المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



نبوةّ عيسى عليه السلام وما كان في زمانه ومولده ونبوّته  
  
2443   04:36 مساءاً   التاريخ: 4-2-2016
المؤلف : قطب الدين الرّاوندي
الكتاب أو المصدر : قصص الانبياء
الجزء والصفحة : ص 264- 280.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة نبي الله عيسى وقومه /

1 ـ وبإسناده عن سعد بن عبدالله [ رفعه ] (1) عن الصّادق عليه السلام في قوله تعالى : {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} [التحريم : 12] قال : أحصنت فرجها قبل أن تلد عيسى عليه السلام خمسمائة عام قال : فأوّل من سوهم عليه مريم ابنة عمران نذرت أمّها ما في بطنها محرّراً للكنيسة ، فوضعتها اُنثى فشدت (2) ، فكانت تخدم العبّاد تناولهم حتى بلغت ، وأمر زكريّا أن يتّخذ لها حجاباً دون العبّاد ، فكان زكريا يدخل عليها فيرى عندها ثمرة الشّتاء في الصّيف وثمرة الصّيف في الشّتاء ، قال يا مريم : أنّى لك هذا؟ قالت : هو من عند الله ، وقال : عاشت مريم بعد عمران خمسمائة سنة (3).

2 ـ وقال الباقر عليه السلام : أنّها بشرت بعيسى عليه السلام فبينا هي في المحراب إذ تمثّل لها الرّوح الأمين بشراً سويّاً { قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا} [مريم : 18، 19].

فتفل في جيبها ، فحملت بعيسى عليه السلام فلم يلبث أن ولدت ، وقال : لم تكن على وجه الأرض شجرة إلاّ ينتفع بها ، ولا ثمرة ولا شوك ما حتّى قالت فجرة بني آدم : كلمة السّوء. فاقشعرّت الأرض وشاكت الشّجرة ، وأتى إبليس تلك اللّيلة ، فقيل له : قد ولد اللّيلة ولد لم يبق على وجه الأرض صنم إلاّ خرّ لوجهه ، وأتى المشرق والمغرب يطلبه ، فوجده في بيت دير قد حفّت به الملائكة ، فذهب يدنو فصاحت الملائكة : تنحّ ، فقال لهم : من ابوه؟ فقالت : فمثله كمثل آدم. فقال إبليس : لأضلّن به اربعة أخماس الناس (4).

3 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكّل ، حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد ، حدّثنا الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن زياد بن سوقة ، عن الحكم بن عينية قال : قال أبو جعفر عليه السلام : لمّا قالت العواتق الفرية ـ وهي سبعون ـ لمريم عليها السلام : لقد جئت شيئاً فريّاً ، أنطق الله تعالى عيسى عليه السلام عند ذلك ، فقال لهنّ : تفترين على أميّ ، أنا عبدالله آتاني الكتاب ، وأقسم بالله لأضربن كلّ امرأة منكنّ حدّاً بافترائكنّ على أميّ ، قال الحكم : فقلت للباقر عليه السلام أفضربهنّ عيسى عليه السلام بعد ذلك؟ : قال : نعم ، ولله الحمد والمنّة (5).

4 ـ وبإسناده عن الصّفّار ، عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن يحيى بن عبدالله قال : كنّا بالحيرة ، فركبت مع أبي عبد الله عليه السلام فلمّا صرنا حيال قرية فوق المآصر (6) قال : هي هي حين قرب من الشطّ وصار على شفير الفرات ، ثمّ نزل فصلّى ركعتين ، ثمّ قال : أتدري أين ولد عيسى عليه السلام؟ قلت : لا ، فقالت : في هذا الموضع الّذي أنا جالس فيه ، ثمّ قال : أتدري أي كانت النّخلة؟ قلت : لا ، فمدّ يده خلفه ، فقال : في هذا المكان ، ثم قال : أتدري ما القرار؟ وما الماء المعين؟ فقلت : لا ، قال : هذا هو الفرات. ثمّ قال : أتدري ما الرّبوة؟ قلت : لا ، فأشار بيده عن يمينه ، فقال : هذا هو الجبل إلى النّجف.

وقال : إنّ مريم عليها السلام ظهر حملها ، وكان في واد فيه خمسمائة بكر يعبدون ، وقال : حملته سبع ساعات ، فلمّا ضربها الطّلق خرجت من المحراب إلى بيت دير لهم ، فأجاءها المخاض إلى جذع النّخلة ، فوضعته ، فحملته ، فذهبت به إلى قومها ، فلمّا رأوها فزعوا ، فاختلف فيه بنو إسرائيل ، فقال بعضهم : هو ابن الله وقال بعضهم : هو عبدالله ونبيّه ، وقالت اليهود : بل هو ابن الهنة ويقال للنّخلة الّتي أنزلت على مريم : العجوة (7).

5 ـ وبإسناده عن ابن أورمة ، عن أحمد بن خالد لكرخي ، عن الحسن بن إبراهيم ، عن سليمان الجعفي ، قال : قال أبو الحسن عليه السلام : أتدري بما حملت مريم؟ قلت : لا ، قال : من تمر صرفان (8) أتاها به جبرئيل عليه السلام (9).

6 ـ وبإسناده عن سعد بن عبدالله ، حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن يزيد الكناسي ، قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : كان عيسى حين تكلّم في المهد حجّة الله جلّت عظمته على أهل زمانه؟.

قال : كان يومئذ نبيّاً حجّة على زكريّا في تلك الحال وهو في المهد.

