أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-2-2016
1158
التاريخ: 27-1-2016
4497
التاريخ: 1-2-2016
1093
التاريخ: 29-1-2016
2082
|
اطلاق الاحياء المهندسة وراثيا الى البيئة
التطورات التي حدثت في التقنيات وازدياد المعلومات الجزيئية في علوم الحياة أدت الى تطوير أحياء وانزيمات يمكن ان تستعمل في المعالجات الحيوية، كمنا انها أدت الى توفير المعلومات حول المجاميع الميكروبية في المناطق الملوثة لتسهيل الوصول الى أفضل الوسائل للمعالجات، ولكن عملية اطلاق الاحياء المهندسة وراثيا جوبهت بالتقييدات الكثيرة على اطلاق مثل هذه الاحياء الى البيئة كما هو الحال في استعمالها في نواحي اخرى من الحياة. واستعمال الاحياء المهندسة وراثيا تتجاذبها الآراء المتفائلة والمتشائمة, وتغلب الاخيرة في العديد من الأحيان. وهناك اعدادا كبيرة من الاحياء التي هندست لغرض اطلاقها الى البيئة، وكل مصمم لمسار وراثي يرنو الى استغلال امكانيات الخلايا لأبعد حد ممكن، وقد قامت الجهات المختصة بوضع تصنيف للأحياء المهندسة ودرجة خطورتها التي تحدد إمكانية اطلاقها :
وهناك عدة جوانب يمكن مناقشتها في هذا الموضوع :
وهذا يعني ان الاحياء المهندسة تكون مجهدة دون وجود ظروف اجهاد ومثل هذه الخلايا عندما تدخل الى البيئة وتعاني من اجهاداتها فهي تحتاج الى استعادة وضعها الفسلجي الطبيعي، لذلك ربما اكتسبت مقاومة عامة وزادت من قابلية تطفرها اي حدوث الطفرات فيها. وقد لوحظ هذا فعلا عند استعمال انظمة تعتمد على نقل البلازميدات لنقل جينات تخليق الهستيدين من البكتريا Az. Brasilenses الى E. coli (طفرات عوز غذائي للهستيدين)، فتحت الاجهاد الشديد من نقص للهستيدين تتغير البلازميدات وهذه التغيرات يمكن ان تحصل في البلازميدات والكروموسومات. فتحت مثل هذه الظروف يحصل اعادة ترتيب للجينوم ويؤدي الى ظهور الطفرات، وتظهر مثل هذه الطفرات تحت ظروف اجهاد اخرى. وظهور الطفرات في الاحياء المهندسة في البيئة هي حالة غير مرغوب فيها.
ولذلك فان الاحياء المهندسة وراثيا هي اصلا مجهدة بواسطة المعلومات الوراثية التي أدخلت إليها وذلك من ملاحظة زيادة محتوياتها من بروتينات الاجهاد تحت الظروف الطبيعية والتي تؤدي الى تغيرات كبيرة في جينومها. ومن الطبيعي افتراض ان اطلاقها الى البيئة سيعرضها الى اجهادات اضافية مما يؤدي الى ظهور الطفرات المتطبعة وحالة تضخم التطبع ، وذلك محاولة منها لزيادة عيوشيتها وبقائها، فبدلا من ان تموت تقوم بالتطور والعيش اذ ان عملية التطور تزيد من قابلية التنافسية على مواد الأساس البديلة (اي غير الملوثات) المتوفرة في البيئة بشكل طبيعي وسيزيد هذا من احتمالية بقاءها في البيئة.
ومن جهة ثانية فان الخلايا المهندسة تحمل الجينات المطلوبة على بلازميدات وتكون الجينات عادة ذات انتاجية مفرطة وهذا يعني ان الخلايا محملة أكثر من طاقتها وهذا يقلل من فرص عيشها وبقاءها في البيئات الجديدة حتى وان زودت بإمكانيات أكثر للنمو من الخلايا الخالية من البلازميدات. ووجد بالتجارب ان هناك قلة في ملائمة الخلايا الحاملة للبلازميدات عند غياب المجال الذي يعمل فيه البلازميد، كما ان الخلايا لا تكون مستعدة لحمل كلفة وجود البلازميدات الموجودة فيها.
كل هذه الأسباب ستؤدي الى :
وفي الحالتين تكون الخلايا بين الانتظار لتحسن الظروف او الدخول المسلك الزلق وهو حدوث التطفر الفائق الذي مر ذكره. ولذلك فان حسن اعداد الاحياء المهندسة وراثيا سوف يمكن من الاستغلال الامثل، ومنها تعطيل جينات rec العاملة في التأشب المتجانس وكذلك جينات rpoS المسئولة عن تقليل فعالية نظام MMR وحث العامل δS وهذا يقلل من الاخطار المتعلقة او المرتبطة بعمليات التحوير الوراثي للميكروبات في نظام بيئي مفتوح.
فالخلايا المطلقة الى البيئة المطلوب منها ان تقوم بمهمة التخلص من المواد الملوثة ويكون ذلك ممكنا باستعمال نظام الاحتواء المعتمد على استعمال الجينات القاتلة التي تعمل في البيئة عند وجود المواد المحفزة للممهدات المستعملة ثم تنخرط الخلايا في مسار الانتحار (Suicide pathway) عند انتهاء المواد المحفزة. وبذلك يمكن التحكم بعمليات تكاثرها غير المسيطر عليها وكذلك التحكم بعمليات الانتقال الافقي للجينات، ولذلك توضع الاحياء المهندسة في نماذج بيئية مصممة لتشابه البيئات الطبيعية وتقاس قابليتها للتطفر الفائق ودراسة كل المؤشرات الممكنة قبل اطلاقها الى البيئة الطبيعية.
الانتقال الافقي للجينات : ويعد من المخاطر التي تشكلها الاحياء المهندسة وراثيا في كافة المجالات وهو انسياب الجينات الى النظام البيئي والذي يعد من أهم الاخطار على المدى البعيد نظراً لاحتمالية تغييره للتنوع الحيوي. فانتقال الجينات الافقي اصبحت الشغل الشاغل للمختصين في مجال السلامة الحيوية، فانتقال الجينات المقاومة للمضادات الحيوية والتي تستعمل كواسمات انتخاب في الاحياء المهندسة وراثيا يمكن ان تنتقل بين الاحياء و هذا يؤدي الى انتشار المقاومة غير المرغوب فيها، اضافة الى انها تؤدي الى تطور الاحياء الميكروبية بشكل لا يناسب الحياة. فمن المعروف ان التطور وكما أشارت دراسة تحليل الجينومات يسبقه عادة نقل أفقي للجينات وانسياب الجينات بين الانواع والاجناس المختلفة، ومما يزيد في ذلك ان عمليات التأشب في البلازميدات – التي تستعمل في الهندسة الوراثية – تكون بمعدلات أعلى من تلك التي تحصل في الكروموسومات.
المصادر
الخفاجي , زهرة محمود (2008) . التقنية الحيوية الميكروبية (توجهات جزيئية ) . معهد الهندسة الوراثية والتقنية الحيوية . جامعة بغداد .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|