارد في قوله عز وجل : ( وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (1). ولم يأخذوا بالاحاديث المخصصة لهذا العموم . من هنا فانهم لم يعدوا الذكورة في التوريث بالقرابة ، وانما كان الاعتداد عندهم لمرتبة ودرجة القرابة سواء كانت القرابة من جهة الرجل او من جهة المرأة . ان طبيعة نظام التوريث بالقرابة عند الامامية يقوم على اساس تصنيف الاقارب الى مراتب وان كل مرتبة تحجب المرتبة التي تليها . وعلى هذا الاساس فأن الورثة يكونون على مراتب ثلاث ، مقسمة على وفق التقسيم الاتي :
1.المرتبة الاولى : الابوان ( الاب والام ) والاولاد وان نزلوا ، والاولاد تشمل كل الفروع لا فرق بين فرع المذكر وفرع المؤنث من حيث اصل الاستحقاق او مقداره ، وهؤلاء في مرتبة واحدة لا يتقدم بعضهم على بعض .
2. المرتبة الثانية : الاخوة والاخوات ، وان نزلوا ، والاجداد والجدات وان علو من جميع الجهات ، اذ لا فرق بين من يتصل بالميت عن طريق الذكور او الاناث ، وهؤلاء ايضاً في مرتبة واحدة ، لا يتقدم بعضهم على بعض بل يشترك البعيد من احد الصنفين مع القريب من الصنف الاخر ، بيد ان الاقرب الى الميت من كل صنف يحجب الابعد من صنفه .
3.المرتبة الثالثة : الاعمام والعمات ، والاخوال والخالات ، من اية جهة ،واولادهم وهؤلاء هم مرتبة واحدة وصنف واحد ، لذلك فأن الاقرب يحجب الابعد .
وبازاء ذلك يمكن ادراج الملاحظات الاتية :
1- ان في داخل كل طبقة او مرتبة من هذه المراتب الثلاثة -وكما تقدم - صنفين :
ففي الاولى : الاب والام صنف ، والاولاد – وان نزلوا - صنف اخر ، مما يعني ان هذه المرتبة تشمل الاصول المباشرة ( الاب والام ) والفروع .
وفي الثانية : الاخوة والاخوات واولادهم – وان نزلوا – صنف ، والاجداد والجدات – وان علوا – صنف اخر .
اما الطبقة او المرتبة الثالثة وهي مرتبة العمومة والخؤولة واولادهم ، فانها صنف واحـد .
2- ان كل مرتبة او طبقة تحجب التي تليها ، وعلى هذا فأن المرتبة الاولى تحجب الثانية والثالثة ، وان المرتبة الثانية تحجب الثالثة ، اما في داخل الصنف الواحد ضمن المرتبة فأن الاقرب يحجب الابعد .
وتأسيساً على ما تقدم فان الابن يحجب ابن الابن ، وابن الابن يحجب ابن ابن الابن ، وهكذا ، وايضاً فان الاخوة والاخوات ، يحجبون اولادهم ، والجد الادنى يحجب الاعلى ( الابعد ) ولكنه ( الجد الادنى ) لا يحجب اولاد الاخوة وان نزلوا بمراتب ( كما تقدم ) . وكذا الحال فان الاخ او الاخت لا يحجبان الجد الاعلى وان تصاعد بمراتب . اما الاعمام والاخوال ، فحيث انهم صنف واحد ، فان العم يحجب ابن الخال كما يحجب ابن العم ، وكذا الخال يحجب ابن العم كما انه يحجب ابن الخال ، وان ابن العم يحجب ابن ابن الخال كما انه يحجب ابن ابن العم ، وهكذا وتأسيساً على قاعدة ( الاقرب يحجب الابعد ) .
3- في الطبقتين او المرتبتين الاخيرتين ، يحجب المتقرب بالابوين ، المتقرب بالاب ، خاصة مع تساويهما في الدرجة والمرتبة ، ولا يحجب المتقرب بالام خاصة . فالاخ والاخت للاب والام ، يحجبان الاخ والاخت لاب ، دون الاخ والاخت لأم ، وكذا ابن الاخ او الاخت للابوين ، يحجبان ابن الاخ او الاخت للاب خاصة ، ولكن لا يحجب ابن الاخ او الاخت للابوين ، ابن الاخ او الاخت للام ، بل هما يحجبانهما بسبق درجتمهما عليهما . وكذا العم للابوين ، ( بمعنى من كان اخا ابيه وامه ) فانه يحجب العم والخال لاب ( بمعنى من كان اخا ابيه او امه لاب خاصة ) وكذا للابوين فانه يحجب الخال لاب .
4.ان هذه الطبقات او المراتب للوارثين هي طبيعية ، وبيان ذلك انه لا توجد واسطة بين الميت من جهة وبين ابويه واولاده من جهة اخرى ، لذا فانهم باقون في المرتبة الاولى ، ويأتي بعدهم مباشرة الاخوة والاجداد ، اذ يتصلون بالميت بواسطة واحدة وهي الاب والام ، لذا فانهم يكونون في المرتبة الثانية ، ثم يأتي من بعد ذلك الاعمام والاخوال ، فانهم يتصلون بالميت بواسطتين هما : الجد او الجدة ، والاب او الام ، لذا فان مرتبتهم تكون الثالثة .
وبناءاً على ما تقدم فأن المرتبة الاولى تكون اولى لانه لا واسطة بين الميت من جهة ، وبين اصناف هذه المرتبة من جهةٍ ثانية ، وان المرتبة الثانية تكون ثانية ، لانه توجد بينهم وبين الميت واسطة واحدة فقط ، اما المرتبة الثالثة فانها تكون كذلك ( ثالثة ) لانه توجد بينها وبين الميت واسطتين وهكذا ، وذلك امر طبيعي(2).
__________________
1- سورة الأنفال /الآية 75 .
2- ينظر بصدد ما تقدم : المفيد ، المقنعة ، ص680 وما بعدها ، الطوسي ، المبسوط ، ج4 ، ص69 وص91 ، الشهيد الثاني ، مسالك الافهام ، ج13 ، ص119 وما بعدها ، المحقق الحلي، شرائع الاسلام ، ج2 ، طبعة مؤسسة الوفاء ، 1983 ، ص919 وما بعدها ، جعفر السبحاني ، الميراث بالقرابة أو بالتعصيب ،10_14 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|