وقال : كان في تكل الحال آية للنّاس ورحمة من الله لمريم عليها السلام حين تكلّم وعبّر عنها ونبيّاً وحجّة على من سمع كلامه في تلك الحال ، ثمّ صمت فما تكلّم حتّى مضت له سنتان ، وكان زكريّا عليه السلام الحجّة على الناس بعد صمت عيسى سنتين.

ثمّ مات زكريّا ، فورثه يحيى عليه السلام الكتاب والحكمة وهو صبيّ صغير ، فلمّا بلغ عيسى عليه السلام سبع سنين تكلّم بالنّبوّة حين أوحى الله تعالى إليه ، وكان عيسى الحجّة على يحيى وعلى النّاس أجمعين.

وليس تبقى الارض يا أبا خالد (10) يوماً واحداً بغير حجّة الله على الناس منذ خلق الله آدم عليه السلام.

قلت : أو كان عليّ بن أبي طالب عليه السلام حجّة من الله ورسوله إلى هذه الأمّة في حياة رسول الله صلى الله عليه واله؟

قال : نعم ، وكانت طاعته واجبة على النّاس في حياة رسو ل الله صلى الله عليه واله  وبعد وفاته ولكنّه صمت ولم يتكلّم مع النّبيّ صلى الله عليه واله  وكانت الطّاعة لرسول الله صلى الله عليه واله على أمّته وعلى عليّ معهم في حال حياة رسول الله ، وكان عليّ حكيماً عالماً (11).

7 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطّالقاني ، حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني مولى بن هاشم ، حدّثنا بن عبدالله بن جعفر ، حدّثنا كثير بن عيّاش القطان ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن الباقر عليه السلام قال : لمّا ولد عيسى عليه السلام كان ابن يوم كانّه ابن شهرين ، فلمّا كان ابن سبعة أشهر أخذته والدته وأقعدته عند المعلّم ، فقال المؤدّب : قل : بسم الله الرحمن الرحيم. قال عيسى عليه السلام : بسم الله الرّحمن الرحيم ، فقال المؤدّب : قل أبجد فقال : يا مؤدّب ما أبجد؟ وان كنت لا تدري فاسألني حتّى أفسّر لك ، قال : فسّره لي.

فقال عيسى عليه السلام : الألف : آلاء الله والباء بهجة الله والجيم جمال الله والدّال دين الله. هوّز : الهاء [ هول ] (12) جهنّم والواو ويل لأهل النّار والزّاي زفير جهنّم. حطّي : حطّت الخطايا عن المذنبين المستغفرين.

كلمن : كلام الله لا مبدّل لكلماته. سعفص : صاع بصاع والجزاء بالجزاء. قرشت : قرشهم فحشرهم.

فقال المؤدّب : أيتّها المرأة لا حاجة له إلى التّعليم (13).

8 ـ وبإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن محمد الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان بين داود وعيسى عليهما السلام أربعمائة سنة وثمانون سنة ، واُنزل على عيسى في الإنجيل مواعظ وأمثال وحدود ، وليس فيها قصاص ولا أحكام حدود ولا فرض مواريث ، واُنزل عليه تخفيف ما كان نزل على موسى عليه اسلام في التّوارة ، وهو قوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام : أنه قال لبني إسرائيل : {وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} [آل عمران: 50] وأمر عيسى عليه السلام من معه ممّن تبعه من المؤمنين أن يؤمنوا بشريعة التّوراة وشرايع جميع النّبيين والأنجيل.

قال : ومكث عيسى عليه السلام حتّى بلغ سبع سنين أو ثمانياً ، فجعل يخبرهم بما يأكلون وما يدّخرون في بيوتهم ، فأقام بين أظهرهم يحيي الموتى ، ويبرئ الأكمه والأبرص ، ويعلّمهم التّوراة ، وأنزل الله تعالى عليه الإنجيل لمّا أراد أن يتّخذ عليهم حجة.

وكان يبعث إلى الرّوم رجلاً لا يداوي أحداً إلاّ برئ من مرضه ، ويبرى الأكمه والأبرص ، حتّى ذكر ذلك لملكهم ، فاُدخل عليه ، فقال : أتبرئ الأكمه والأبرص؟ قال : نعم ، قال : فأتى بغلام منخسف الحدقة لم ير شيئاً قطّ ، فأخذ بندقتين فبندقهما ، ثمّ جعلهما في عينيه ودعا فإذا هو بصير ، فأقعده الملك معه وقال : كن معي ولا تخرج من مصري ، وأنزله معه بأفضل المنازل.

ثمّ إنّ المسيح عليه السلام بعث آخر وعلّمه ما به يحيي الموتى ، فدخل الرّوم وقال : أنا أعلم من طبيب الملك ، فقالوا للملك : ذلك ، قال : اتقلوه ، فقال الطّبيب : لا تقتله ادخله ، فإن عرفت خطأه قتلته ولك الحجّة ، فاُدخل عليه ، فقال : أنا أحيي الموتى ، فركب الملك والناس إلى قبر ابن الملك مات في تلك الأيّام ، فدعا رسول المسيح عليه السلام ، وأمّن طبيب الملك الّذي هو رسول المسيح عليه السلام أيضاً الأوّل ، فانشقّ القبر فخرج ابن الملك ، ثمّ جاء يمشي حتّى جلس في حجر أبيه فقال : يا بنيّ من أحياك؟ قال : فنظر ، فقال : هذا وهذا فقاما وقالا : إنّا رسول المسيح عليه السلام إليك وانّك كنت لا تسمع من رسله إنّما تأمر بقتلهم إذا أتوك فتابع ، وأعظموا أمر المسيح عليه السلام حتّى قال فيه أعداء الله ما قالوا ، واليهود يكذّبونه ويريدون قتله (14).

9 ـ وسالوا عيسى عليه السلام أن يحيي سام بن نوح عليه السلام فأتى إلى قبره ، فقال : قم يا سام باذن الله ، فانشقّ القبر ، ثمّ أعاد الكلام فتحرّك ، ثمّ أعاد الكلام فخرج سام ، فقال عيسى عليه السلام : أيّهما أحبّ إليك تبقى أو تعود؟ قال : يا روح الله ، بل أعود إنّي لأجد لذعة الموت في جوفي إلى يوم هذا (15).

10 ـ وبإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن عليّ بن عقبة (16) ، عن يزيد القصرانيّ ، قال : قال لي أبو عبدالله عليه السلام : صعد عيسى عليه السلام على جبل بالشّام يقال له : أريحا ، فأتاه إبليس في صورة ملك فلسطين ، فقال له : يا روح الله أحييت الموتى وأبرأت الأكمه والابرص ، فاطرح نفسك عن الجبل ، فقال عيسى عليه السلام : إنّ ذلك أذن لي فيه وهذا لم يؤذن لي فيه (17).

11 ـ وبإسناده عن الصّفار ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن الصّادق عليه السلام قال : جاء إبليس إلى عيسى عليه السلام ، فقال : أليس تزعم أنّك تحيي الموتى؟ قال عيسى عليه السلام : بلى ، قال إبليس : فاطرح نفسك من فوق الحائط ، فقال عيسى عليه السلام : ويلك إنّ العبد لا يجرّب ربّه وقال إبليس : يا عيسى هل يقدر ربّك على أن يدخل الأرض في بيضة والبيضة كهيئتها؟ فقال : انّ الله عزّ وجلّ لا يوصف بعجز ، والّذي قلت لا يكون.

يعني (18) : هو مستحيل في نفسه كجمع الضّدين (19).

12 ـ وفي خبر آخر : أنّ إبليس قال لعيسى عليه السلام : أنت بلغ من عظم ربوبيّتك أن تكوّنت من غير أب؟ قال عيسى عليه السلام ، قال إبليس : أنت الّذي بلغ من عظم ربوبيّتك أنّك تخلق من الطّين كهيئة الطّيل؟ فتنفخ فيه فيكون طيراً ، فقال عيسى عليه السلام : بل العظمة للّذي خلقني وخلق ما سخّر لي (20).

13 ـ وفي رواية : أتت عيسى عليه السلام امرأة من كنعان بابن لها مزمن ، فقالت : يا نبيّ الله ابني هذا زمن ادع الله له قال : إنّما أمرت ان ابرئ زمني بني إسرائيل ، قالت : يا روح الله إنّ الكلاب تناول من فضول موائد أربابها إذا رفعوا موائدهم ، فأنلنا من حكمتك ما ننتفع به ، فاستأذن الله تعالى في الدّعاء فأذن له فأبرأه (21).

14 ـ وبإسناده عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، قال : سأل أبي أبا عبد الله عليه السلام هل كان عيسى يصيبه ما يصيب ولد آدم؟ قال : نعم. ولقد كان يصيبه وجع الكبار في صغره ، ويصيبه وجع الصّغار في كبره ويصيبه المرض ، وكان إذا مسّه وجع الخاصرة في صغره وهو من علل الكبار قال لأمّه : ابغي لي عسلاً وشونيزاً وزيتاً فتعجني به ثمّ ائتيني به فأتته به فكرهه فتقول : لم تكرهه وقد طلبته فقال : هاتيه ، نعتّه لك بعلم النبوّة وأكرهته لجزع الصّبا ويشّم الدّواء ثم يشربه بعد ذلك (22).

15 ـ وفي رواية إسماعيل بن جابر ، قال أبو عبدالله عليه السلام : إنّ عيسى بن مريم عليه السلام كان يبكي بكاءاً شديداً ، فلمّا أعيت مريم عليها السلام كثرة بكائه قال لها : خذي من لحا هذه الشّجرة فأجعلي وجورا ثمّ اسقينيه ، فإذا سقي بكى بكاءاً شديداً فتقول مريم عليها السلام : ماذا امرتني؟ فيقول : يا أمّاه علم النّبوّة وضعف الصّبا (23).

16 ـ وبإسناده عن ابن سنان ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبي بصير ، عن الصّادق عليه السلام قال : إنّ عيسى عليه السلام مرّ بقوم مجلبين ، فسأل عنهم ، فقيل : بنت فلان تهدى إلى بيت فلان ، فقال : صاحبتهم ميتة من ليلتهم ، فلمّا كان من الغد قيل : إنّها حيّة يخرج بها النّاس إلى دارها فخرج زوجها ، فقال له : سل زوجتك ما فعلت البارحة من الخير؟ فقالت : ما فعلت شيئاً إلاّ أنّ سائلاً كان يأتيني كلّ ليلة جمعة فيما مضى وأنّه جاءنا ليلتنا فهتف فلم يجب ، فقال : عزّ عليّ أنّها لا تسمع صوتي وعيالي يبقون اللّيلة جياعاً ، فقمت مستنكرة فأنلته مقدار ما كنت أنيله فيما مضى ، قال عيسى عليه السلام : تنحّي من مجلسك فتنحّت ، فإذا تحت ثيابها أفعى عاض على ذنبه ، فقال : بما تصدّقت صرف عنك هذا (24).

17 ـ وبإسناده عن ابن أورمة ، عن عيسى بن العبّاس ، عن محمد بن عبد الكريم التّفليسي ، عن عبد المؤمن بن محمد رفعه قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : أوحى الله جلّت عظمته إلى عيسى عليه السلام جدّ في أمري ولا تترك (25) إنّي خلقتك من غير فحل آية للعالمين ، أخبرهم آمنوا بي وبرسولي النّبي الاُمّي نسله من مباركة ، وهي مع أمّك في الجنّة ، طوبى لمن سمع كلامه وأدرك زمانه وشهد أيّامه.

قال عيسى عليه السلام : يا ربّ وما طوبى؟ قال : شجرة في الجنّة ، تحتها عين من شرب منها شربة لم يظمأ بعدها ابداً ، قال عيسى عليه السلام : يا ربّ اسقني منها شربة ، قال : كلاّ يا عيسى إنّ تلك العين محرّمة على الأنبياء حتّى يشربها ذلك النبيّ ، وتلك الجنّة محرّمة على الاُمم حتّى تدخلها أمّة ذلك النبيّ (26).

18 ـ وبإسناده عن ابن سنان ، قال : قال الصّادق عليه السلام : قال عيسى بن مريم عليهما السلام لجبرئيل عليه السلام : متى قيام السّاعة؟ فانتفض جبرئيل انتفاضة اُغمي عليه منها ، فلمّا أفاق قال : يا روح الله ما المسؤول أعلم بها من السّائل وله من في السّماوات والأرض لا تأتيكم إلاّ بغتة (27).

19 ـ وعن ابن سنان قال : قال الصّادق عليه السلام : كان فيها أوحى الله تعالى جلّ ذكره إلى عيسى عليه السلام : هب لي من عينيك الدّموع ، ومن قلبك الخشية ، واكحل عينيك بميل الحزن إذا ضحك البطّالون ، وقم على قبور الأموات ونادهم بالصّوت الرّفيع لعلّك تأخذ موعظتك منهم ، وقل : إنّي لاحق (28) في الّلاحقين (29).

20 ـ وقال الحوّاريّون لعيسى عليه السلام : يا معلّم الخير علّمنا أيّ الأشياء أشدّ؟ قال : أشدّ الأشياء غضب الله ، قالوا : فبما يتّقى غضب الله؟ قال : بأن لا تغضبوا ، قالوا : وما بدء الغضب؟ قال : الكبر ، والتّجبر ، ومحقرة النّاس (30).

21 ـ قال أبو جعفر عليه السلام: يقول : ما تدري ما يفجأك ما يمنعك ما تسعد له قبل أن يعيشك(31).

22 ـ قال : وقال الحواريّون لعيسى عليه السلام : علّمنا ، قال : انّ موسى عليه السلام أمركم أن لا تحلفوا بالله كاذبين وأنا آمركم أن لا تحلفوا بالله لا كاذبين ولا صادقين (32).

23 ـ وقال عيسى عليه السلام ليحيى عليه السلام : إذا قيل فيك ما فيك فاعلم أنّه ذنب ذكرتهُ فاستغفر الله منه ، وإن قيل فيك ما ليس فيك فاعلم أنّها حسنة كتبت لك لم تتعب فيها (33).

24 ـ وبإسناده عن ابن أورمة ، عن الحسن بن عليّ ، عن الحسن بن الجهم ، عن الرّضا عليه السلام قال : كان عيسى عليه السلام يبكي ويضحك ، وكان يحيى عليه السلام يبكي ولا يضحك ، وكان الّذي يفعل عيسى عليه السلام أفضل (34).

25 ـ وقال رسول الله صلى الله عليه واله : مرّ أخي عيسى عليه السلام بمدينة وإذا في أثمارهم الدّود ، فشكوا إليه ما بهم ، فقال : دواء هذا معكم ، ولستم تعلمون أنتم إذا غرستم الأشجار صببتم التّراب ثمّ الماء ، وليس هكذا انّما ينبغي أن تصبّوا الماء في أصول الشجر ثم التّراب ، فاستأنفوا كما وصف ، فذهب عنهم ذلك (35).

26 ـ وقال رسول الله صلى الله عليه واله : مرّ أخي عيسى عليه السلام بمدينة وفيها رجل وامرأة يتصايحان ، فقال : ما شأنكما؟ قال : يا نبيّ الله هذه امرأتي صالحة وليس بها بأس ، ولكنّي أحبّ فراقها ، فهي خلقة الوجه من غير كبر ، قال عيسى عليه السلام : يا امرأة أتحبيّن أن يعود ماء وجهك طريّاً؟ قالت : نعم ، قال : إذا أكلت إيّاك أن تشبعي لأنّ الطّعام إذا تكاثر على الصّدر زاد في البدن  فذهب ماء الوجه ، ففعلت ذلك فعاد وجهها طريّاً (36).

27 ـ وبإسناده عن ابن سنان ، عن الصّادق عليه السلام قال : لا تمزح فيذهب نورك ولا تكذب فيذهب بهاؤك ، وإيّاك وخصلتين : الضّجر والكسل ، فإنّك إن ضجرت لم تصبر على حقّ ، وإن كسلت لم تؤدّ حقاً.

قال : وكان المسيح عليه السلم يقول : من كثر همّه سقم بدنه ، ومن ساء خلقه عذّب نفسه ، ومن كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر كذبه ذهب بهاؤه ، ومن لاحى الرّجال ذهبت مرّوته (37).

28 ـ وقال قال النّبي صلى الله عليه واله  : مرّ أخي عيسى عليه السلام بمدينة ، فإذا وجوههم صفر وعيونهم زرق ، فشكوا إليه ما بهم (38) من العلل ، فقال : دواؤكم معكم أنتم إذا أكلتم اللّحم طبختموه غير مغسول ، وليس يخرج شيء من الدّنيا إلاّ بجنابة ، فغسلوا بعد ذلك بحومهم ، فذهبت أمراضهم (39).

29 ـ ومرّ أخي عيسى عليه السلام بمدينة وإذا أهلها أسنانهم منتشرة ووجوههم منتفخة ، فشكوا إليه ، فقال : أنتم إذا نمتم تطبقون أفواهكم ، فتغلي الرّيح في الصّدر حتّى تبلغ إلى الفم ولا يكون له مخرج ، فيرجع إلى أصول الأسنان فيفسد الوجه ، فإذا نمتم فافتحوا شفاهكم ، ففعلوا (40) فذهب ذلك عنهم (41).

30 ـ وبإسناده عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن الصّادق عليه السلام قال : إنّ عيسى عليه السلام لمّا اراد وداع أصحابه جمعهم ، وأمرهم بضعفاء الخلق ، ونهاهم عن الجبابرة ، فوجّه اثنين غلى أنطاكية ، فدخلا في يوم عيد لهم ، فوجداهم قد كشفوا عن الاصنام وهم يعبدونها ، فعجّلا عليهم بالتّعنيف ، فشدّا بالحديد وطرحا في السّجن ، فلمّا علم شمعون بذلك أتى أنطاكية حتّى

دخل عليهما في السّجن ، وقال : ألم أنهكما عن الجبابرة.

ثمّ خرج من عندهما وجلس مع النّاس مع الضّعفاء ، فأقبل فطرح كلامه الشّيء بعد الشّيء ، فأقبل الضّعيف يدفع كلامه إلى من هو أقوى منه ، وأخفوا كلامه خفاءاً شديداً ، فلم يزل يتراقى الكلام حتّى انتهى إلى الملك ، فقال : منذ متى هذا الرّجال في مملكتي؟ فقالوا : منذ شهرين ، فقال : عليّ به ، فأتوه ، فلمّا نظر إليه وقعت عليه محبّته ، فقال : لا أدلي إلاّ وهو معي.

فرآى في منامه شيئاً أفزعه ، فسأل شمعون عنه ، فأجاب بجواب حسن فرح به ، ثمّ اُلقي عليه في المنام ما أهاله ، فأوّلها له بما ازداد به سروراً ، فلم يزل يحادثه حتّى استولى عليه.

ثم قال إنّ في حبسك رجلين عابا عليك؟ قال : نعم ، قال : فعليّ بهما ، فلمّا اُتي بهما قال : ما إلهكما الّذي تعبدان؟ قالا : الله ، قال : يسمعكما إذا سألتماه ويجيبكما إذا دعوتماه؟ قالا : نعم ، قال سمعون : فأنا أريد أن استبرئ ذلك منكما ، قالا : قل : قال : هل يشفي لكما الأبرص؟ قالا : نعم ، قال : فاُتي بأبرص ، فقال : سلاه أن يشفي هذا ، قال : فمسحاه فبرئ ، قال : وأنا أفعل مثل ما فعلتما ، قال : فاُتي بآخر فمسحه شمعون فبرئ.

قال : بقيت خصلة إن أجبتماني إليها آمنت بالهكما قالا : وما هي؟ قال : ميّت تحييانه؟ قالا : نعم ، فأقبل على الملك وقال : ميت يعنيك أمره؟ قال : نعم ابني قال : اذهب بنا إلى قبره ، فانّهما قد أمكناك من أنفسهما ، فتوجّهوا إلى قبره ، فبسطا أيديهما فبسط شمعون يديه ، فما كان بأسرع من أن صدع القبر وقام الفتى ، فأقبل على أبيه ، فقال أبوه : ما حالك؟ قال : كنت ميّتاً ففزعت فزعة ، فإذا ثلاثة قيام بين يدي الله باسطوا أيديهم يدعون الله أن يحييني وهما هذا وهذا ، فقال شمعون : أنا لإلهكما من المؤمنين ، فقال الملك : أنا بالّذي : أنا بالّذي آمنت به يا شمعون من المؤمنين ، وقال وزراء الملك : ونحن بالّذي آمن به سيّدنا من المؤمنين ، فلم يزل الضّعيف يتبع القوى ، فلم يبق بأنطاكية أحد إلاّ آمن به (42).

31 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا حمزة بن محمد العلوي ، حدّثنا أحمد بن محمد ، حدّثنا الحسن بن علي بن يوشع ، حدّثنا عليّ بن محمد الحريري (43) ، حدّثنا حمزة بن يزيد ، عن عمر ، عن جعفر ، عن آبائه : عن النبيّ صلى الله عليه واله : لما اجتمعت اليهود إلى عيسى عليه السلام ليقتلوه بزعمهم ، أتاه جبرئيل عليه السلام فغشاه بجناحه ، وطح عيسى عليه السلام ببصره ، فإذا هو بكتاب في جناح جبرئيل عليه السلام : « اللّهم إنّي أدعوك باسمك الواحد الأعزّ ، وأدعوك اللّهمّ باسمك الصّمد ، وأدعوك اللّهم باسمك العظيم الوتر ، وأدعوك اللّهم باسمك الكبير المتعال الّذي ثبت أركانك كلّها أن تكشف عنّي ما اصبحت وأمسيت فيه » فلمّا دعا به عيسى عليه السلام أوحى الله تعالى إلى جبرئيل عليه السلام ارفعه إلى عندي.

ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه واله : يا بني عبد المطّلب سلوا ربّكم بهؤلاء الكلمات ، فو الّذي نفسي بيده ما دعا بهنّ عبد بإخلاص ونيّة إلاّ اهتّز له العرش ، وإلاّ قال الله لملائكته : اشهدوا أنّي قد استجبت له بهنّ وأعطيته سؤله في عاجل دنياه وآجل أخرته ، ثمّ قال لأصحابه : سلوا بها ولا تستبطئوا الإجابة (44).

32 ـ وبإسناده عن الصّفار ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن عليّ بن شجرة ، عن عمّه ، عن بشير النّبال ، عن الصّادق عليه السلام قال : بينا رسول الله صلى الله عليه واله جالس إذا امرأة أقبلت تمشي حتّى انتهت إليه ، فقال لها : مرحباً بابنة نبيّ ضيّعه قومه أخي خالد بن سنان العبسي.

ثمّ قال : إنّ خالداً دعا قومه فأبوا أن يجيبوه ، وكانت نار تخرج في كلّ يوم ، فتأكل ما يليها من مواشيهم وما أدركت لهم ، فقال لقومه : أرايتم إن رددتها عنكم أتؤمنون بي وتصدّقوني؟ قالوا : نعم ، فاستقبلها فردّها بثوبه حتّى أدخلها غاراً وهم ينظرون ، فدخل معها فمكث حتّى طال ذلك عليهم ، فقالوا : إنّا لنراها قد أكلته فخرج منها ، فقال : أتجيبونني وتؤمنون بي؟ قالوا : نار خرجت ودخلت لوقت ، فأبوا أن يجيبوه ، فقال لهم : إنّي ميّت بعد كذا ، فاذا أنا متّ فادفنوني ، ثمّ دعوني أيّاماً فانبشوني ، ثمّ سلوني أخبركم بما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، قال : فلمّا كان الوقت جاء ما قال : فقال بعضهم لم نصدّقه حيّاً نصدّقه ميّتاً فتركوه ، وأنّه كان بين النبي وعيسى عليهما السلام ، ولم تكن بينهما فترة (45).

33 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطّالقاني ، حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن [ الرضا ] (46) عليه السلام قال : إنما سمّي أولوا العزم [ أولى العزم ] (47) لأنّهم كانوا أصحاب العزائم والشّرائع ، وذلك أنّ كلّ نبيّ بعد نوح عليه السلام كان على شريعته ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى زمن إبراهيم عليه السلام ، فكلّ نبي كان في أيّام إبراهيم عليه السلام وبعده كان على شريعة إبراهيم عليه السلام إلى زمن موسى عليه السلام فكلّ نبيّ كان في زمن موسى عليه السلام وبعده كان على شريعة موسى ومنهاجه ، إلى أيّام عيسى عليه السلام وكلّ نبيّ كان في أيّام عيسى عليه السلام وبعده كان على شريعة عيسى عليه السلام ومنهاجه وتابعاً له إلى زمن نبيّنا محمد صلى الله عليه واله ، فهؤلاء الخمسة أولوا العزم ، وهم أفضل الأنبياء وشريعة محمد صلى الله عليه واله لا تنسخ إلى يوم القيامة ، ولا نبيّ بعده إلى يوم القيامة ، فمن ادّعى بعده نبياً فدمه مباح (48).

34 ـ وفي رواية سماعة بن مهران : قلت لأبي عبد الله عليه السلام {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ } [الأحقاف : 35]. قال : هم أصحاب الكتب إنّ نوحاً جاء بشريعة إلى آخر الخبر (49).

35 ـ وبإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن جماعة ، عن علاء ، عن فضيل بن يسار ، عن الصّادق عليه السلام قال : لم يبعث الله [ نبيّاً ] من العرب إلاّ هوداً وصالحاً وشعيباً ومحمداً صلوات الله عليهم (50).

36 ـ وروي أنّهم خمسة وإسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام منهم وقال : إنّ الوحي ينزل من عند الله عزّ وجلّ بالعربيّة ، فإذا أتى نبيّاً من الأنبياء أتاه بلسان قومه (51).

37 ـ وقال : ما بعث الله تعالى نبيّاً قطّ حتّى يسترعيه الغنم ، يعلّله بذلك رعاية النّاس وحقوقهم (52).

38 ـ وعن ابن بابويه ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، علي بن أسباط ، قال : سمعت الرّضا عليه السلام يقول عن آبائه : : قال رسول الله صلى الله عليه واله : يبق من أمثال الأنبياء المتقدّمين إلاّ قولهم : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت (53).

39 ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن الصّادق عليه السلام : إنّ أشدّ النّاس بلاءاً الأنبياء ، ثمّ الّذين يلونهم ، ثمّ الأمثل فالأمثل (54).

40 ـ وبإسناده عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالله بن سنان ، عن محمد بن مروان ، عن الباقر عليه السلام قال : إنّ نبيّاً من الأنبياء : حمد الله بهذه المحامد ، فأوحى الله جلّت عظمته إليه : لقد شغلت الكاتبين قال : اللّهمّ لك الحمد كثيراً طيباً مباركاً فيه ، كما ينبغي لك أن تحمد ، وكما ينبغي لكرم وجهك وعزّ جلالك (55).

41 ـ وبإسناده عن محمد بن سنان ، عن محمد بن عطيّة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إنّ الله عزّ وجلّ أحبّ لأنبيائه من الأعمال : الحرث والرّعي لئلاّ يكرهوا شيئاً من قطر السّماء. ثمّ قال : صلّى بمكّة تسعمائة نبيّ (56).

42 ـ وعن الصّفار ، عن العباس بن معروف ، عن الحسين بن يزيد النّوفلي ، عن السّكوني ، عن الصّادق عليه السلام قال : أوحى الله تعالى إلى نبيّ من أنبيائه ، قل للمؤمنين : لا تلبسوا لباس أعدائي ، ولا تطعموا مطاعم أعدائي ، ولا تسلكوا مسالك أعدائي ، فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي (57).

43 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عيسى بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، حدّثنا أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن أسباط ، حدّثنا أحمد بن محمد بن زياد القطّان ، حدّثنا أبو الطّيب أحمد بن محمد بن عبدالله ، حدّثنا عيسى بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن طالب عليه السلام : أنّ النّبي صلى الله عليه واله  قال : ان نبيّاً من الأنبياء بعث إلى قومه ، فبقي فيهم أربعين سنة ، فلم يؤمنوا به.

وكان لهم عيد في كنيسة لهم ، فأتبعهم النّبي فقال لهم : آمنوا بالله ، قالوا : إن كنت نبيّاً فادع الله عزّ وجلّ أن يجيئنا بطعام على ألوان ثيابنا ، وكانت ثيابهم صفراء ، فجاء بخشبة يابسة ، فدعا الله فاخضرّت وأينعت وجاءت بالمشمش حملاً فأكلوه ، فكلّ من أكل ونوى أن يسلم على يد ذلك النّبي صلى الله عليه واله خرج ما في النّوى من فيه حلواً ، وكلّ من نوى أن لا يؤمن خرج ما في جوف النّوى مرّاً (58).

44 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى ، حدّثنا محمد بن هارون الصّوفيّ ، حدّثنا عبيد الله بن موسى الخبّاز الطّبري ، حدّثنا محمد بن الحسين الخشاب ، حدّثنا محمد بن محصن ، عن يونس بن ظبيان ، قال : قال الصّادق عليه السلام : إنّ الله أوحى إلى نبيّ من أنبياء بني إسرائيل : إن أحببت أن تلقاني غداً في حظيرة القدس ، فكن في الدّنيا وحيداً غريباً مهموماً محزوناً مستوحشاً من النّاس بمنزلة الطّير الواحد ، فإذا كان اللّيل آوى وحده واستوحش من الطّيور واستأنس بربّه (59).

والله الموفّق إلى سبيل الرّشاد.

__________________

(1) الزّيادة من البحار.
(2) في البحار : فشبت.
(3) بحار الأنوار ( 14/203 ـ 204 ) ، برقم : ( 17 ). قال العلامة المجلسي في ذيله : بيان لا يخفى ما في هذا الخبر من الشذوذ والغرابة والمخالفة لسائر الأخبار والآثار ، أقول : بإضافة ضعف السّند فانّه كما ترى مرفوعة سعد بن عبدالله عن أبي عبد الله عليه السلام.
(4) بحار الأنوار ( 14/215 ) ، برقم : ( 14 ).
(5) بحار الأنوار ( 14/215 ) ، برقم : ( 15 ).
(6) جمع المأصر كالمجالس جمع المجلس ، أي محابس الماء.
(5) بحار الأنوار ( 14/216 ) ، برقم : ( 17 ).
(6) الصّرفان جنس من التّمر ويقال : الصّرفانة ، تمرة حمراء نحو البرنية وهي أرزن التّمر كلّه ـ المصباح المنير.
(7) بحار الأنوار ( 14/216 ـ 217 ) ، برقم : ( 18 ).
(8) كنية ليزيد الكناسي.
(11) بحار الأنوار ( 14/255 ـ 256 ) ، برقم : ( 51 ) عن الكافي ، ثم أحال إليه القصص مثلاً والحال أنّ المماثلة بينهما في هذا الخبر في بعض عباراتهما وذكره في الجزء ( 38/318 ) ، برقم : ( 26 ) من قوله : ليس تبقى الأرض ... إلى آخره.
(12) الزّيادة من البحار.
(13) بحار الأنوار ( 2/316 ـ 317 ) ، برقم : ( 1 ) عن المعاني والتّوحيد والآمالي ، و( 14/286 ) ، برقم : ( 8 ).
(14) بحال الأنوار ( 14/251 ـ 252 ) ، برقم : ( 43 ).
(15) بحار الأنوار ( 14/233 ) ، برقم : ( 2 ).
(16) كذا في مورد من البحار ، وفي آخر : عتبة ، وفي ق 3 : عيينة وفي غيره غير ذلك والكلّ مصحّف وما في المتن هو الصّحيح.
(17) بحار الأنوار ( 14/271 ) ، برقم : ( 2 ) و( 63/252 ) ، برقم : ( 115 ).
(18) التّفسير ظاهراً من كلام الشّيخ الرّاوندي.
(19) بحار الأنوار ( 14/271 ) ، برقم : ( 3 ) و( 63/252 ).
(20) بحار الأنوار ( 14/270 ) ، برقم : ( 1 ) ، عن أمالي الصّدوق مسنداً ومبسوطاً.
(21) بحار الأنوار ( 14/253 ) ، برقم : ( 45 ).
(22) بحار الأنوار ( 14/253 ـ 254 ) ، برقم : ( 46 ) و( 62/170 ) ، برقم : ( 4 ).
(23) بحار الأنوار ( 14/254 ) ، برقم : ( 47 ).
(24) بحار الأنوار ( 14/324 ) ، برقم : ( 37 ).
(25) في إثبات الهداة : في أمرك ولا تهزل.
(26) بحار الأنوار ( 14/323 ) ، برقم : ( 34 ) و( 15/206 ـ 207 ). واثبات الهداة ( 1/197 ) ، برقم : ( 111 ).
(27) بحار الأنوار ( 6/312 ) و( 7/61 ـ 62 ) ، برقم : ( 16 ) و( 14/323 ) ، برقم : ( 35 ) ، ويأتي ما بعده برقم : ( 321 ).
(28) في ق 3 والبحار : لا حق بهم في.
(29) بحار الأنوار ( 14/320 ) ، برقم : ( 24 ) عن أمالي الشّيخ الطّوسي بسنده عن أبي بصير مثله.
(30) بحار الأنوار ( 14/323 ) ، برقم : ( 35 ) والمصدر ص ( 287 ) عن الخصال.
(31) بحار الأنوار ( 14/330 ) ، برقم : ( 68 ) عن الزّهد وص ( 326 ) نحوه عن تنبيه الخواطر وراجع الكتاب ص ( 86 ) و( 71/267 ) ، برقم : ( 15 ) من كتاب الزهد للأهوازي ، عن فضالة عن اسماعيل عن أبي عبدالله عن أبيه عليهما السلام قال : كان عيسى بن مريم عليهما السلام يقول : هول لا تدري متى يلقاك ما يمنعك أن تستعد له قبل أن يفجاك ، والخبر صحف في جميع النّسخ.
(32) بحار الأنوار ( 14/331 ) ، برقم : ( 71 ) عن الكافي و( 104/280 ) ، برقم : ( 14 ).
(33) بحار الأنوار ( 14/287 ) في ذيل خبر عن أمالي الصّدوق مسنداً برقم : ( 11 ) راجع الأمالي المجلس ( 77 ) برقم : ( 8 ).
(34) بحار الأنوار ( 14/188 ) ، برقم : ( 41 ) وص ( 249 ) ، برقم : ( 38 ) و( 76/60 ) ، برقم : ( 11 ).
(35) بحار الأنوار ( 14/321 ) ، برقم : ( 27 ) عن العلل.
(36) بحار الأنوار ( 14/320 ) ، برقم : ( 26 ) و( 66/334 ) ، برقم : ( 15 ) ، عن العلل.
(37) بحار الأنوار ( 78/199 ـ 200 ) ، برقم : ( 26 ).
(38) في البحار : فصاحوا إليه وشكوا ما بهم.
(39) بحار الأنوار ( 14/321 ) ، برقم : ( 28 ).
(40) في البحار : شفاهكم وصيروه لكم خلقاً ففعلوا.
(41) بحار الأنوار ( 14/321 ) ، برقم : ( 29 ).
(42) بحار الأنوار ( 14/252 ـ 253 ) ، برقم : ( 44 ).
(43) في البحار : الجريري.
(44) بحار الأنوار ( 95/189 ـ 190 ) ، برقم : ( 17 ) وص ( 175 ـ 176 ) عن مهج الدّعوات لابن طاوس بإسناده إلى سعيد بن هبة الله الرّاوندي ; من كتاب قصص الأنبياء.
(45) بحار الأنوار ( 14/450 ) ، برقم : ( 2 ).
(46 ـ 47 ) الزّيادة في الموضعين من البحار.
(48) بحار الأنوار ( 11/34 ) ، برقم : ( 28 ) عن العيون مع زيادة بعد مباح وهي : لكل من سمع ذلك منه.
(49) بحار الأنوار ( 11/35 ) ، برقم : ( 29 ).
(50) بحار الأنوار ( 11/42 ) ، برقم : ( 46 ).
(51) بحار الأنوار ( 11/42 ) ، برقم : ( 47 ).
(52) بحار الأنوار ( 11/64 ـ 65 ) ، برقم : ( 7 ) عن العلل ( 1/32 ) الباب ( 29 ) برقم : ( 2 ) وليس في آخره : حقوقهم.
(53) بحار الأنوار ( 71/333 ) ، برقم : ( 8 ) عن العيون والأمالي للصّدوق وأحال القصص إليهما مثلاً. وراجع عيون أخبار الرضا عليه السلام ( 2/56 ) ، برقم : ( 207 ).
(54) بحار الأنوار ( 67/231 ) ، برقم : ( 45 ).
(55) بحار الأنوار ( 93/212 ) ، برقم : ( 13 ).
(56) بحار الأنوار ( 11/64 ) ، برقم : ( 6 ) عن العلل ( 1/32 ) ، برقم : ( 1 ) وليس فيه : ثم قال : صلّى إلى آخره.
(57) وسائل الشيعة ( 3/279 ) ، برقم : ( 8 ) ، في الباب ( 19 ) من أبواب لباس المصلي عن العلل والعيون والفقيه وفي الباب ( 64 ) من أبواب جهاد العدوّ من كتاب الجهاد عن التّهذيب ، وفيه : ولا تشاكلوا بما شاكل أعدائي.
(58) بحار الأنوار ( 14/456 ) ، برقم : ( 8 ). والرّجل الأوّل في السّند هو من مشايخ الصّدوق وحسب ما سجّل في قائمة مشيخته سقط في سلسلة نسب هذا الرجل هنا من ما بعد عيسى بن أحمد : بن عيسى بن عليّ بن الحسين بن.
(59) بحار الأنوار ( 14/457 ـ 458 ) ، برقم : ( 10 ) وفي بعض النسخ : ما فيه من النوى.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .